00:14

23.4K 1.9K 485
                                    



«والدي ألكسندر الذي قتل والديك؟»
«والدتي انتحرت وتسببت في قتل والديك على أساس أنهم قتلوها هم؟»
«كانت والدتك حاملاً عندما قُتلت؟»
«ق.قام بتقطيع والدك

طرح عدة أسئلة بخفوت شديد بعد أن أكملت سرد كامل القصة عليه. يبدو مظهره غريبا جدا فهو ينظر للفراغ بينما يمرر يده على شعره مرارًا وتكرارًا بطريقة هستيرية.

«ليس مهما لكن ماذا عن والديك، ما تعليقك؟» رديت عليه بنفس النبرة وهذا دفعه إلى إدارة رأسه نحوي.

«أنا لا أعرف شيئاً يدعى والدان. لقد تربيت يتيماً وعشت كذلك لذلك لا فرق عندي.»

رمشت عدة مرات متفاجأةً من حديثه، لكن لم أتمكن من إخفاء ملامحي التي انكمشت بحزن. كلمة يتيم ثقيلة على الصدر لأن كلانا كذلك لكن حالته أسوأ فهو من تعرض للتعنيف منذ طفولته بينما أنا تربيت بدلال كبير.
والد يقود عصابة ووالدة مدمنة ممنوعات ثم منظمة عذبته حتى أصبح بالغ، أليس هذا قاسٍ على شخصٍ مثله؟

«أريد أن أعرف فقط كيف انتهى بي الأمر داخل تلك المنظمة؟» سألني بعد مدة من الصمت.

فكرت قليلا فقط لأنني بالفعل لا أمتلك إجابة.
«لا أدري، هناك أشياء مفقودة لا أعرفها لأنه رغم كوني أعرف بالقضية لكن لم يُخبرنِ أحد قط أن والداي قد التقيا بطفل صغير في منزل ألكسندر.»

أومأ لي ثم نهض فجأة. «إلى أين؟» سألته.

«لا يمكنني البقاء هنا حاليا.» رد علي بشرود وهو يفكر بعمق.

أنا أعلم أنه ليس بخير، خاصةً بعد سماع كل هذا. «يمكننا التحدث عن ذلك كما ترغب، لا تحزن لأن والديك ل..»

«ليس لي والدان.» قاطعني بنبرة جافة، راقبته وهو يكور قبضته وملامحه تتصلب أكثر.

«إن كان قتل ألكسندر كافٍ لتعويض قتل والديك لتقومِ بذلك، أنا لا أهتم.» وجه جملته مع نظرات حادة نحوي، لم تخفى لمعتها المتألمة والمرتجفة.

نهضت من فوق السرير وتقدمت نحوه. «فروي أرجوك! إلى أين أنت ذاهب؟ لا تقم بشيء قد يؤذيك.»

لم يدعنِ ألمسه حتى فقد استدار لي ثم قرب جسده لجسدي وأخذني في حضن قوي، جفلت قليلاً بتفاجؤ من فعلته تلك لكنه همس في تلك الأثناء.
«علي الذهاب لمكانٍ ما لأنه لو لم أذهب الآن سوف أفقد ما تبقى من إدراكي؛ لن يحدث لي شيء أعدك.»

فروي Where stories live. Discover now