جملة واحدة

213 20 3
                                    

    - جملة واحدة فقط هي ستجعله يفتح و أنت من عليك أن تخبرني بها هذا هو ما أريده منك...
أجابها بكل برود :
- و لكن أنا لا أعلم أية جملة تريدينها...
وقفت بجانبه و هي تنظر إلى ذلك القبر و ما في داخله لتقول له:
- هل تعلم من يرقد في هذا القبر...
نظر إليها و علامات التعجب على وجهه لتبادله النظر و تقول له :
- لا تعلم صحيح...
ليجيب قائلاً:
- لا...
أخذت نفساً عميقاً لتزفر و تُخرج الهواء الذي أدخلته قائلةً:
- حسناً هذه أنا... منذ زمن و هذه الجثة ترقد في هذا المكان و لكنها تعود إلى الحياة من جديد عندما يأتي اليوم الذي لُعنتم به...
لم تكمل حديثها بسبب صوتاً ما صُدر من خلفهم حاولت إمعان النظر لما حولها و لكن الضباب غطى كل شيءٍ بالفعل...

.

    أغلقت ذلك القبر من جديد و لكنها لم تُعد ذلك الكتاب إلى مكانه بجانب تلك الجثة ...
أمسكت بيده بقوة شديدة لتجعله يغوص في الأرض من جديد إلى العالم السفلي، إستطاعوا عبور ذلك الطريق بأمان إلى أن أعادته إلى منزله ...
لا تزال تحمل ذلك الكتاب بيدها لتسقط رغد فجأة بينما ينظر إليها ذلك الرجل المُسن، إتجه نحوها بسرعة ليحملها بين يديه و يضعها على السرير و هي ما تزال تمسك بذلك الكتاب بقوة بين يديها...

.

     جالساً على الكرسي بجانب رغد و يتذكر كل ما حصل معه اليوم من أحداث بينما يتأمل ذلك الوجه الملائكي النائم على سريره شعر بشيءٍ من الشفقة نحوها...
مد يده نحو رأسها ليمسح على شعرها المبعثر تذكر ما حدث معها من مرض لينظر بسرعة نحو قدمها المصابة أدرك حينها بأن جرحها قد إختفى تماماً حتى أنه لا أثر لأي ندبة على قدمها، أعاد نظره إلى وجهها ليلاحظ فجأة بأن هناك تغير قد حل في وجهها و كأنها قد أصبحت أجمل من السابق...

.

    ظلت عيناه تتفحص كل بقعة في وجهها إلى أن وقع نائماً هو الآخر بجوارها، كلاهما الآن في عالم الأحلام...
شعر بأنه مقيد بالحبال في جميع جسده ل يستيقظ بإنزعاج و لكن الرؤية لم تتضح له جيداً لا يزال غير قادرٍ على تميز من حوله، تلقى صفعة أيقظته من ما كان به ليستفيق بشكلٍ جيداً...
أدرك بأنه محاط برجال القرية، حاول الوقوف و لكنه لم يستطع ذلك لأنه كان مقيداً بشكلٍ تام على المقعد ليسأل بينما علامات الصدمة تعتري وجهه قائلاً:
- ماذا يجري هنا؟!...
أجابه ذلك الرجل الذي كان بجانبه و هو والد رغد قائلاً له:
- أنت من يجب عليه إخبارنا ما يجري... لِمَ وجدنا رغد نائمة على سريرك و أنت نائم بجانبها؟!...
أجابه بعد أن فكر في كل الإحتمالات التي كانت ستحدث معه إن خاطر و أنقذ رغد فهو يعلم جيداً على أي قانون تسير به الطبيعة البشرية ليقول له:
- لا أعلم لِمَ توجه إلي هذا السؤال في حين يجب عليك توجِهه إلى نفسك!!...
أصابته صدمة من حديث الرجل المُسن و المقيد أمامه ليسأله قائلاً:
- و لِمَ علي ذلك؟!!...
إبتسم ذلك الرجل المُسن في وجه والد رغد ليصيب والد رغد الخوف فجأة من تلك الإبتسامة و يقول:
- ما سبب سعادتك؟
تحدث ذلك الرجل المُسن قائلاً:
- إذا فأنت لا تعلم بأن طفلتك كانت ستموت ليلة أمس...
أمعن والد رغد النظر إلى ذلك المُسن ليقول له:
- أنت و ما الذي أدراك بذلك؟
رأى ذلك الرجل المُسن بأن أسئلة عديدة كانت تحوم في رأس والد رغد ليسأله قائلاً:
- أتريد أن تعلم ما حصل ليلة الأمس لطفلتك؟!...
لمح الرجل المُسن نظرة الفضول في عيني والد رغد ليخبره بأنه يريد التحدث معه على إنفراد بعد أن يُخرج كل من في منزله ليبقيا بمفردها حتى يستطيع أخذ راحته...

.

    أخرج والد رغد كل من كان يستمع إلى محادثهم ليفك قيود ذلك الرجل المُسن و يجلس هو مقابلاً له ويقول:
- أخبرني الآن فكلي أذان صاغية إليك تحدث براحتك فالمنزل منزلك...
كان الرجل المُسن يمسح على مكان الحبال التي تركت أثرها في جسده ليسند جسده إلى مقعده و يبدأ بالحديث قائلاً:
- طفلتك كانت تحتضر ليلة الأمس عندما مررتُ بجانب منزلكم فقد رأيتها و هي تتلوى من الألم بينما أنت كنت كما بدا لي بأنك كنت نائماً بجانب باب منزلك فأنا حقاً لا أعلم لم كنت نائماً بينما باب منزلك لم يكن مغلقاً ، عندها دخلت إلى المنزل لأرى زوجتك ملقية على الأرض بشكلٍ غريب و لكن أكثر ما لفت إنتباهي هي تلك الطفلة التي كانت تتألم على سريرها لأحملها بين يدي و أسرع إلى منزلي حيث أنني كنت قد قرأت عن دواء مناسب لكل الأعراض التي كانت تمر بها الطفلة رغد حتى أستطيع أعداده من تلك النباتات النادرة التي أزرعها في حديقة منزلي الخلفية و عندما جعلتها تتناول ذلك الدواء غطت في نومٍ عميق بعد أن هدأت قليلاً من الحالة التي كانت بها كنتُ أراقبها و هي نائمة إلى أن غفيت لأستيقظ و أجد نفسي مقيداً على المقعد الذي كنت نائماً به
لم يتحدث والد رغد بل ظل يسمع إلى كل كلمة خرجت من فم المُسن ليهب واقفاً تحت أنظار الرجل المُسن و يخرج من منزل ...

.

- أتُراه صدق ما قلته؟
      علامات التعجب كانت على وجهه ليتجه إلى الحمام و يخرج بعد خمسة عشر دقيقة و يسير نحو المرآة بينما يتفقد ظهره فقد كان خالياً تماماً من كل كلمة ظهرت عليه... 
إستدار لرؤية المكان الذي كانت رغد نائمة به لترتسم صورة لوجهها أمامه بينما يتذكر كل ما حصل معها صباح اليوم فقد كانت تجربة مخيفة و لكنها لن تتذكر أي شيء و هذا ما طمأنه كثيراً...

.

    تذكر ذلك الكتاب و أن رغد ظلت ممسكة به بين يديها و انه لم يستطع أن يجعلها تتركه ...
سمع طرقاً على الباب ليسير نحوه بعد أن إرتدى ملابس تغطي جزءه العلوي...

.

     عندما فتح الباب كان مصدوماً تماماً من الفتاة التي تقف أمامه و كأنها قد قفزت من تفكيره لتكون أمامه ليسمعها تحدثه قائلةً:
- ألن تدعني أدخل !!
ليخجل من نفسه لأنه كان يطيل النظر إليها..  أفسح لها الطريق قائلاً:
- تفضلِ...
دخلت المنزل و هي تمسك بذلك الكتاب في يدها لتقف أمامه فجأة و تقول :
- للأسف لا أستطيع تذكر ما حصل معي بالأمس أو فل نقل كل الأيام و الليالي التي تلت خروجِ من القرية في مغامرة للبحث عن حقيقة عن الذي كان يجري في الخارج ...
لم يكن منتبهاً لما كانت تقوله بل ظل يحدق بها بتعجب لأنه لاحظ شيئاً غريباً بها و لكنه لم يستطيع تحديد ما هو بالفعل فقد عاد إلى عالم الواقع بعد أن سمعها تسأله عن شيئاً :....
- هل هذا الكتاب لك؟!  وجدته بين يدي عندما إستيقظت...
ليجيبها قائلاً:
أجل... أنه لي..
- لم أتعلم القراءة والكتابة بعد و أنا أريد منك أن تعلمني فلا يوجد أحد في القرية يحب الكتب مثلك فهل يمكنك ذلك؟!...
لاحظ أنها كانت تريد و بشدة أن تتعلم و لكنه  أخبرها بأنه:... 
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
___________________________________________________________________________________________________________________________

ڤوت ☆
كومنت 💭

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now