الجزء السادس عشر

15.9K 601 121
                                    

( قد يبكي الوحش يوما ، عندما يجد من يستمع اليه و يفتح له احضانه الدافئه )

بعد مرور يومان .. غادرت الحرارة جسد هيلدا فقررت النزول الى الصالة الكبيره بعد ان استحمت و ارتدت بنطالا اسودا طويلا و بدلة زرقاء رسمت خصرها النحيل ..

وجدت لوثر يجلس امام التلفاز و لم ينتبه لوجودها ..

" صباح الخير " بإبتسامة قالتها محاولة لفت انتباهه

لكنه لم يلتفت و ظل يحدق في التلفاز .. انتابها القلق و الخوف فجأه و قررت ان تنسحب بهدوء لكي لا تثير غضبه .. لكنها لم تكن تعلم بالذي يدور في راسه .

ما ان ذهبت حتى شعر بالغضب و رمى جهاز التحكم من يده .. لم يكن يريدها ان تغادر .. و في نفس الوقت لا يريد ان يتحدث معها لأنه يشعر بالذنب تجاه ما فعله قبل يومان معها .. ارجع خصلات شعره الفحمي الى الخلف و تنهد بعمق .

دخلت المطبخ و مشت تجاه الثلاجة و هي تصدر صوتا مزعجا بحذائها معبرة عن مللها الشديد .. سحبت باب الثلاجة لتفتحه و اخذت قنينة ماء صغيره لتشربها دفعة واحده .. رمت القنينة في سلة القمامه ثم جلست امام الطاولة .. احنت راسها على راحة يدها و راحت تفكر في حالها .. و لم يخلو تفكيرها من كابوسها لوثر .

دخل الى المطبخ ليجدها غارقة في التفكير فظل يتأملها وهو يعقد يديه على صدره .. ابتسم بخفة بعد ان رآها تتأفف لكن لو علم لما تأففت ربما سيغضب .. كانت قد تذكرته وهو يعذبها لذلك تأففت ثم نهضت لتلتفت و وجدته يتكأ على الباب و ينظر اليها ..

ارتجفت قدميها و طأطأت راسها ارضا .. لم تستطع التحرك انشا واحدا و كأن اقدامها ثبتت على تلك الارضيه البيضاء ..

تقدم اليها واضعا يديه في جيب بنطاله .. وقف امامها و لم تتجرأ ان ترفع راسها لتنظر اليه ..

" كيف حالكِ ؟! " كانت نبرته بارده لكنه لم يستطع اخفاء قلقه فأمتزجت تلك البروده ببعض القلق و الاهتمام

رفعت راسها بصدمه ما ان سمعت سؤاله .. هل سألها عن حالها الان ؟ مالذي يدور في راسه يا ترى ؟! هذا كان تفكير هيلدا بينما هي تحدق في عينيه ..

فرقع بإصبعيه امامها ثم لوح بيده ليلفت انتابهها .. رمشت عدة مرات قبل ان تقول بإرتباك :

" انا .. انا .. بخير "

اقترب اكثر حتى تخطى الحدود و اصبحت تشعر بخصلات شعره تلامس جبينها ثم انفاسه التي كانت مضطربه ..

" انا اسف " قال بخفوت

" على ماذا ؟! " سألت بنفس نبرته

" على كل شيء .. اسف "

صدمت عندما سمعت كلماته .. انه يعتذر حقا .. هل اعتذر لأحد قبلها ؟ هل هي المرة الاولى التي ينطق بها تلك الكلمه ؟ .. ظلت تحدق في عيناه و هي تفكر في كلماته .. لم تتجرأ أن تطيل النظر اليه فهو قد بدأ ينظر اليها ايضا فطأطأت راسها فورا و سمعته يقول :

عندما يقع وحشٌ في الحب / بقلميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن