الصمت، الكثير منه، متراكم فوق أكتافنا ونستنشقه أكثر من ذرات الأوكسيجين المتطايرة. جميع الأنظار موجهة لنيكسون الذي حضر أخيرا وجمعنا ضمن أكبر غرفة للاجتماعات، أول ما جلس على كرسيه نظر نحوي مباشرة وكلنا على علم أنه سيهجم علي.
«آيسيلين أنتِ مطرودة من المنظمة.» رمى جملته دون تردد، دون أن يرمش حتى.
رفعت حاجباي قليلا من تعبيره البارد ونظرته الثاقبة نحوي. «لا يمكنك قول هذا فقد دون مقدمات.» أجبته بعدم رضا.
زفر بعض الهواء بصوتٍ مسموع.
«هنا يوجد قوانين نتقيد بها لأنها ليست زريبة حيوانات. تتجسسين وتعاقبين وتقتلين، هاه ثم تعذبين؟ بالنهاية لن اتفاجئ لو وجدك تحتلين منصبي.» قال ببعض العصبية مما دفعني للنهوض من كرسيّ والتوجه نحوه، عندها رفع يده اليسرى ليجعل أحد حراسه يقف في وجهي مهددا.
ماذا نيكسون هل تخاف مني؟
«أنا لم أفعل شيئاً خاطئاً، كما أنه عملك لذلك لما تغيب عن المنظمة بهذه الصورة حتى جعلت جايمس يرتكب كل هذا في الخفاء؟» بدوري لم أتردد في رمي الاتهامات له هكذا أمام الجمع الغفير المجتمع معه. تابعت أكثر.«من المفترض كأحد رجال الحكومة ألا تكون مهملاً، هذه منظمتك وواجبك نشر العدل في الخفاء وليس أن تعبث هنا وهناك لتصل الأمور لهذا السوء ف-»
«لتخرسي!» زمجر بغضب بينما يصفع قبضته بالمكتب.
جفلت قليلاً لأنه فاجئني لكن لم أتردد في رسم ابتسامة واثقة.
«هذا يؤكد أن علي طردك، كما أنه من السهل جزك في السجن لذلك لا تغتري بنفسك.» قال متحاذقاً ولم يبدو خائفا على منصبه كثيرا، أم أنه لا يراني تهديدا؟
«أنا لا أهتم بوجودي هنا، المكان لم يعد ملائما لي، ولم يكن من الأصل. يملأه الحزن والذكريات السيئة كما أنني لست منتمية لفئتكم.» أجبته بصراحة، أنا بالفعل لا أرغب في الاستمرار في هذا المكان وطردي ليس بخسارة كبيرة.
«جيد، لذلك وداعاً.»
رصيت على فكي مانعةً نفسي من شتمه. ياله من متحاذق وواثق بسبب سلطته. «لن أرحل بدون فروي.»
دام الصمت بعد جملتي هذه، ليس كثيراً لأنه ضحك ساخراً. هو يرغب في رفع ضغطي. من الأصل لما قد يكون منزعجا لهذه الدرجة على وفاة جايمس؟ بدأت أشك في طبيعة ميولاته.
«بالطبع لن يكون هناك شيء اسمه فروي، توقفي عن الحديث وكأنك تملكين كل شيء فعلى الأقل كان جايمس يتركك على سجيتك لكن بعودتي الآن لن يكون هناك أي مرح.» تأكدت من أنه حاقد علي لأنني قتلت حبيب قلبه.
YOU ARE READING
فروي
Romanceفروي بلاك، مُغتال محترف تحت وطأة ظلال منظمة سرية، لم يعرف في حياته إلا الدماء؛ لكن يضطر أسياده إلى محاولة إرجاع إنسانيته التي فقدها مع كل الوجوه المهشمة والأجساد الممزقة خلفه، لهذا وكلوا مهمة خاصة للأخصائية النفسية آيسيلين هوريكاين وهي: أن تعلمه كيف...
