20 • لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ

1K 91 30
                                    

غريب كيف أننا قريبين بشكل لا تتخيله و رغم ذلك فنحن بعيدان بعد القمر عن كوكبه“

• • •

كنت قاصدة الممر الذي يؤدي إلى القاعة الفسيحة حيث سيكون الحفل الاختتامي،نوع من التخايل و التفاخر فقط، باحثة عن سيهون. على الأغلب أن منظمي الحفل و المسهمين سيلقون كلمتهم المزيفة و يبردوا لهيب من لم يحالفهم الحظ في شراء أي قطعة. ما أن وطأت قدمي تقاطع الممرات حيث التقيت من أبحث عنه أول مرة حتى خطف انتباهي صوت أحد ما كان عابرا في الاتجاه المعاكس لي، على الأغلب نحو القاعة مرة أخرى.

"هانول-شي؟!" هتف أحدهم، استدرت و كنت أدعو في باطني أن لا يكون صاحبه من خطر ببالي. زرعت ابتسامة مزيفة خاطفة على محياي لآخذ نفسا عميقا قبل أن أستدير باحثة عن مصدره.

"اوه.. أنتِ؟" رفعت حاجباي و عقدت ساعدي أغمس نفسي صبرا من مدى ثقتها بنفسها الزائدة. في الحقيقة، ليس و كأنني في استعداد لمقابلة أي كان  و آخر من كنت أتوقع مقابلته هي هذه الفتاة المتعجرفة. لن أنكر أنه ليس من حقي نبذها و كرهها فقط لأنها تحب الشخص عينه الذي تعلق به فؤادي كما يتعلق الرضيع بأمه ثم نفر به، الشخص الذي علاقتي به مجهولة الهوية، تماما مثل كتاب يتيم من دون نَسبٍ تُرِك مُعَرضا للعراء و الغموض. رغم كل ما يدور في حياتي من مشاكل إلا أن وجهه هو الوحيد القادر على نبذ كل قلقي و إبعاد همومي و كأنها لم تكن قط، تماما كما تنفث الريح في الغبار. لكنني لن أنكر أيضا ذلك الشعور السيء القابع بداخلي حول هذه الفتاة. شعور يلهمني أنها مصدر للمشاكل و كأن هالة شريرة تحيط بابتسامها الطيبة و البريئة.

" ماذا تفعلين هنا؟" تحدثت بنبرة يتخللها الاستهزاء و بثقة عمياء يعززها ثوب فستانها الأبيض الذي يضم جسدا قوامه قوام عارضات الأزياء و قد غيرت صبغة شعرها إلى لون قاتم السواد لتجعله في ربطة ذيل حصان. حسنا، لولا نبرة صوتها المعتادة لما تعرفت عليها في بادئ الأمر.

ضيقت عيناي لأجيب، "آخر مرة تفقدت فيها الأمر لستِ بوالدتي،لين!"

شخرَت تقلب عينيها لترمقني بنظرة حاقدة، "جيد،" بحلقت في مظهري من أعلى رأسي إلى أخمص قدماي ثم اقتربت مني أكثر بنظرات تكاد تخترقني لسبب أجهله ثم استرسلت بصوت أسمعه وحدي ، "أراك بعد قليل ها. نيول. اه" ثم غادرت هكذا.

"تشي، من أين أتت هذه؟ "صنعتُ وَجْهاً ساخراً بانكماش.

مهلا، لِين هنا

إذا هل يمكن أن...

كلا مستحيل!

Fragile Wings||أجنحة ضامرةWhere stories live. Discover now