00:13

25.5K 2.1K 604
                                    



«ما تلك الحقيبة؟» هذا ما تحدث به فروي لأزفر بضيق وأستدير عائدةً لداخل الغرفة، كان قلبي على وشك التوقف، ويبدو أن معجزةً حدثت فلا يوجد هناك والغرفة خالية. أقحمت أناملي داخل شعري بينما أزفر الهواء مجددا براحة لأنني نجوت من كارثة حقيقية فلولا رحيله لكان أحدهما مقتولاً الآن ولا يمكن الإنكار أن الأب قد يفتك بالإبن بكل سهولة.

في الحقيقة أنا بث عاجزة عن التفكير في طريقة لحماية فروي من زاك أو حتى ألكسندر فكلاهما أخطر من الأخر ومن المستحيل أن أقحمه في جميع مشاكلي الخاصة معهما. ماذا عن جايمس والمنظمة؟ أنا حتى عاجزة عن حماية نفسي فكل مرة أجد واحدا منهم يهدد بشنقي أو قتلي أو تعذيبي، والأسوأ استغلال جسدي.

أنا لحد ذلك العجوز القذر قد لمسني بتلك الطريق، أُحس بالاشمئزاز من جسدي فلا أزال أتحسس لمسته عليه، خاصةً أنه كان يردد اسم والدتي وهذا وحده مرعب. ما الذي يضمن لي أنها لم تكن في علاقة معه كما كان يخون جايمس زوجته في الخفاء؟ التفكير في الأمر فقط يجعلني أشعر بالقشعريرة. لا أصدق أن والدتي التي أحبها وعائلتي المثالية السابقة مجرد وهم. هل حتى السعادة التي حظيت بها في السابق معهما كانت مجرد سراب؟ الشكوك قد أعمت عيناي، أنا فقط أشعر أنني سأجن من التفكير بكل هذا، لكن من جهة أخرى أثق بهما، من المستحيل أن تكون عائلتنا مبنية على الزيف والكذب.

«ما خطبك؟» رفعت رأسي بسبب صوت فروي الذي كان عاقدا حاجبيه ويبدو منزعجا من وضعي وبصراحة ليس وقته.

«لا شيء.» أجبته واتجهت نحو تلك الحقيبة، حملتها ثم انحنيت دافعة إياها تحت السرير فلا يمكن تفقدها في وجود روبرت.

عقلي لا يتوقف عن طرح الأسئلة وهذا يرهقني أكثر مما أنا مرهقة، كما أنني لا أريد التركيز في حقيقة الناس حولي، لكن علي إيجاد خطة للإيقاع بجايمس بالمقابل فما دام يكره ألكسندر فهو سيفشي بأسرار الآخر. كل ما أعرفه الآن أن جايمس ضحى بوالداي للإنتقام من امرأة حقيرة وهذه الفكرة لوحدها تجعلني أرغب بإفراغ أحد الرشاشات برأسه، علي التأكد من المعلومات، ومن ت—

قاطع تفكيري كفي فروي الموضوعان على خديّ بلطف، هو يرغمني على النظر نحوه.

«لما تتجاهليني؟» هو همس لي لأتجنب النظر نحو عيناه، تلك اللمعة النقية تسقطني للأسفل بالفعل. نعم أنا أفعل ذلك. لا أقدر على النظر ومواجهته لأنني وببساطة كنت ملتصقة بوالده قبل لحظات. هذا يشعرني بذنب مضاعف، فروي لا يستحق هذا خاصةً من الشخص الذي يثق به. هل أخبره؟ لا أحب الكذب وأن أكون كاذبة يقتلني من الداخل.

«فروي أن...» تكلمت لكن قاطعني صوت روبرت.

«القهوة تجمدت آيس..» هو بحد ذاته توقف عن الكلام عندما لاحظ قرب فروي مني وحضنه لخديّ بتلك الطريقة.

فرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن