00:02

21K 1.8K 334
                                    



تعلقت عيناي بالمنزل الزجاجي الصغير والمتواجد في الحديقة الخلفية للجدة سيسيليا، كان مِلكاً لأمي دون علمي. طيلة سنواتٍ طويلة لم أكن أفهم المغزى الحقيقي من وجوده غير أنها زهور وورود أحبتها والدتي لذلك تركت لمسةً لها هنا حيث الجدة.

دخلته بعد أخذي نفسا عميقا يعززني ويقويني، وأول ما صفعني هو رائحة الزهور والورود ذات الشكل المُبهر، الألوان الغريبة والجديدة علي.
كنت على علمٍ أنها ليست عادية، بكل تأكيد مهجنة.

«لقد تركته والدتكِ ولكنني استمريت بالاعتناء به للحفاظ على ذِكراها رغم أنها لم ترغب يوما أن تعرفي هذا عنها، شغفها بالسموم هو سرها الذي لم تفخر به يوما كأم، لكنها أحبته وعشقته كسيلين.»

تحركت وسطه لابدأ بتمرير يدي على نباتات والدتي التي لم تكن مجرد عميلة، هي مختصة سموم ويعني أن معظم الأدوية الخطيرة في المنظمة من صنعها.

«لدي كُتيب صغير من كتابة سيلين، وهو مرجع حول كل نبتة هنا وبالعادة يستعمله فرانسيس لمعرفة كيفية التعامل مع كل نبتة عندما أكون متعبة كثيرا، يمكنك مراجعته إن رغبتي، ولكن لو لم ترغبين في إضاعة الوقت فأنا أعرف الوردة المناسبة» كلمتني الجدة لأرفع بصري نحو تلك النقطة التي تشير لها. كانت وردة ذات أوراق مختلفة اللون وكانت لأول مرة أرى نوعا كهذا. ثلاثة ألوان تتكرر بتنظيم واحد حتى تكونها، أحمر، أسود، رمادي.

تقدمت ببطء جراء انبهاري من شكلها المميز.

«تلك الوردة كانت سِرها، لم يكن أحد يعلم أن والدتك تمتلك هذا النوع. يتواجد منها، لقد طورتها بنفسها وهجنتها باستعمار عنصرين، سُلالة أزهار الأولياندر السامة مع تركيبة خاصة من سُم بولينيوم. كلاهما سُمين خطيرين والأفتك في العالم كونهما لا يظهران في التحاليل وأعراضهما تتراوح عبر ثلاثة مراحل بحيث كل ورقة ولونها يرمزان لمرحلة ويكون عندهما أعراضهما الخاصة.»

اقتربت أكثر نحوها بينما أستمع لكلام الجدة. «اشرحي لي كيف يعمل سُمها» سألت.

«ثلاثة جُرعات منها كافية لقتل ضحيتك، الجرعة الأولى أعراضُها كالمصابين بالربو مع غثيان وتشنج ثم تسبب ضُعف في الأعضاء الوظيفية. الجرعة الثانية تسبب الكوابيس والأوهام، وتضعف عضلة القلب بالتحديد لذلك سيبدو وكأنه أُصيب بجلطة، يبقى في مكانه يُعاني من ضربات قلب سريعة مع الكثير من الهلاوس حتى يفقد عقله وكثيراً ما تقود للانتحار. الجرعة الثالثة، وليس كثيراً من يبقى حي لهذه الجرعة، ستشل القلب كليا.»

رمشت بتفاجؤ من كل إمكانيات هذه الوردة، كنظرة أولية عليها تبدو جميلة، غريبة الشكل، ومميزة الألوان، منزوية بعيدا عن بقية النباتات وضعيفة كونها حساسة، ولكنها الأكثر سمية.

فرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن