العينان السوداء

446 33 15
                                    

عندما كان يحاول تخليص إبنته من الواقع المرير الذي بإنتظارها سمع صوتاً يصدر من بين الأشجار الكثيفة ولكنه لم يأبه بها حيث أنه كان يحاول إكمال عمله بسرعة و بدون تعذيب، ليسمع مجدداً صوتاً يناديه من بعيد صوتاً كان مألوفاً بالنسبة له...
أجل، لقد كان صوت زوجته المتعبة والتي لحقت به إلى الغابة لكي تنقد طفلتها، طفلتها التي كان مستقبلها غير معروفٍ إطلاقاً فالظلام الدامس قد أحاط به ليمنع أحد من توقعه حتى...

.

- رغد، توقف أريد من رغد بأن تعيش...
قالت تلك الكلمات بينما كانت تسير نحوه وهي تتألم لتقف بجانب شجرة بالقرب منهم و تتكئ عليها من التعب الذي أصابها...

- من رغد؟!...
قالها متسائلاً وهو ينظر إلى زوجته التي تحاول إلتقاط أنفسها المشتتة...

- إنها طفلتنا ألا ترى؟!... أريد من ذلك الأسم أن يرتبط بها إرتباطاً كاملاً فهي تستحق ذلك...
قالت كلماتها وهي تلهث من التعب...

لينظر إليها زوجها في صدمة بادية على وجهه و يقول:
- و لكن لمَ؟!... لمَ تريدين منها بأن تعيش وترى تلك الحوادث التي تقع كل عام... لمَ تريدين منها بأن تُصاب بالعنة مثلما أصابتنا؟!

لتجيب عليه بينما تحاول الوقوف بإستقامة قائلةً:
- يكفي هذه الحياة لم نخترها لها و لكن كُلي أمل بأن تعيش حياة أفضل من هذه فأنت لا تعلم ما يخبئه المستقبل لنا...

سارت قليلاً متجهة نحو طفلتها لتمسك بها لتركع فجأة على ركبتها و تبكِ بينما تحتضن طفلتها التي كانت صامتة بشكل مريب على غير عادة الأطفال الرضع... 

.

تحمل طفلتها وهي تسير مبتعدة عن ذلك المكان الذي كان سيشهد أبشع جريمة، ليقف زوجها تائهاً في أفكاره يراقب جسد زوجته المتعب يسر بعيداً عن ناظريه ويختفي و معه طفلته بين الأشجار' ...

.

توجهت نحو منزلها لتعتني بطفلتها التي كانت تنظر إلى والدتها فقط ولا تُصدر أي صوت فقط الأم تتحرك في المنزل بينما تحاول إلباس طفلتها بعض الملابس الدافئة و تحتضنها بينما تطعمها بعضاً من حليبها الدافئ...

.

تتأمل وجه طفلتها التي غفيت في حضنها لتشعر بأن الباب يُفتح و تظهر هيئة زوجها منه و يبدوا بأن التعب قد أصابه ليسير متجهاً نحوها و يجلس على ركبتيه بينما ينظر إلى جسد زوجته الذي يحتضن الطفلة التي كان يحاول تخليصها من هذا الواقع على إعتقاده

.

لحظات من الصمت سادت بينهم فقط عيناهما من تتحدث بألم ليعد طفلته لا شعورياً بحمايتها لم يكن ليتحمل رؤية ذلك المشهد على طفلته و لكنه أيضاً أيقن بأنه لا يستطيع منعها من فرصة الحياة فقد يحمل المستقبل الكثير من الأمل معه،  ومن يعلم؟  لعل ذلك صحيح تماماً...

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now