4 • مُهِمَةٌ جَدِيدَة

3.7K 339 62
                                    

عبرت الطريق و أنا أتذكر الموقف السيء الذي وضعت به بسبب ذلك الأناني قبل قليل لأتذكر أن موعد الزيارة قد أوشك على الانتهاء فأدخل مهرولة إلى المستشفى.

كيف لي أن أزور هانا من دون أزهارها المفضلة؟لقد وعدتها أن أحضرها معي في كل مرة آتي فيها إلى المستشفى.و أنا أكره نقض وعودي،ذلك ليس من شِيَمي بتاتاً.

ألقيت التحية على الممرضة في مكتب الاستقبال لترد بابتسامة مشرقة كفيلة بعلاج المرضى و بإزالة الهموم عن البائسين.

حين وصلت إلى الغرفة 603،لمحت من النافذة جسما صغير الحجم، هزيلا، طريح الفراش..كالعادة. أجهزة التنفس و التزويد بالمصل تحيط به من كل جهة و تُقَمّطه كالرضيع الخديج.

إنها أختي..هانا.

مثل كل مرة أزورها،لا شيء يتغير،لا يوجد أي تطور في حالتها الصحية،كل ما يتغير هو ذبول الورود التي أحضرها معي و تساقط أوراقها أشلاء.

لا أريد أن يحدث لها مثل تلك الورود لذلك أحرص على تغييرها بنفس النوع قبل أن تذبل.و لكنه...خرب ذلك،لهذا فأنا غضبت بشدة.

أغلقت الباب خلفي ببطء لأقترب منها و أقبل جبينها بكل مودة و حنان.وجهها الجميل و المتقن أضحى شاحبا خاليا من الحياة،عيناها البراقتان حيث المرح و البراءة صارتا مغلقتين.فمها الصغير الوردي أضحى مصفرا.

انقبض قلبي لمنظرها المحزن و المزري.بدت كأنها تغط في سبات عميق.

وضعت يدي على خدها الذي اعتاد أن يكون محمرا و منتفخا لأهمس"اشتقت إليك هانا..لا تتركيني وحيدة..عودي أرجوك"
أحسست ببضع دموع تتساقط عبر خدي.

طرق شخص ما الباب لأمسح دموعي و أنتفض من مكاني حالما رأيت الطبيب رفقة ممرضة ما.

"سيدي،كيف حالها؟ألا يوجد أي تحسن؟"سألته و علامات القلق بادية من صوتي المضطرب.

لحظات صمت انتشرت بالغرفة حينما خفض رأسه ليتنهد مغلقا عينيه ثم يجيب.

"في الحقيقة..إن حالة أختك الصحية في تدهور،لا يوجد أي تطور بعد حصول الغيبوبة،الأصح أن جسمها لا يستجيب لأي من العلاجات التي تخضع لها،ذلك بسبب الصدمة التي تعرضت لها بعد مقتل والديك و بسبب العملية الصعبة التي أُجرِيت لها لإزالة شظايا الرصاص.و لكنها محظوظة جدا لنجاح العملية فنسبة نجاح هذا النوع من العمليات نادر جدا و لا يتعدى نسبة 10 ℅.على أي،كوني مستعدة للأسوأ...هذا ما أود إخبارك به.أنا آسف"قال بنبرة حزينة ليغادر تاركا الممرضة خلفه لتقوم ببعض الفحوصات العامة و تغيير قارورة الأوكسجين.

في هذه الدوامة المخيفة التي علقت بها،على الأقل قد أبدو محظوظة نوعا ما،فقد استفدت من كوني جاسوسة في تلك العصابة اللعينة و إلا ما استطعت توفير المصاريف الباهضة لعملية لهانا و مكوثها بالمستشفى.لا أدري ما الذي تغير؟كيف لهم أن يتركوني أنا و أختي على قيد الحياة بعد أن أرادوا إبادة أسرتي بأكملها؟

Fragile Wings||أجنحة ضامرةWhere stories live. Discover now