00:29

27.9K 1.9K 270
                                    

أكلت طعامي وفكرت معمقا في ثقافة العبد والسيد.
من هو العبد ومن هو السيد؟
وإن كنت سيداً على فروي فهل يعني أنني عبد جايمس؟

الكثير من الأمور تدور في ذهني، تنقطع فقط عندما آخذ رشفةً من الشوكولاتة الساخنة التي بين كفي.

كنت ولا أزال أتهرب من حقيقة أني مجرد أداة تُستعمل في منظمة ما لها علاقة بماضيّ وأهلي؛ أنا دمية بلا روح، جامحة تارةً وعديمة ضمير تارةً أخرى لأنني أهتم فقط عندما أريد ذلك، عندما ألمح طيف نفسي في غيري فأجرب الانهمار فوق ضحيتي التالية غير مهتمة بالنتائج.

أفعل ما أريده وقت ما أشتهيه لأني أمتلك حجما معينا من السلطة تحت جناح جايمس الذي رباني شفقةً، ولست أدري إلى متى سيستمر هذا.

تنهدت، ومن ثم تذكرت غياب فروي المطول. ولا أظن أنه في الحالات العادية سيغيب هكذا نظرا لأسلوب حياته السابق والطرق المقرفة لاستعباده.

صعدت للأعلى متفقدة إياه وما إن فتحت الباب حتى لمحته منحني نحو أرضية الشرفة يتفحص شيئا ما بوضعية غريبة جدا لا تتناسب مع عمره.
«من وضعيتك هذه تبدو كدجاجة ستبيض فروي.»

نظرت إلى الزاوية التي يركز عليها وقد كان هناك عصفور صغير يتخبط أرضا، هل هو يحتضر؟

«يبدو أنه تعطل.» تمتم فروي ولا يزال يثبت عينيه بفضولٍ بريء على العصفور، شعرت لوهلة أنه ليس نفس المجرم الذي يتم إرساله في مهمات قتل؛ ورغبت في معرفة وجهات نظره عن بقية المخلوقات.
هل سيقتل هذا العصفور إن أمرته بفعل ذلك؟ لقد قال تعطل، رغبت في الانفجار ضاحكة ولكن علي احترام مصطلحاته حتى لا ينهار من لؤمي.

انحنيت بالمقابل نحو العصفور وتفحصته، لاحظت أن هناك جرح ما في أحد جناحيه جعله يتخبط أرضاً بألم. «إنه يتألم فروي بسبب الجرح الموجود عند جناحه، ما الذي علينا فعله؟»

راقبت فروي الذي لم يرمش، لا أظنه فكر كثيرا في ما سيقوله لأنه بدا مبرمجا. «قتله، حتى يتخلص من الألم.»

هذا بديهي، جدا.

«إذا هل على البشر قتل بعضهم البعض حتى يتخلصوا من أوجاعهم فروي؟»

قطب حاجبيه ورسم المزيد من الحيرة بسبب سؤالي المباغت، وجهت كل حواسي نحوه وراقبته بكل لين ورقة ثم قلت له. «لما لم تقتل جايمس لحد الآن؟ فهو يتألم منذ فقدانه لعائلته، أم هو فقط من يحق له تحديد من يستحق الموت أو لا؟ ما دامنا كلنا نتألم فبطريقة ما كلنا نستحق الموت.»

فروي Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang