عندما يقع وحشٌ في الحب / بقلمي

الجزء الرابع و العشرون

مر يومان على تلك الحادثه .. أصبح المنزل هادئا .. كلٌّ لازم غرفته و لم يخرجوا  منها .. لوثر يجلس على نافذته كالمعتاد و يتذكر ذلك المشهد الذي حطمه كليا .. و روبن يشعر بالندم لأنه لم ينتبه على تصرفات ألين من قبل و نواياه الخبيثه .. روني الذي لم يتعرف على هيلدا كثيرا كان حزينا ايضا عليها و ظل يفكر في طريقة لتخليصها من ألين .. جميعهم لم يكونوا يعلمو أن كيفن وراء كل هذا و كانو فقط يفكرون في ألين و كيف سيصلون اليه ليستردوا هيلدا .

( و عند الخامسه مساء )

طُرِق باب المنزل بقوة ثلاث مرات و لحسن الحظ كان روبن في المطبخ و سمعه ليذهب نحوه و يفتح ..

لم يجد احدا .. فقط وجد رسالة موضوعة على الارض امام الباب فأخذها و قلبها ليجد اسم المرسل .. دهش للحظة لكنه ما لبث ان تبدلت ملامحه الى الجديه و اغلق الباب ليتوجه نحو غرفة لوثر .

طرق باب غرفته و دخل عليه ليجده في حالٍ مزريه .. عقد حاجبيه بحزن قبل ان يناديه

" لوثر "

كان لوثر يريح رأسه على الحائط و يجلس على النافذه .. احدى قدميه مثنية و الاخرى ممدوده .. يفكر في هيلدا كثيرا حتى بدا على وجهه التعب و الارهاق .. منذ ان غادرت مع ألين وهو يفكر فيها و لم يضع لقمة في فمه .. اصبحت شفتيه مبيضة و عيناه احتلها السواد و الاحمرار من الداخل .. لم يذق طعم النوم و الراحة بعد فراقها و ظل على حاله هذه لمدة يومين كاملين .

اقترب روبن منه ببطء و رفع الرسالة امامه .. أغمض عينيه ثم ادار رأسه ليتحدث اخيرا بعد صمت دام لمدة يومان :

" ما هذا ؟! "

صوته كان متعبا جدا لدرجة تجعلك تشعر بالحزن تجاهه كما هو الحال مع روبن الان

" انها رساله .. من كيفن "

ما ان سمع لوثر اسمه حتى اجتاحه الغضب و اخذ الرسالة بسرعة ليفتحها ثم بدأ بقرائتها

" مرحبا لوثر .. لقد سمعت عن ما جرى في منزلك قبل يومان و انا اشعر بالاسف لما حدث .. لا تحزن يا صديقي فهي بين ايدي امينه .. انها معي و سأتزوجها غدا و سأجعلها سعيده .. لا تقلق و ثق بي .. سأكون زوجا صالحا لها .. و اخيرا اتمنى ان تحضر غدا مراسم الزفاف و لا تتأخر فأنت ضيف الحفل المميز ..هههههههه .. مع خالص تحياتي .. كيفن "

مجمل رسالته كانت تعبر عن السخرية من لوثر و محاولة ادخال الغضب الى كيانه .. و بالفعل نجح في ذلك .. فلوثر قد اشتد غضبه و ارتجف جسده بالكامل و شرع في تقطيع تلك الرسالة تحت انظار روبن المنذهل

" لوثر مالذي حدث ؟ ماذا كتب في الرساله ؟! " سأله بملامح مستغربه

فنهض لوثر اخيرا و فرقع جسده و يديه ثم هتف :

" غدا سيتزوج كيفن من هيلدا .. و انا لن اسمح بذلك .. حتى لو وصل الموضوع الى القتل بيننا "