الجزء الخامس

29.5K 899 145
                                    

مشت في تلك الغابة الواسعه .. تندب حظها و تشتاق لوالديها اللذان رحلا و تركاها وحيدة تصارع هذه الحياة القاسيه ..

تذكرت عنف لوثر لها منذ اول يوم تسكن فيه معه فحاولت ان تخرجه من راسها و تابعت سيرها الى المجهول ..

رفعت رأسها فجأة و نظرت امامها .. صدمت عندما رات انها تقف في وسط الشارع لكنها ما لبثت ان ابتسمت ابتسامة كبيره عبرت عن سعادتها لأنها غادرت ذلك المكان الى الابد .. لكن تلك الفرحة لم تكتمل .. أتت سياره تمشي بسرعة جنونيه فألتفتت هي لتفتح عيناها بصدمه و تجمدت قدميها في مكانها ..

بدأت هيلدا تفكر في انها ستلحق بوالديها فأغمضت عيناها بقوة مستسلمة لوضعها .. الى ان قفز برشاقة على مقدمة السيارة و انتشلها ليحاصرها بين يديه ثم قفز مجددا ليستقر على الرصيف و تلك الفتاة الخائفه تمسك بسترته بقوه و تدفن رأسها في صدره

" أنتِ بأمان " قالها بشيء من اللطف

فرفعت رأسها لتتعرف على ذلك الذي انقذها قبل قليل ..

رأت وجها جميلا حنطي اللون و عينان خضروان تكادان تعرفان بأنهما صفروان بسبب اشعة الشمس الساطعة عليها .. و انف طويل و جميل و شفتان قرمزيتان ..و شعر اشقر حريري و حاجبان معقودان يشبهان السيف في حدته .. كانت ملامحه حاده و ينظر اليها بنظراتٍ جديه ..

كانت تريد ان تقول له شيئا لكن خانها جسدها و اعلن الاستسلام للنوم .. رفعها بين ذراعيه و نظر اليها ثم ابتسم ابتسامة جميلة جدا و سار بها الى حيث لا تعلم .

فتحت عيناها ببطء و جالت بنظرها ارجاء المكان .. تريد ان تعرف اين هي ؟ فرفعت رأسها ثم جسدها ببطء لكنها تألمت فجأه من ظهرها و عادت لتستلقي على السرير و اطلقت زفرة قصيره عبرت عن يأسها ..

طُرق الباب بخفه و دخل من خلفه ذلك الفتى الذي نظرت اليه هيلدا بعد ان سمعت طرق الباب فحاولت النهوض و على ملامحها علامات الدهشه لكن آلامها لم تغادر بعد .. فقررت الاستلقاء مجددا مع بعض الضجر الذي اتضح على وجهها ..

ابتسم على مظهرها و اقترب منها و بين يديه صينيه فيها كأس عصير و رغيف خبز .. و ضعها على الكومادينا  التي بجانب السرير الذي تقبع عليه هيلدا ..

ما ان رأت هيلدا الطعام حتى بدات معدتها تصدر اصوات مزعجه بالنسبة لها و مضحكة بالنسبة الى الواقف بجانب السرير و يحدق بها ..

اخيرا قرر أحدهم ان يتكلم و يقطع ذلك الصمت الفظيع .. فتكلم هو قائلا بهدوء :

" هيا .. انهضي و كلي هذا .. سيسد جوعك "

شعرت بالاحراج من كلماته ثم نظرت اليه و قالت بنبرة مرتبكه :

" لكنني لا استطيع النهوض "

عقد حاجبيه بتعجب .. كيف لها الا تستطيع النهوض ؟ هل تمزح معي ؟ هذا ما كان يفكر فيه وهو يحدق فيها بريب ..

عندما يقع وحشٌ في الحب / بقلميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن