00:32

53.6K 3.3K 1.4K
                                    



حيث نيويورك، مانهاتن، شارع سكول.
بالتحديد منظمة نيكسون كانر للتحقيق، بقيادة جايمس ثراد.
٢٠١٧/١١/١٧

شهقت أسحب الهواء بجرعاتٍ كبيرة، قدر الإمكان وحاولت ألا أُبرز ذعري. مثل هذه الاختبارات نتعرض لها مرة في العمر وبحكم منصبي وموقعي، كان علي عدم فقدان السيطرة على ردود فعلي.

راقبته، لم يكن يرمش. يضع عيناه علي كأنني فريسته، يعصر رقبتي بقبضته بطريقة لا تجعلني أموت ولكن كان علي التوسل لأخذ ذرة هواء واحدة. لأول مرة قابلت هذه الأعين الزرقاء الداكنة والخالية من الحياة في هذه المنظمة التي قضيت بها وقتا طويلا. يمكنني معرفة أن كستنائي الشعر هذا لا يرغب في قتلي، إلا أنه ينتظر إشارة ما.. أو لربما يريد تخويفي. أو يمكن أن أكون رهينته فاحتمال كبير أن يظهر من العدم أحد أعداء جايمس ليزهق روحي.. الكثير من الاحتمالات...

ما الذي قد يدفعه للهجوم عليّ أول ما إن دخلتُ مكتب الشخص المسؤول عنا؟ بكل تأكيد هو لن يتحركَ دون أمرٍ من-.

«جيد، دعها تدرك شعوري كل مرة وأنا أنظف خلفها الفوضى التي تحدثها هذه السافلة الثملة، عديمة الأخلاق والحياء.»

حسنا، ومن غير عجوز النار؟ بكل تأكيد لن يجرأ أحد على تهديدي علنا في المنظمة التي أعمل فيها وقرب مكتبي غيره.

«أنا لم أسبب الفوضى جايمس، البشر بطبيعتهم يحبون إشعال السيجارة دون أخذ الحريق بعين الاعتبار؛ ومثلما قرر فيليكس التعدي على مساحتي الخاصة كان علي ضربه بما يفجر عقله المنحرف.»

كنت أعلم لما يعاقبني هكذا، وكان يستوعب كلامي جيدا الذي ألمح له ولكنه كالعادة يتغابى. ما الفرق بين المسؤول الناجح والفاشل؟ الناجح هنا هو من يتغاضى عن الانحرافات ما دمتَ تحقق نتائج مبهرة ولا تكون فاشلاً، وهذا تعريف آخر للفساد وليس النزاهة.

«أخرس فمها الثرثار فروي.» رد بضجر دافعا كتلة العضلات التي تحاصرني ضد الحائط لتوجيه يده نحو فمي وكان علي التدخل قبل أن يتم إخراس فجوة المسدس خاصتي. «تعلم أنني سأكون ممتنة أن يتم خنقي بهذه العضلات المثيرة.»

آوتش، تم إخراسي بنجاح.

«حسنا السيد فيليكس سميث وزوجته السيدة جيسيكا يهتمان بموضوع طلاقهما وشجار العشاق ونعلم كل هذا ذنب من آيسيلين، لذلك ولكونك متفرغة كفاية لتسببي هذه الفتن بين العملاء وتعطلي المهمات سوف أملأ فراغ حياتكِ التافهة بمهمة هامة ومثيرة لدرجة أن خطأ واحد سينقل روحك الجهنمية للجحيم، وبهذا ستكون فرصة مناسبة للتخلص منكِ دون ذنب ودون أثر، لا يوجد ما هو أكثر شرفٍ من موت الجندي بساحة المعركة صحيح؟»

فروي Where stories live. Discover now