00:03

18.7K 1.7K 321
                                    



بعد أن تلقيت طلبي الخاص فتحت العلبة ونظرت للقلادة، كانت عبارة عن عبارة عن عِقد طويل بعض الشيء يتدلى منه قلب زجاجي مكسور لنصفين متفرقين كقطعتين من علبة مُصغّرة. هناك نصفان، أحدهما يحتوي على مادة رمادية والآخر فارغ، لنحدد.. رماد قلب جايمس، ويمكنكم معرفة لمن النصف الفارغ الآخر.

نعم، هذه أنا الحالية.. الوحش الذي أحب ترك تذكار من الشخص الذي سلب سعادته.

أن تسلب سعادتي يعني أن أسلبك روحك. أن تأخذ مني أوكسيجيني يعني أن أستئصال رئتيك. إن كنت ترغب في اللعب فسأدخلك لحربٍ لا نهائية حتى تندم على التورط معي من الأصل.

انطلقت نحو وجهتي التالية والتي ستستغرق على الأقل ساعتين، إلى تلك القرية الصغيرة والبعيدة عن هذه الأجواء المشحونة، مكان لطالما شعرت فيه بالحب يغزوا ما حولي؛ نحو الجدة سيسيليا. كانت مربية والدتي وعندما كبِرت أصبحت مربيتي. كانت مقربة جداً منا لدرجة أنها تعلم نوعية عمل والداي. في الثالثة عشر من عمري عند وفاتهما كانت كثيراً ما تزورني وتتصل بي مطمئنة على حالي ولكن بتدهور صحتها بدأ التواصل بيننا يقِل. الخطأ مني لأنني أهملتها، وبالمناسبة هي تعيش مع ابنها الصغير وهذا كافي لأزورها فأنا متشوقة لرؤية إلى أي مدى قد وصل من إثارة وجمال.

مديت يدي نحو الراديو فترددت ألحان الأغنية مما دفعني للغناء معها لا إراديا، رغبت في أخذ قسطٍ من الراحة بعيدا عن الذي سيواجهني بعد وصولي. هي فقط بضعة ساعات، بعدها سيتم توجيهي للمسار الصحيح الذي يقودنا للنهاية المحتومة.

خطت قدماي أخيرا الأرض فاستنشقت الهواء النقي وسرعان ما أغلقت عينيّ ما إن لفح بشرتي لمساته الرقيقة واللطيفة جداً، أفضل شيء حول منزل الجدة أنه يتواجد أعلى التلة بعيدا عن التجمُعات السكنية الأخرى وهذا يُعد موقع استراتيجي لمن يرغب بالاسترخاء بعيدا عن الأعين.

تحركت بعدها نحو ذلك الباب الخشبي المزخرف بنقوش عريقة لأطرقه مرتين ثم وضعت حقيبتي أرضا منتظرة أحدهم ليفتح لي. شهقة صغيرة صدرت بجانبي لألتفت نحوها فأجد الجدة سيسيليا تنظر نحوي بتفاجئ كبير.

«آيسيلين!» تمتمتها الغير مصدقة جعلتني أرسم بسمة دافئة بينما أهُم باحتضانها.

«مفاجأة.» همست لها بينما أستنشق رائحة الياسمين التي لم تفارقها يوماً، هي تعيد لي ذكريات جميلة عن عالمي الصغير والعتيق قبل أن ينقلب كل شيء ضدي.

فروي Where stories live. Discover now