الحُمى

292 26 14
                                    

     قد أُمسك برغد من قدمها بواسطة تلك الحشرات لتصرخ رغد في خوف شديد ليظهر فجأة ذلك الرجل المُسن أمامها في الجانب الآخر من الجدار الذي كونته تلك الشجيرات الشائكة لتصرخ مستنجدة به
- ساعدني...
لينظر إليها و هي تحاول التشبث بالأرض بواسطة يديها الصغيرتين لينزل إلى مستواها و هو لا يزال ينظر إليها و كأنه يفكر "هل أساعدها أم أتركها تواجه مصيرها بمفردها؟! "

.

    ليقرر الإمساك بيدها بقوة و يسحبها نحوه بكل قوته ليسقط على الأرض بعد أن نجح في سحبها معه ليسيروا مبتعدين عن ذلك المكان حتى توقفوا في منتصف القرية أمام البئر حيث كانت رغد تشرب من مياهه لتتوقف لحظة بينما تنظر إلى تلك الغيمة الغريبة التي تكون إنعكاسها على صفحات الماء لترفع رأسها بسرعة إلى الأعلى لترى تلك المجموعة الكبيرة من الحشرات الطائرة التي ظنت بأنها قد تخلصت منها و لكن يبدوا بأنها إستطاعت إيجادها...

.

       تقف رغد و الرجل المُسن بجانب البئر ينظران إلى الحشرات الطائرة و قد تجمدت أرجلهم من هول الصدمة التي أمامهم لتتجمع الحشرات في محاولة لها في الهجوم على الشخصان الذان أمامها تطير بسرعة نحوهم بينما رغد و ذلك الرجل المُسن لا يستطيعان الحراك أو الصراخ حتى فقد تحولوا إلى أصنام تتنفس بصعوبة بينما ترتجف أطرافهما من الخوف الشديد الذي سيطر عليهما...

.

    و لكن فجأة و عندما أصبح الحشرات الطائرة على بُعد بضعة إنشات عنهم بدأت تختفي و تتلاشى أمام ناظريهما لتُطبع تعابير الصدمة على وجهيهما لتلحظ رغد بِدئ شروق الشمس...
أجل، لقد أنقذتهم أشعة الشمس و التي تُعلن عن بِدئ يومٍ الجديد...
لتركع رغد على ركبتيها بسبب المغامرات المخيفة التي مرت بها لتقف فجأة و تسير متجهة نحو منزلها و هي تترنح من الخوف و الصدمة التي أصابتها لتختفي بين تلك المنازل تحت أنظار ذلك الرجل المُسن و الذي بدوره لم يستيقظ من وقع الصدمة بعد لينظر إلى الأرض إلى تلك الصورة المقلوبة على الأرض بجانب البئر...

.

    أمسك بتلك الصورة المقلوبة على الأرض و ينظر إليها بينما جحظت عينها مما يراه يمسك بها بقوة بينما تنهمر دموعه على خديه كالشلال ليسير متجهة نحو المنزله الذي يبُعد قليلاً عن البئر ليدخله و يتجه إلى ذلك الصندوق المُخبئ أسفل سريره و الذي لم يُخرجه منذ سنين طِوال حتى أنه قد نسي بأنه يمتلكه إلى أن ذكرته تلك الصورة بمكان ذلك الصندوق..

.

     بدلت رغد ملابسها بينما لا تزال مصدومة من كل شيء حصل معها حتى أنها لم تحاول البكاء للتخفيف من صدمتها و خوفها بل بقيت صامتة و إتجهت نحو والدتها التي تغطُ في نومٍ عميق لتنام بجانبها و تغمس رأسها في حضنها بينما يرتجف جسدها كاملاً  لتشعر والدتها بها و تُعانقها بينما تهمس في أذنيها:...
- إستيقظت صغيرتي الجميلة...
و لكن رغد لم تجبها بأي شيء حتى أنها لم تقم بإماءات تعبر عن ذلك

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now