00:27

29.6K 2.4K 437
                                    


لم أرغب في الشعور بشيء، لذلك رحلت بعيدا رغم أن نظراتنا التقت وارتعشت داخليا من منظره. علمت أنني سأؤذيه لأن هذا ما أفعله على الدوام مع كل من حولي، أنا مسمومة لذلك على كل من يلمسني أن يدفع الثمن، على كل من يحبني أن يعيش الألم.

كثيرا ما أفكر في الاستقالة من عملي لأنني لست جيدة بدور معالجة نفسية خاصةً أن مختلا مثلي بحاجة للعلاج والأمر يغدو صعبا مع عدم تمكني من التحكم في نفسي.

على من أكذب، لست جيدة في شيء أبدا ولن أكون.
أنا نكرة، وهذا يغضبني.

لفح النسيم البارد جسدي فمرت علي موجة قشعريرة أعادتني للواقع البارد والمهجور، حيث لا مكان دافئ لي، حيث أنا بدوري أرمي نفسي نحو الأشواك حتى أحصل على ما أستحقه وأخفف من شعوري بالسوء.

أنا أستمِر في خسارة كل شيء حولي بسبب انفعالاتي وتصرفاتي المتهورة، وفروي لا يستحق أن يعيش برفقتي فهو بالفعل يمتلك معاناة خاصة من نوعها.

«أظن أنه على الإنسحاب من هذه المهمة وإعادته للمنظمة.» تمتمت إلى نفسي بصوتٍ مسموع وأنا أمرر كفيّ حول ذراعيّ في محاولةٍ لاستنباط بعض الدفء. ومن ثم فتحت حقيبتي الصغيرة باحِثةً عن مفاتيح السيارة بسخط شديد لأن الصداع ينال مني أكثر من السابق، زفرت منزعجة بينما استمر في التفتيش.

«تبحثين عن هذه؟» صوت أشتون الخشن تسلل إلى مسامعي وعلمت لحظتها أني أحصل على ما أستحقه.

«تظنين أنه من السهل خداعي ووضع جهاز تتبع بملابسي؟»
كان يقترب نحوي ويحاصرني ضد السيارة، يتربص بي وهو يهمس مجددا. «تظنين من السهل المساس بكبريائي كرجل والنجاة من هذا آيسيلين؟»

سحقاً! لنقل أني هزمت غفلة في معركة اعتدت على العبث بها بكل قلب بارد، لعبتي الصغيرة تخرج من بين أناملي وتتحول إلى مقصلة وقبضة أشتون العنيفة هي الحافة الحادة التي ستقطع رقبتي.

يُقال أن لا أحد يرغب بالموت فعلا وما إن نرمي أنفسنا داخل البحر حتى نغرق سنجد أنفسننا نناضل من أجل العودة للسطح والتنفس. يُقال هكذا، لكني كنت مستسلمة فقط لكل ما يرغب أشتون في فعله بي، أردت فقط إغماض عيناي والارتياح للأبد؛ وهنا يمكنني طرح سؤالٍ مهم: هل من الممكن أن يتحول شيء استمتعت به سابقا إلى كابوس الآن؟ أم أنه مجرد تمهيد لما سوف أجده على الضفة الأخرى من تعذيب عندما أموت وذلك لطبيعتي الفاسدة.

فروي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن