Diary Of My Doll | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔

تعويذة

     ذلك الظلام هو المفضل لدي، رائحة الخوف التي تصدر منها، ما أجمل تلك النغمات الموسيقية الصادرة من قلبها... كل ذلك قريباً سيصبح لي فقط بضع ساعات و ستكتمل مجموعتي الأنيقة من الدمى الحقيقة يالا سعادتي...

.

     و لكن و قبل كل شيء علي إسترجاع ما فقدته حتى أستطيع إتمام عمليتي ذلك الرجل المُسن هو من يملك مصيره، و لن يدفن رأسه في الأرض لأنني سأفعل ذلك بنفسي سأجعل منه ما لا يتوقعه...

.
 
     أشار فارس نحو الكتاب الذي كان موضوعاً على الطاولة بجانب رأس رغد..
إلتقط الرجل المُسن الكتاب و بدأ ينظر إليه بصمت ليعيد نظره إلى رغد مرة أخرى و قال :
- كل ذلك موجودٌ هنا إذا...
فتح ذلك الكتاب و نظر إلى أول جملة كُتب فيه و التي كانت...
” إرتباطي بالظلام لن ينتهي و كل من سيفتح هذا الكتاب سيكون مُلكاً لي “

.

     شعر بأن ريحاً مرت بجانبه ليشعر بقشعريرة تسري في جميع جسده و بدأت أطرافه تبرد و إزدادت نبضات قلبه، نظر فارس نحوه حيث أنه بدأ يلاحظ تغيراً في تعابير وجهه حاول الإقتراب منه أكثر و أمسك بكتفه قائلاً:
- لا تجعل تلك الكلمات تؤثر عليك...
نظر الرجل المُسن إلى فارس و كأنه قد أُعطى طاقة كبيرة جعلته يستمر في معرفة ما يحتويه الكتاب حتى ينجح في إنقاذ رغد...

.

- إذا فكل ذلك لم يؤثر عليه سأزيد الجرعة قليلة حتى يصبح في يدي...

     كل دقيقة تمُر تصبح رغد غارقة أكثر في الظلام، ذلك الظلام الذي بدأ يبتلعها ببطئ أُنهكت كثيراً من محاولاتها للتحرر بقيت دموعها متجمدة على جفنيها لم تعد تستطيع الشعور بما حولها بدأت إرادتها على النجاة تتلاشى شيئاً فشيئاً و كأنما كل ما يجري من حولها متوقعٌ حدوثه...
.

     كل ما تحاولين فعله سيقضي عليكِ الظلام يتغذى من طاقة الأمل المحاصر، اليأس هو ما سيُزرعه في قلبك سيكون الظلام منزلك ودعي من حولك كل ما تملكين سيصبح لي مقاومتك ستُفنى مع الوقت لن يبقى لوجودكِ بعد بضع ساعات أية أهمية كل هذا لأنكِ مختلفة و هذا ما يزيد الأمر تسلية...

.

     بدأ الرجل المُسن في تصفح الأوراق الآخرى التي تلت الصفحة الأولى...
كل الصفحات التي كانت بعدها فارغة كان يقلب بينها بسرعة باحثاً عن أية كلمة و لكنه لم يجد أي شيء نظر نحو فارس و رأه غارقاً في التفكير سمعه يتمتم قائلاً:
- هكذا إذا كم هي ذكية...

.

     أمسك فارس بيد الرجل المُسن و سحبه نحو النافذة و أبعد الستائر التي كانت تغطيها لتمتد آخر إشعاعات الشمس داخلة نحوه و تبدأ بإختراق صفحات ذلك الكتاب، أسرع فارس في إطفاء الشموع التي أنار بها الغرفة إتجه من بعدها نحو الرجل المُسن ليراقب معه بهدوء مالذي سيحصل...