00:23

30K 2.4K 352
                                    

توقفت لحظتها، عن الحراك، عن التنفس، ولو قدرت على إيقاف دقات قلبي لما ترددت في فعلها. لماذا؟ فقط لأني سئمت من تكراره هذه العبارات كل ما يلمحني، سئمت من رؤية ملامح اللوم والكره، أردت الصياح عاليا والانهيار على الأرضية مكررةً أنا ما حدث ليس بسببي، أنني أُشاطره نفس الألم ولربما شيء أسوأ وأعظم ولكن لن يعني هذا شيئا.

من يكرهك سينتقد حتى طريقة نومك، ستزعجه فكرة تنفسك نفس الهواء.
ليس علي التبرير وخسارة طاقة على من تبنى داخل أعماقه نظرةً مشوهة عني، بغض النظر عن مدى مصداقيتها.

مشيت نحو سيارتي حيث يقف فروي ودخلتها دون كلام.
مرهق بقدر السماء والأرض وما بينهما.

«لما لا نذهب إلى مستشفى المنظمة إن كنت لا ترغب في إثارة الانتباه بالمستشفى العادي؟» خاطبته بلطف بينما هو يحشر نفسه بالسيارة وملامحه القاسية تعود البروز، تمعنت حاله وبالتحديد الدماء التي تنزف منه ولم يكن هناك أي دليل على تألمه كأي بشرٍ عاديٍ.

الأمر لن ينتهي هكذا إن استمر الوضع بالتكرار للعودة نحو الصفر كلما رأى الدماء؛ ومجددا أشعر بالارهاق والتعب.

«سأعالج نفسي بنفسي.» رد علي باختصار فدحرجت عيني بضجر من أسلوبه، بدأت أضجر حقا من طريقته هذه ولكن ليس علي الضغط عليه فسأقوده لتعصبٍ أكثر، كان علي ضبط نفسي رغم كل الاستفزازات التي يرميها نحوي.

مرت الدقائق بخمول إلى أن استقرينا بجانب المنزل فنزل هو قبلي، نظرت بحزن نحو كتفه النازف لأن دمائه توحدت مع ذلك القميص الأبيض الذي من المفترض أن يبرز وسامته ويشير لبعض النقاء الذي يكون مدفونا وسط أعماقه الداكنة.

صعدت إلى غرفتي وأخرجت عبوة الإسعافات من حمامي الخاص، من الجدير ذكره أننا مدربين على علاج جراحنا مهما كانت لأنه قد نقع في موقف حرج نكون فيه على حافة الموت ويجب علينا منح نفسنا فرصة أخيرة قبل وصول المساعدة. في النهاية أنا هنا فلما لا أعالجه؟

كان جالسا على سريري بينما يضغط على جرحه بأنامله وحاجبيه معقودين.
لن تعرف هل هو غاضب أم يتألم؟ جلست بجانبه وفتحت الحقيبة حتى أخرج المخدر الطبي واللاقط الحديدي ثم تفحصت جرحه بعيناي.

بدا كبركانٍ على وشك الانفجار من خلال تصلبه الشديد لكنه دوما يفضل البقاء خامدا وعدم إظهار شيء حتى لو تمزق لآلاف الأشلاء داخليا.

فرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن