الجزء العشرون

14.8K 500 66
                                    

( قد يكون الماضي احيانا سببا في نزاعات بعض الاصدقاء )

يجلس على سريره بوجه عابس و حاجبان معقودان يتذكر تلك السنة التي مرت عليه و قد كانت قاسية كفاية لتجعله قاسٍ ايضا و حاقدا على من كان صديقه يوما ما .

( عودة الى الوراء .. قبل سنه )

كان يجلس تحت المطر و ينظر الى السماء .. تلك القطرات البارده كانت تنزل على وجهه لتجعله لا يستطيع فتح عيناه .. لكنه رغم هذا ما زال يرفع رأسه نحو السماء و يدعو حتى سالت الدموع على خده ليخفض رأسه فورا و جثى على ركبتيه ..

" من أنت ؟! و ماذا تفعل هنا ؟! "

رفع ذلك الشاب و الذي يبلغ من العمر عشرون عاما رأسه بعد ان سمع الصوت ليجد امامه شابا يبدو في مثل سنّه ..

نهض بسرعه و كانت ثيابه مبللة تماما .. فتح ذلك الشاب مظلته و حماه بها و احتمى معه ..

" من أنت ؟! و مالذي تفعله هنا ؟ " كرر سؤاله

ليجيب ذلك البائس الحزين :

" أنا .. كيفن .. طردتُ من منزلي و انا الان هنا لا اجد مكانا لأنام فيه "

" طُردت ؟! " بتعجب تساءل

" اجل طردت .. " قالها و كأنه يسخر من نفسه

سكتا قليلا ثم تحدث كيفن

" و من أنت ؟! "

" انا ادعى لوثر .. يمكنك المجيء معي لدي منزل في تلك الغابه " و اشار بسبابته نحو الغابه

تعجب كيفن و قال : " منزل داخل الغابه !! .. كيف تعيش هناك ؟! "

" هل تريد ان تأتي ام لا ؟! " ببرود سأله و لم يأبه لكلماته تلك

اومأ كيفن فورا و غادرا المكان متوجهان نحو الغابه .

دخلا اليها و راحا يمشيان وسط تلك العتمه .. كان كيفن يشعر بالخوف و في كل مرة يقشعر جسده .. اما لوثر فقد اعتاد على الامر و تابع سيره من دون خوف .

وصلا اخيرا الى المنزل .. كان هادئا جدا و فارغا تماما .. تقدم لوثر و امر كيفن ان يتبعه فتبعه كيفن بسرعه فهو قد كان خائفا من المكان لأنه مظلم و لوثر لم يكلف نفسه عبء فتح الاضواء بل تابع سيره في الظلمه و صعد السلالم و كيفن لا زال خلفه ..

" هذه ستكون غرفتك " نطق بها لوثر بعد ان وصلا الى الطابق الثاني و فتح باب غرفة كانت في نهاية الممر

ابتسم كيفن بهدوء و اومأ له ثم دخل الغرفة ليدخل لوثر خلفه ..

" انها جميله لكنها ليست بحجم غرفتي .. تبدو اصغر" قال كيفن وهو يدور في الغرفة و يتفقد كل ما فيها

كان لوثر باردا جدا و لم يرد على كلامه و استدار ليخرج لكنه تحدث قبلا و قال :

" تصبح على خير .. غدا سأعرفك على الجميع "

عندما يقع وحشٌ في الحب / بقلميDonde viven las historias. Descúbrelo ahora