كلمات النهاية

251 21 30
                                    

     صدع صراخ رغد في جميع الأرجاء بدأ الظلام في عمله لم يعد لتلك الفتاة التحمل الوقت إنتهى البؤرة تضخمت و القمر إختفى..
ألقى فارس بتلك الشعرة التي في يده لتسقط على الشمعة تحت أنظار تلك العينين السوداء و التي ظهرت بجانب فارس و قال كلمات التعويذة بصوتٍ مرتفع قائلاً:
” فل نجعل المرح ينتشر ...  القطن بدلاً من العظم الدماء خيوط و الجلد قماش فلنلعب إلى أن يبدل القمر المكتمل جميع الشعر خيوطةً منسوجتاً من ضوءٍ أبيض“

     و لكن لا شيء...  لا شيء يحصل كان الجميع مذهول لم يختفي الظلام لم تعد رغد، الوقت إنتهى حل منتصف الليل و صرخات رغد تعالت تسمر فارس مكانه ينظر إلى تلك الشعرة المحترقة ... حل الصمت إزداد خفقان القلوب ليكسر حاجز الصمت صوت ضحكة شريرة صُدرت من كل مكان، حل الظلام إختفت رغد لم يجد فارس نفسه إلا على الأرض و الدموع تنساب من عينيه لقد فشل...  فشل كما في المرة السابقة...

.

- في كل مرة أحاول إنقاذ أحدهم أفشل... لِمَ؟!!!

     نظر الرجل المُسن إلى فارس و قد أصابه اليأس من عودة رغد لقد تبخرت أمام أعينهم بين الظلام لم يستطع حتى مواساة ذلك الشاب الذي أمامه كان يراه و هو يتألم... كل دمعة منه تذكرة بالماضي حين أدرك بأنه قد فرق بين قلبين من أجل شهواته و من أجل إنقاذ العالم منها و لكنه لم يدرك حينها بأنه صنع أكبر من ذلك الوحش الذي قضى عليه

.

     كانت افكاره تتصارع في رأسه و الدماء التي تخرج من يديه و الظلام الذي أحاط بهم حتى تلك الشمعة التي بجانب فارس لم تستطع أن تضيء ما حولها من الظلام...
كان الأمر مؤسفاً للغاية بل حتى أنه مؤلم لم يكن عليه أن يجعل تلك الفتاة تتورط معه في كل هذا لا بد من أنه لن يستطيع أن يواجه والديها إذ ما قُدر لهم بالخروج من هذا المنزل أو بؤرة الظلام...

.

     ” أترى كل هذا... نعم لقد إختفى النور لم يبقَ له أي مكان... لا شيء سوى الظلام الآن سيكشف لك هذا الظلام الكثير من الحقائق... الظلام هو من سيقول كلمته بعد اليوم... أخبرتكَ الظلام سيحل شئت هذا أم أبيت... كل ما كان قد كان و كل ما سيكون آت ... من هنا ستبدأ نهاية النور المزروع في قلبك... “

نظر فارس مباشرة إلى تلك العينين السوداء و قال :
” أُقر بهزيمتي... لم يبقى لزهرة النور أي أمل يسقيها... كل ما قلته كنتِ على حق به... ليس النور إلا مصدراً الظِلال... و مهما تنحت تلك الظِلال سيأتي الوقت لتسود... “

.

” كل ما كان قد كان و كل ما سيكون آت “

     صُدر صوت فتاة غريب في الغرفة مُردداً كلماتٍ أحبتها سيدة الظلام... قائلةً:
” هذه كلمات شققتِ بها ظهر فتاة لم ترى من هذه الحياة سوى الظلام و القليل من النور البعيد الذي ظلت تبحث عنه راكضةً بين أشجارٍ أحاطت بكل شيءٍ حولها و لكنها و رغم ذلك ظل الأمل مزروعاً في قلبها... تُركت بين أشجار ليقتلها والدها ظنناً منه بأنه سيخلصها من هذا الظلام... صمتها و هدوئها هو ما جذبني نحوها هذه الفتاة التي رأت شبحي المنبوذ من ذلك المنزل الذي طُردت منه... "مولي" أنتِ من جعلني هكذا “

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now