17• لَيلَـة دون قَهْوَة

1.8K 150 30
                                    

مستندا على غطاء سيارته السوداء،أخذ يحكي كل ما بجعبته ،كل ما يشغل أفكاره في هذه الآونة الأخيرة،كل ما يبدد راحته و ظل يعرقل سير عمله. حكى له أنه لا يستطيع الاستمرار في تجاهله لمشاعره تجاهها و كبت أحاسيسه من اجل هذه الهوية السرية التي يخفيها عنها. صار يشعر في أعماقه أنه بدأ يمقت حلما لطالما طمح في تحقيقه. من أجلها ،تمنى لو يتخلى عن انتقامه و عن كل شيء لديه لكي يصبح شخصا عاديا بإمكانه الوقوع في حب الفتاة التي يريدها بكل حرية و يواعدها في أماكن بعيدة و ممتعة كأي شاب في مثل عمره. حاول إبعادها عنه و لكنه لم و لن يستطيع مقاومة خافقه مهما حاول،رغم نكرانه لذلك في بادئ الأمر. أضحى يعلم تماما ما يشعر به،أنه متعلق بها و لكنه لا يفقه ما يفعله،خصوصا أنهما التقيا في مكان تلك المهمة. هو لم يكن ليضع أيا كان من رفاقه أو عمله على الحضيض. تنهد حالما انتهى يضع يديه في جيوب معطفه الأسود الطويل ليتراءى له بخار تنفسه يتصاعد عبر صقيع الليل البارد،متلاشيا إلى اللاشيء كما كان في الأول.

"ماذا أفعل؟ نامجون هيونغ؟"

"لا عليك،" أمسك المقصود بكتف الآخر يضغط عليه قليلا يطمئنه بنبرته العميقة. "أعطيا نفسيكما بعض الوقت،كل شيء يحضر في وقته المناسب. إن وثقت بها،أخبرها حين تجد ذلك ملائما."

__

:HanEul's POV

فتحت عيناي على مصراعيهما بسبب صداع الرأس المؤلم هذا الذي أصابني كاللعنة. و كأن حجرا ثقيلا يضغط على رأسي لدرجة أنني أردت اقتلاع عيناي. قمت أمسد راسي بكلتا يداي بشكل دائري لأدرك أنني قد اكثرت المشروب،قليلا.

قمت من مكاني فورا،أمسك الحائط كل ثانية متأملة الغرفة،بتأثيث بسيط و جميل،أنيق إن صح التعبير. وقد مر بجانبي عبق مألوف. مهلا، لتوي كنت بحفل زفاف جين و جورجينا. متى غيرت تأثيث المنزل؟ كلا،ما هذا المكان أصلا؟ أين أنا؟

هذا حتما ليس بمنزلي. خشيت أن يكون قد حدث شيء ما بينما أنا لا زلت غير متذكرة لما حصل إطلاقا. مشيت عبر الردهة لأنبهر بمدى جمال الشقة. رغم الظلام القابع في المكان،لم أكن لأرى الأثاث لولا تلك الشاشة الزجاجية الكبيرة التي تسمح لضوء القمر بالتسلل إليها و نشر خيوطه عبر معظم الغرفة. اقتربت من النافذة أتأكد من موقعي ليتبين أنه مبنى قرب النهر و لكن يستحيل الخروج منه بسبب علو الطابق. أخمن أنه بحوالي الستين.

هرعت إلى الباب و لكنه بالطبع موصد. ما الذي كنت أتوقعه مثلا؟ رحت أتأكد من باقي الغرف في حال وجود شخص ما أو أي مخرج. ما هذا المأزق ثانية؟

كنت على وشك فتح آخر غرفة في الردهة ،مستعدة لأي شيء قد أواجهه لتستوقفني قبضة من الخلف حول معصمي. شهقت ثم استدرت بسرعة ألكمه. أمسك يدي الأخرى كذلك واضعا كلتيهما فوق رأسي حتى التصقتا و ظهري على الحائط. شهقت عاليا حالما التقت أعيننا. كان الظلام حالكا في الردهة بيد أنني استطعت تمييز ملامح وجهه بكل بساطة. رأيت في عينيه بريقا لامعا و بسيطا سرعان ما تبدد. لا شيء قيل أو سمع سوى دقات قلبي المتسارعة جاعلة صدري يعلو و ينخفض،يخفق و ينقبض حتى شعرت بالحرارة تعلو وجنتاي.

Fragile Wings||أجنحة ضامرةWhere stories live. Discover now