الزهرة الرمادية

239 17 4
                                    

    جلس على جذع شجرة قديمة ليريح نفسه قليلاً و يشرب القليل من المياه و بينما كان يشرب الماء وقعت عيناه فجأة على شيءٍ ما جعله يبلع كمية كبيرة من المياه ليغص بها هول المفاجأة التي سقطت عليه ليصرخ فجأة قائلاً:
- إنها... إنها... إنها هي، الزهرة التي أبحث عنها و أخيراً عثرتُ عليكِ
كانت الفرحته كبيرة جداً و كأنهُ طفلاً قد حصل على الحلوى المفضلة لديه

.

    إتجه نحو مكانها بسرعة بعد أن أخد عدته اللازمة للحفاظ عليها دون أن تتضرر تقدم نحو الشجرة الكبيرة التي تقع أسفلها تلك الزهرة الرمادية ليقترب منها أكثر و أكثر و يغوص بذلك الوحل و الطحالب التي تحيط بتلك الزهرة فهي البيئة المناسبة لنموها أخذ ملقط من بين معداته ليمسك بها و يقطفها من بين الطحالب فتلك الطحالب التي تحيط بها تحمل سماً يسبب الحكة إن إنفجر أحد الأبواغ الخاصة بها...

.

     ليقطفها و يضعها في صندوق خشبي آمن و لكن عندما أراد الخروج من مكانه لم يستطع ذلك لأن إحدى قدميه علقت بين إحدى الجذور البارزة لتلك الشجرة الكبيرة ليحاول إخراجها بهدوء و لكنه لم يستطيع فعل ذلك بدون لمس إحدى الأبواغ و جعلها تنفجر مما جعلها تسبب له الحكة في كل جزءٍ من جسده و لكن و مع ذلك إستمر في محاولة إخراج قدمه العالقة لكن دون جدوى لم يستفد من ذلك أي شيء سوى الحصول على عددٍ أكبر من الأبواغ التي إنفجرت بجانبه...

.

    يقف بينما يتأمل قدمه العالقة و هو يفكر في أي حل يساعده على إخراجها من مكانها...
بدأت الشمس في الغروب شيئاً فشيئاً حتى بدأ الظلام يتسلل و يزيد بين الأشجار و بدأت الحيوانات الليلية بالخروج من مخبئها حتى تبحث عن غذاء لأطفالها...
بين كل تلك الظلمات لا يملك سوى شمعة واحدة تضيء له ما حوله و لكن بشيءٍ بسيط...
لم تخطر في باله أية فكرة مطلقا لأن عقله قد سيطرة عليه فكرة أن رغد قد تموت في أي لحظة إذا لم يسرع في إخراج قدمه العالقة ليستطيع إعداد منقوع من رحيق تلك الزهرة لتساعد رغد في الشفاء من السُم الذي أُصيبت به...

.

     - ماذا لو غطيت قدمي ببعض الطحالب فهي لزجة فقد تساعد قدمي على الخروج لأحاول لن أخسر أي شيء...
بالفعل أمسك بيده بعض الطحالب اللزجة و بدأ يغطي بها قدمه كلها و لم يترك أي بقعة فارغة منها مع أنها جعلته يصاب بالحكة الشديدة في قدمه و لكن و مع ذلك إستطاع و أخيراً إخراج قدمه العالقة ليمسك بالشمعة و يسير مبتعداً عن تلك الشجرة الكبيرة...

.

    بعد أن جمع أغراضه توجه نحو طريق العودة رغم أنه كان شديد الظلمة و لكنه لم يخف بل أكمل طريقه حاملاً معه تلك الشمعة التي بدأت تصغر شيئاً فشيئاً و تذوب بين يديه ليسرع في سيره محاولاً إيجاد طريق العودة لأن الظلمة التي أحاطت به جعلته يشك بأنه يسير في الإتجاه الصحيح نحو قريته و لكن مع كل هذا هو تذكر بأنه رأى صخرة كبيرة جداً مغطاة بطبقة رقيقة من الطحالب حمراء اللون و التي كانت تقع في الجهة المعاكسة لطريق القرية وهي التي سترشده إلى الإتجاه الصحيح...

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now