أريد التعلم

228 17 2
                                    

      لاحظ أنها كانت تريد و بشدة أن تتعلم و لكنه  أخبرها بأنه:
- آسف و لكنني لا أستطيع أن أعلمك أي شيء فأنا لا أملك الوقت الكافي لفعل ذلك...
قاطعه قائلةً:
- و لكن أنا أريد أن تعلمني لأنك تحب علم النباتات و التي أحببتها أنا بدوري أيضا أرجوك حقاً لا تكسر حلمي...
تنهد بيأس من إقناعها بأنه لا يستطيع ذلك و قال :
- حسناً يا صغيرتي لكِ ذلك...
إبتسمت له في سعادة كبيرة و قفزت فجأة إلى حضنه و عانقته بقوة و قبلته في وجنتيه و من ثَم أعطته الكتاب و خرجت بسرعة متجهة إلى منزلها و ظل ذلك الرجل مصدوماً مما فعلته رغد ...

.

     نظر إلى ذلك الكتاب الذي بين يديه و الذي كان مغطى بالعديد من بقع الطين صعبة الإزالة حيث أنها أخفت الكلمات المكتوبة عليه حاول فتحه بواسطة يديه و لكنه لم يستطيع فعل ذلك..
أعاد المحاولة مرة أخرى بإستخدام الملعقة و لكنها كسرت في محاولته لفعلها و لكنه لم يستسلم...
حاول هذه المرة بإستخدام قطعة حديدية أقوى من الملعقة و لكنها كُسرت أيضا...
رماه بقوة على الأرض و لكن هذه المرة ظهرت له أحرف مبعثرة في مستطيل صغيرة أسفل إسم الكتاب الشبه واضح و لكن تلك الأحرف تتحرك لتغير مكانها و كانها تشبه لعبة تكوين الكلمات و ذلك بوجود مربع فارغ من أي حرف و كأنه متسع لكل لحرفٍ آخر لتحرك به و لكن بطريقة منتظمة جداً بحيث أنها تظهر كلمة و كلمة أخرى إلى أن تصبح جملة واحدة تفتح ذلك الكتاب...

.

     كان ينظر إلى الأحرف المبعثرة و التي كونت كلمة طويلة ليس لها أي معنى حاول تكوين الجملة بواسطة الأحرف التي أمامه و لكنه لم يستطيع، إلى أن شعر بأنه يختنق من كل تلك الصعوبة التي يحملها  لغز مفتاح الكتاب ...

.

      وضع الكتاب جانباً و ظل ينظر إليه ضائعاً بين أفكاره يحاول إيجاد علاقة بين كل ما رأه في الحلم و الذي حصل معه في المقبرة إلى أن أصابه الصداع من كل تلك الأفكار التي خطرت له...

.

      إتجه للخروج من المنزل و عندما فتح الباب رأى رغد كانت تحاول طرقه و لكن كما يبدو بأنها قد صُدمت هي أيضاً به عندما فتح الباب ليبادر بإلقاء التحية عليها قائلاً:
- مرحبا يا صغيره...
إبتسامة عريضة ظهرت على وجهه لتبادله الإبتسامة قائلةً:
- مرحباً سيدي...
صمتت بينما لا زالت تنظر إليه ليخرج و يسير مبتعداً عن المنزل قاصداً الغابة بينما كان حاملاً العديد من الكتب و من بينهم ذلك الكتاب الذي أُعطى له كانت تلحق به شاردة تماماً فيما كانت تفكر بذلك السؤال الذي خطرة لها فجأة...

.

      أصبحا يسيران جنباً إلى جنب لينظر إليها بطرف عينيه و كان يتساءل عما تغير بها و الذي لمَ لا يستطيع أن يميزه ، تمتم قائلاً لنفسه:
- هناك شيئا غريب بها و لكنني لا أعلم ما هو... لِمَ تبدو غريبة علي؟! لا بد من أنني أتوهم.. 
نظرت إليه و كأنها إستطاعت سماع ما قاله لتتحدث قائلةً له :
- هل تتساءل لم ألحق بك...
قال لنفسه براحة و تعجب:
- يبدو بأنها لم تسمع ما قلته هذا مريح... و لكن حقاً لِمَ تلحق بي؟!
ليبادر في سؤالها قبل أن تجيب قائلاً:
- لِمَ تلحقين بي بالفعل؟!!
إبتسمت و هي تنظر إلى الطريق الذي يمتد أمامها و تقول :
- هناك دائماً غرض أحب أن أبحث عنه...
ليسألها بفضول قائلاً:
- و ما هو ذلك الغرض...
لتوقفت فجأة بجانب إحدى الأشجار العملاقة بين كل تلك الأشجار التي تحيط بها و تتحدث و هي تمسح على اللحاء الخارجي للشجرة قائلةً له:
- الأشجار ... هناك دائما ما يجذبني إليها أحب أن أبقى بجانبها، عندما أكون بمفردي معها أشعر بأننا نتحدث مع بعضنا البعض لهذا السبب إخترت أن أتعلم منك كل شيء يخص عالمها ففضولي تكّون عندما رأيت والدتي تستمتع بزراعة الحقل مع بقية أُناس القرية...

Diary Of My Doll  | مذكرات دميتي | { مُكتَمِلة } ✔Where stories live. Discover now