- الجُزء الثانِي و الثلاثِين.

455 21 0
                                    

هو صرخ و صرخ ، أخذ يتقيء كل مافي معدته ، دارك يحوم حوله محاولا تهدءته ، كيف يهدء وهو محتجز ها هنا في حمام المدرسه اللعين منذ ساعات ، لو أنه بقي في المنزل ، لو أنه يشاهد أحد أفلامه الممله جالسا على أريكته التي يحب  أو يدخن سجائره ، لو أنه فقط نائم بسريره بعمق ، الشمس غربت منذ زمن ، والظلام طغى على المكان ، أحقا في الحمام! ، ماهذه النهايه البائسه لفتى إنتهت مسيرته الدراسيه اللعينه للتو ، هو للتو تخرج من هذه الثانويه اللعينه ، كيف ذلك ! ،  هو لم يشرب ويتعاطى الممنوعات ، لم يحصل على سيارته بعد ، لم يحب و لم يعش حياته ، لم يدخل الثامنه عشر بعد! .
_________
حين كان يحاول تهدءه نفسه و يلتقط أنفاسه بصعوبه ، سمع صوت الباب يفتح ، هو إبتسم بوسع ، لكن إبتسامته إختفت كليا بعد أن تعرض للكمه قاسيه على فكه المتشنج من الصراخ ، لكمه أخرى و أخرى ، أحس بإندفاع المزيد من الأيادي و الأجساد لتنهال على جسده بالضرب و اللكم ، دارك كان في زاويه ما ينعق ، أخذت الأصوات بالتداخل و إصدار صوت طنين مزعج ، رويدا رويدا هو فقد الوعي و الدماء تتدفق من جسده.
_________
حين أشرقت شمس اليوم الرابع هو فتح عيناه بصعوبه ، لقد فقد وعيه لعده أيام ، نظر لدارك المنكمش في صدره ، هو حمل جسده المجهد بصعوبه ، فتح صنبور الماء و أخذ يغسل جسده ببطئ ، أحس بجسد دارك يحط قريبا منه مد يده بعد أن ملئها بالماء لمنقار غرابه الذي أخذ يشرب و يشرب حتى إرتوى ، بعد أن أنها تنظيف جسده شرب بعض الماء ليبقى على قيد الحياه ، هو أرآد و بشده معرفه الذنب الذي إقترفه كي يحصل له كل ماحصل ، إنزلق جسده على الجدار ببطئ و ذهب لعالم آخر.
_________
بعد عده سويعات عاد الهمجيون لفعل فعلتهم الشنيعه ، أغلق عيناه و أخذ يصدر غرغرات و أصوات مخنوقه ، فتح عينيه ليرى مارشيل تبتسم له و هي تدفعه على تلك الأرجوحه التي يحب ، رأى ميج و هو يطبع قبلاته الا متناهيه على خديه ، أرينا حين أعطته لوشيان ، حين هرب في تلك الليله العاصفه ، منزله المستقر فوق ذاك المبنى الشاهق ، هو رأى الكثير و الكثير من لحظات حياته ، هو و بصعوبه عاد للواقع ليرى دارك يخرج من الباب الذي نساه المعتدون مفتوحا بطريقه ما ، هو إبتسم لسماع صراخه و نعيقه الصاخب ليلفت إنتباه حارس المدرسه ، فقط في تلك اللحظه هو إستسلم و هو يرى كين يمد يده له ، مد بلاك يده و توقفت أنفاسه المتقطعه.حين إندفع الحارس و بعض رجال الشرطه و المسعفين لداخل الحمام ، وجدوا جسده الشاحب ملقأً على الأرض بإهمال ، نبضه قد توقف منذ نصف ساعه على الأقل ، و جسده مليء بالكدمات و الكسور ، الدماء مازالت تخرج من جسده ، هو قد تعرض للضرب حتى الموت !.
غرابه بقي ينوح و يدور حوله ، و بقي ملازما له حتى مع دخوله للتابوت الموحش!.

إِبن الجِن.Where stories live. Discover now