الجزء السابع

24.2K 808 88
                                    

" ماذا قلت ؟ .. ماذا تقول ؟! "

نطق بها لوثر و هو يمسك روبن من لياقته و يهزه مرارا و تكرار .. كان غاضبا جدا حتى أنه لَكَمَ روبن على وجهه و اطاحه ارضا .. نهض روبن و مسح فمه ثم نظر اليه بحقد قائلا :

" لوثر .. دعها و شأنها .. مالذي تنتظره من فتاة رأت منك العذاب منذ اول يوم لها هنا .. هل فكرت في العواقب قبل ان تضربها ذلك الضرب القاسي الذي لا يحتمله رجل ؟ .. كيف تريد لفتاة احتمال ضربك يا احمق ؟! "

كان روبن يصرخ على لوثر و هو واقف بصدمه يستمع الى كلماته التي كانت اسهما ترمى في كامل جسده .. تخطى صدمته و نطق بغضب :

" كيف تتجرأ على قول هذا لي ؟! .. "

سكت روبن و طأطأ رأسه ارضا لكنه رفعه مجددا و قال :

" اسف يا صديقي لكن اريدك ان تفتح عينيك .. انت تعاقب الصالح و الطالح و لا يهمك أحد ابدا .. تخطيت الحدود يا لوثر و ضربت فتاه .. هل تعلم ما معنى هذا ؟! "

سكت لوثر و نظر اليه بحقد ثم صر على اسنانه و قرب وجهه من وجه روبن الذي كان يقف بشجاعة امامه و قال بصوت مرعب خشن :

" اسمع .. اريدها هنا خلال ثلاثة ايام و الا اقسم أنك لن تبقى هنا دقيقة واحده ..و لن تكون صديقي ابدا .. هل فهمت ؟! "

" و منذ متى كنتُ صديقك يا لوثر ؟! " قالها روبن بعد ان التفت لوثر ليذهب فتوقف و عاد لينظر الى الواقف بشجاعه و عيناه تبرقان

" ماذا قلت ؟! " تساءل لوثر

فأبتسم روبن بإنكسار و قال :

" انا اعتبرك صديقي يا لوثر لكن انت لم تعتبرني كذلك ابدا .. دائما تراني مثلهم .. ذلك اليوم الذي جلست فيه معك شعرت بالسعادة تغمرني .. عندما اخبرتني بكل شيء يحزنك استمعت اليك حتى النهايه .. و بكيت امامي .. "

" اصمت " صرخ لوثر محاولا اسكات روبن بعد قال كلماته التي اغضبته .. ثم غادر الى غرفته فورا .

انزل روبن رأسه بإنكسار ثم ذهب الى غرفته .

في ذلك المكان الخالي من اي مخلوق و داخل تلك العشة المتوسطة الحجم تجلس هيلدا و تضم قدميها الى صدرها و تعانقها بيديها المرتجفه بسبب البرد .. فكرت في كل ما مرت به .. ضرب لوثر لها و الذي لا تنساه ابدا .. افعال كيفن الطائشه مع انه لم يتعرف عليها جيدا .. وفاة والديها .. و انقاذ روبن لها و تهريبها . هنا ابتسمت قليلا و تذكرت كلماته لها و هم يركضون الى مخبئها الجديد ..

" اريدك ان تهتمي بنفسك الى ان اتي اليك و سأحضر لك الطعام و كل ما تحتاجين "

عانقته بقوة ليبادلها العناق ثم قالت بإمتنان :

" روبن .. شكرا لك .. ظننتك لن تلبي طلبي في الهروب من لوثر .. لكنك فعلت .. حقا اشكرك "

" لا بأس نحن اصدقاء يا هيلدا " قالها بعد أن ابعدها عنه قليلا و ابتسم في وجهها

ابتسمت هي ثم ودعته عندما قرر الذهاب .

عادت الى واقعها و نامت على الارضيه بعد وضعت عليها قطعة قماش متوسطة الحجم اعطاها اياها روبن .. اغمضت عيناها محاولة النوم لكن اين سيأتي النوم و ذلك العقل يفكر في ذلك الوحش .. لا تعلم لماذا تفكر فيه ؟ و تحاول ابعاده عن ذاكرتها لكن يبدو انه مثل شريط لاصق وضع على شيء ما و لن يخرج ابدا الا بصعوبه .

كان مستلقيا على سريره و يفكر في كلام روبن حتى شعر بالغضب و امسك الوسادة التي تحت رأسه و رماها لترتطم بخزانة الملابس ثم الى الارض .. ارخى راسه على فرشة السرير و اغمض عيناه ثم تنهد قبل ان يقول :

" مزعجه "

كان يقصد هيلدا التي لم يتوقف عن التفكير فيها ابدا كان يفكر في تلك اللحظة التي ضربها فيها لكنه حاول ابعادها عن مخيلته بسرعه حتى لا يشعر بالاسى نحوها فهو قد توعد بأنه سيضربها مرة اخرى ان وجدها .

كيفن كان يجلس في صالة منزله الكبيره و يضع يده على رأسه و يفكر ..

" انها جميلة جدا .. رغم أنني لم اتعرف عليها جيدا لكنها جذبتني .. عيناها و شعرها الاسود الفاحم لون بشرتها .. كل شيء فيها كان جذابا .. انها مثالا للفتيات الجميلات .. اريدها ان تعود لي .. لن اجعلها تبقى عنده .. سترى يا لوثر سنقيم حربا ثانيه و اسمها امتلاك الاميره "

ثم ابتسم بمكر و نهض ليذهب الى غرفته .

( في صباح اليوم التالي )

بمجرد أن طلعت الشمس خرج روبن من المنزل راكضا و في يده الطعام لهيلدا .. لم يكن يعلم انه مراقب من قبل لوثر الذي اعطى اشارة لأحد اتباعه بان يلحق به .. فنفذ الامر بسرعه و لحق بروبن .

خرجت من ذلك المنزل المصنوع من الاعشاش و مدت يديها براحه ثم اخذت نفسا عيمقا و نظرت الى السماء لترى الطيور في جماعات و هي تهاجر الى مكان اخر .. تمنت في هذه اللحظه أن تكون مثلهم و تطير في السماء الواسعه .. تمنت لو انها طائر يتجول اينما اراد و متى ما اراد .. تمنت لو تبتعد للحظة عن الارض التي وجدت فيها القسوه و الانكسار و الحرمان من كل شيء .. اغمضت عيناها ووضعت يديها على قلبها لترجو الله أن تكون حياتها أفضل مما هي عليه الان .

قاطع دعاءها صوته الذي اصبحت تعتبره حنون جدا :

" مرحبا هيلدا .. صباح الخير "

التفتت اليه و ارتسمت ابتسامة كبيره على شفتيها ثم ردت :

" صباح النور روبن "

" انظري احضرت لك الطعام .. هيا لنأكل معا "

اومات وهي تبتسم و جلسا معا لتناول وجبة الفطور .

سرعان ما وصلت الاخبار الى لوثر ليبتسم بمكر ثم ذهب الى غرفته .

مر يومان .. و كان روبن يذهب و يجيء الى هيلدا و يحضر لها كل ما تحتاجه من لباس و طعام و غيره و كان لوثر يراقبه بصمت .. الى أن حدث و غادر روبن من عند هيلدا في الساعة الخامسة مساء فجلست هي تراقب السماء كما اعتادت في الايام الخوالي ..

" مرحبا "

سمعت ذلك الصوت فأبتسمت ظنًّا منها أن روبن عاد و التفتت لتصدم بوجود لوثر امامها .

" لوثر " قالتها بصدمه

و بدأت تعود الى الوراء و قد تملكها الخوف .. هو كان يراقبها و يبتسم على مظهرها الخائف ثم بدأ يقترب منها ببطء ليدب الخوف فيها بشكل افظع .

______________________________________

يتبع

رايكم في البارت

عندما يقع وحشٌ في الحب / بقلميWhere stories live. Discover now