الجزء السابع عشر

16.9K 549 84
                                    

( عند الواحدة ظهرا )

كانوا مجتمعون على المائدة و ينتظرون لوثر الذي لم يأتي بعد .. تأففت هيلدا و أحنت رأسها على راحةِ يدها .. كان روبن ينظر اليها .. نظراته تلك عبرت عن مدى حزنه الشديد لأنه خسرها .. يتمنى الان لو انه لم يحبها .. يتمنى لو انه لم يلتقي بها .. لقد اصبحت تسكن عقله و تأبى المغادره .. رفعت بصرها لتنظر اليه بتعجب فهو لا يزال يحدق بها ..

" روبن " نادته وهي تفرقع بإصبعيها امامه

" هاه " قالها وهو ينتفض .. ثم حاول طرد صورة هيلدا من عقله

" ما بك ؟! " سألته بإهتمام

ليبتسم هو و نفى برأسه ليوصل لها فكرة أنه بخير .. لكن قلبه كان يتقطع من الداخل و يحاول جاهدا ابعاد صورة حبه الاول عن تفكيره فهي ليست له الان .

صوت خطواته .. رفعت رأسها ببطء بعد ان سمعت صوت خطواته لم تتجرأ أن تلتفت لتراه .. وقف امام مدخل الصالة وهو يضع يديه داخل جيبيه .. كانت صدمة الجميع عندما رأوه يرتدي بنطالا جينز ازرق و قميص واسع قليلا لونه ابيض .. رأت هيلدا علامات الدهشه تسكن ملامح روبن .. فقررت الالتفات لكن ببطء شديد .. اخيرا رأته انه ينظر اليها و يبتسم لها .. كانت ابتسامته صافيه و عذبه جعلت قلب هيلدا يضطرب .. حدقت في شعره المبعثر الذي زاده جمالا ثم في ملامح وجهه الباسمه و ثيابه التي زادته اناقه ..

ابتسمت هيلدا و رفعت ابهامها امامه لتقول بنبرة مرحه :

" انها افضل من ملابسك السوداء .. ارتدي هكذا دائما"

اطلق ضحكة خفيفه قبل ان يتقدم منها و قبلها على وجنتها .. لم يأبه للذين كانو يجلسون معهم و خصوصا روبن الذي آلمه قلبه و كأنه تلقى اسهما حاده كادت توقعه ارضا .. شعرت هي بالخجل و لم تجرأ على رفع راسها فأبتسم لوثر و ذهب ليجلس في مكانه و بدؤوا يتناولون وجبة الغداء .

ضرب طاولة مكتبته الصغيره التي تقبع في زواية غرفته الملكيه و كان الغضب باديا على ملامح وجهه

" اريد خطة محكمه .. لكنني لا اجد .. لوثر ايها البغيض لو انك تتنحى جانبا سيكون الامر اسهل من ارتجاع كأس الماء " صرخ بها في غضب و قد ظهرت عروق رقبته المخضره .

طُرِق باب غرفته فرفع رأسه ليأذن للطارق بالدخول .. دخل رجل طويل و ضخم اسمر البشره يرتدي نظارات سوداء .. اصلع الرأس و ملامحه جاده .. يبدو شابا في عمر الخمسة و العشرين .

" هل طلبتني ؟! " وجه ذلك الرجل سؤاله الى كيفن .

جلس كيفن بهدوء على كرسيه و تحدث بنبرة بارده تنافي تلك النار التي تشتعل داخله :

" اجل .. اريدك أن تساعدني في ايجاد خطة ما "

" خطة ؟ خطة ماذا ؟! " سأله وهو يجلس على الكرسي المقابل لمكتب كيفن

عندما يقع وحشٌ في الحب / بقلميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن