"لن يجعلك الندم سوى حبيسَ عقارب الساعة
و لكن لوم القدر شيء آخر."
• • •
أنا عديمة النفع..
كل شيء حدث بسببي، لم أستطع إنقاذ أحد...
لقد تأذوا و لم اقدر على فعل أي شيء...
كل شيء حدث في رفة جفن، أسرع من قدرتها على تغيير اي شيء. أرادت تنويه جورجينا بأن المكان خطر و في نفس الوقت صارعت نفسها بل أجبرتها على التفكير في ما يجب عليها تعجيله و تأخيره. و كأنما يجب عليها الاختيار بين من تنقظه أولا، و كأنما يجب عليها القيام باختيار مستحيل بين إنقاظ أختها أو أعز شخص عليها. متناقضة جدا هي وضعيتها و لكنها الحقيقة ذاتها التي وجدت نفسها عالقة أمامها.
غير أنني لم أنقظ أيا منهما...
أنا السبب..
كل شيء حدث بسرعة قبل أن تستوعبه حتى. للحظة كان الجميع مسرورا، كل مشغول بأموره الخاصة و ثرثرته، منغمس في أجواء الاحتفال الحماسية التي تفوح برائحة الثراء و العرض الموسيقي بينما كانت أوصالها ترتعد مع كل خطوة تقدم عليها في مشي سريع نحوه، يداها ترتعدان و أنفاسها مضطربة كلما اقتربت نحو هدفهم قصد تحذيره.
هي تعلم تماما أنها ضمن فريق المجرمين و لكن جسمها تحرك تلقائيا ممتثلا لمبادئها، كرامتها تملي على قدميها التقدم نحو المُهدَّد بالخطر أولا و إنسانيتها تأبى تركها تمكث هناك دون إنقاذه.
يستحيل أن تعلم أن أولئك السفحة على وشك اغتيال شخص ذي عائلة و أبناء و تشاهدهم يقدمون عليه دون أدنى شفقة و عدم القيام بأي شيء. و لكن لا يمكنها مناداته طالما قد يُشك في أمرها. فمن البديه أنهم لن يستعملوا طلقة ليزر أو طلقة تصدر صوتا و الأماكن القريبة كلها تشغلها رجال الأمن و الحراس.
كانت خطتها إخباره أن مساعدته –التي بالطبع لا تعلم عنها شيء– غادرت قبل قليل لطارئ ما و أوصتها أن لديه تغييرا في جدول أعماله.
فجأة و قبل أن تصل إلى هدفها بقليل،فقط بقليل كل ما تردد إلى مسامعها هو صوت الطلقات تتوالى.
بـانـغ!
أضحت خطواتها المتسارعة ركضات حالما تلقى إصابة في فخذه،خوف الفشل و الخسارة يهزان أطرافها. زمجرة أنين فرت من فمه اتسعت لها مقلتا زوجته،مستعدة للصراخ في أي لحظة.
و لكن ما حدث تلك اللحظة جعل هانول تتسمر بمكانها لتنفلت من بين شفتيها كلمات تلقائية، قلبها ينقبض متجاهلا نبضة لما حدث أمامها.
بـانـغ!
بـانـغ!
وضعت يدها أمام فمها تكبت نفسها من الصراخ لتخرج كشهقات قبل أن تنبس،صوتها بالكاد يسمع.
"جونغ.. كوك!"
YOU ARE READING
Fragile Wings||أجنحة ضامرة
Fanfictionفِي ثَنَايَا هَذَا العَالَمِ أَرْوَاحٌ هَزِيلَةٌ تطلُبُ المُنَاجَاة، تَلاَعَبَتْ بِأَيّامِهَا أَمْواجُ الْقَدَرِ العَاصِفَةِ فقادتْها فِخاخ الدّهرِ الخَدّاعَة إلى ما لم يكن في الحُسبان.. أَيّامٌ سَدِيمِيةٌ هِيَ حَيَاتُهُمْ، و آمالُهُمْ رِبَاطٌ هشّةٌ...
