لغز مفتاح الكتاب

239 18 26
                                    

         إستغرق ذلك الرجل المُسن النهار بطوله لكي يجعلها تتعلم بعض الأحرف و لكن عندما كان مشغولاً بتصفح إحدى الكتب التي أمامه رأى بأن رغد كانت قد غطت في نومٍ عميق على إحدى الكتب التي أحضرها معه
نظر إلى تلك الطفلة البريئة و متعبة من محاولاتها العديدة في تعلم و حفظ الأحرف و إبتسم للطافتها ...

.
 
     تابع الرجل المُسن تصفحه لذلك الكتاب و ترك رغد تستريح قليلاً ليأخذها معه حينما ينتهي من تصفحه...
لا تعلم رغد على أي كتاب أراحت عليه رأسها لتغط في نوم بكل برائة...

.

        " ضباب كثيف يحيط بها ...  تنظر من حولها و لا ترى أي أحد، لمحت ذلك الجسد الذي يسير ظله مبتعداً عنها، علمت بأن ذلك الظل كان للرجل المُسن، حاولت مناداته و لكنه لا يسمع، حاولت أن تلحق به و لكنها فوجئت عندما علمت بأنها مكبلة بسلاسل إلى إحدى الأشجار بثبات، حركت يدها كي تستطيع أن تفلت و لكن لا فائدة، إختفئ ذلك الظل بين الضباب الكثيف لتنفجر باكية من شدة الخوف من المكان الذي توجد به، نظرت من حولها لعلها تجد شيئاً يساعدها في فك قيودها، اتقع عيناها فجأة على ذلك الكتاب الذي كانت نائمة عليه، رُسمت علامات الإستفهام عليها بسبب وجوده في نفس المكان الذي توجد به... "

.

    إقتربت الشمس من الغروب نظر إلى تلك الهيئة النائمة أمامه ليبتسم على لطافتها مجدداً، لم يحتمل قلبه بأن يجعلها تستيقظ لذا حملها على ذراعيه و أخذ الكتاب الذي كانت نائمة عليه و هو يتساءل:
- تُرى كيف وصل إليها؟!

.

    سار مبتعداً عن ذلك المكان الذي كان يعلمها به بينما كان يحمل رغد على كتفه و الكتب بين يديه لو نظر إليه أي أحد لتعجب من قوته رغم كِبر سنه و كيف إستطاع حمل طفلة على كتفه و حمل الكتب بين يديه في ذات الوقت...

.

     بينما كان يسير بين أُناس القرية و هو يحمل رغد و الكتب سمع بعض الأشخاص يتهامسون فيما بينهم :....
- رغم كِبر سنه إلى أنه لا يزال محتفظاً بقوته...
- ياله من قوي...
- لِمَ يحمل الصغيرة رغد؟!
- أين كانا؟!
- هل سيوصلها إلى منزلها و هي نائمة على كتفه؟!

     كان يصغي إليهم بإهتمام و لكنه لم يعر التعليقات أية قيمة و إستمر في سيره إلى أن إلتقى بوالد رغد ليحملها هو بدلاً عنه و يغادر بعد أن سلم الأمانة إلى أهلها...

.

    لا تزال رغد غاطة في نوم عميق حيث أنها لم تستيقظ من نومها و لم يوقظها والداها مطلقاً بل جعلاها نائمة ظناً منهم بأنها متعبة من اللعب في الخارج برفقة ذلك الرجل المُسن...
.

     " شخصٌ ما ظهر من خلف الشجرة التي رُبطت بها رغد نظرت إليه و لكنها لم تستطع تميزه، حاولت إمعان النظر بين الضباب الكثيف و لكن لا فائدة، رأته يحمل ذلك الكتاب بين يديه ليقترب منها شيئاً فشيئاً إلى أن أمسك بإحدى يديها و أبعد عنها القيود و فعل المثل لجميع أطرافها إلى أن تحررت كلياً..

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Место, где живут истории. Откройте их для себя