22 • مِنْ خَـلْفِ القِـنَاعِ

857 76 13
                                    

"سيدي، كيف حاله؟ هل.. سيكون على ما يرام؟" ظلت تحدق في الأرضية، غير قادرة على النظر نحو طبيبه. لا تستطيع رؤية ردة فعل الطبيب و هو يخبرها بشيء قد لا تطيقه،لا تملك الشجاعة لتسأل عن شيء كانت متورطة في حدوثه، و خصوصا عم من تحبه شديدا.

هي بالكاد تتنفس، تضم كلتا يديها معا تدعو تحت أنفاسها و لا تريد البكاء في تلك الأثناء. هي طوال هذه المدة تكبت دموعها من أخذ عنانها، و لكن أضحت ملوحة الدموع تحرقها الآن من شدة كبتها لها.

"لقد أصيب في كتفه الأيسر و يمين أسفل ظهره، و لكن حمدا لله أنه لم ينزف كثيرا و الطلقات لم تصب أعضاءه الحيوية،" تنهدت الصعداء هنيهة مرتاحة أخيرا لأمانه. لم تكن لتتخيل إن حدث له مكروه. هي كانت تتجاهله لفترة و لكنها الآن أرادت لو يعود بها الزمن للوراء و تعبر له عن كل ما أرادت أن تقوله له. "حاليا مؤشراته الحيوية مستقرة لذا بعد أن يستيقظ سنعيد فحصه... "

" هل يمكنني رؤيته للحظة؟" لم تذكر كلمة ترجوه فيها و لكن عينيها تعكس مدى شوقها لأخذ و لو لمحة واحدة منه،و من وجهه و تطمئن عليه.

"... حسنا و لكن لا تتعدي خمس دقائق رجاء!" صرح بعد تفكيره لثوان.

--

جرت كرسيا من جانب الغرفة ببطء ثم جلست قرب سريره حيث يرقد جامدا،صدره يعلو و ينخفض بخفة و كأنه يكاد يتنفس. لولا طنين مؤشرات نبضات قلبه لظنت أنه ميت.

ابتسمت بحنين تحييه و كأنه يراها و يسمعها. "مرحبا سيد جون." ضحكت بخفة للقب الذي نادته به، تتذكر اول لقاء بينهما حيث أرادت شراء زهور الكاميليا التي تطلبها دائما،لتدرك أن دموعها بدأت تسيل، أخيرا تأخذ مجراها. جدار قوتها و تحملها الذي تحمي به نفسها أمام الآخرين تهدم أمامه كما يفعل دائما.

لطالما كانت منغلقة على نفسها داخل الجدار الذي بَنَتهُ هي حولها و لكنه هدمه بكل سهولة.

"أنت تعلم أنك نقطة ضعفي صحيح؟" سخرت و هي تمسك بيده الصلبة الأخيرة، متراخيةً بين أصابع كلتا يديها، تخللها بين خاصته. تشبع رغبتها في لمسه و الاطمئنان عنه.

"لماذا دوما تلعب دور البطل المتعال؟ لماذا تقفز بنفسك إلى هلاكك؟" انهارت في تلك اللحظة بالبكاء لتسند جبينها فوق أصابعهم سوية.
"لماذا دوما تعطيني أمالا هاوية، تجعلني أتعلق بك بينما أنت دائما بعيد عني و تتجاهلني؟!" أجهشت بالبكاء تعلم أنها تقول ما أرادت أن تفصح له به بينما هو لا يستطيع سماعها.

" أنتَ حقا.. ،"سرت يديها نحو وجنته تمسد بشرته الناعمة بين أناملها تتمنى حقا لو يستيقظ في تلك الثانية. قررت أنها لن تفلت فرصة بقاءه بجانبها حين يستيقظ و أنه ربما بالنسبة لها فرصة لتملأ الفراغ المتحجر الذي في قلبها. أنها لن تفلت منه و ستتعلق به طالما هو أملها في هذه الحياة،" جعلتني أقع في حبك جونغكوك، لا تخذلني رجاء..."

Fragile Wings||أجنحة ضامرةWhere stories live. Discover now