ألجزء ألسادس والأربعون

73.7K 6K 4.4K
                                    

‏"قد تدفعك فتاة واحدة أن تُحب مدينة، ثم حي، ثم شارع، ثم أصحاب الدكاكين الموجودة فيه،ثم الجيران، ثم بيتها، ثم والديها، ثم لونها، ثم قهوتها، ثم المشي لمسافات طويلة، ثم التفاصيل الصغيرة، فتاة واحدة.. عيون واحدة قادرة على جعلك حَيٌّ بكل ما تحمله كلمة حَيّ من حياة مخزونة"







أرخيت قدماي من حول وسطه لأنزل على الأرض عندما أغلقَ باب ألغرفة.مسحت عيناي حريصة على عدم أفساد كحلي.
"حسناً توقفي أنا هنا"
لا يزال يضحك بخفة:"سأريه،ذلك ألسافل"
أنا سأحقد على كاي حتى نهاية حياتي.
"لنؤجل موضوع ذلك ألسافل،ما هذا ألجمال أمامي!"
بالتأكيد هو يمزح كي يوقفني عن ألبكاء:"نعم لقد قمت بتنظيف ألغرفة سابقاً"
أخذت منديلاً أبيض أمسح أنفي وصوتي بدى أخشن قليلاً من ألمعتاد.

"لم أكن أعتقد أنّي سأحب هذا أللون بهذا ألقدر من قبل"
عندما فهمت أنّه يقصد شعري،وأنه قصدَني بـ'ألجمال' سابقاً،أنا فقدت قدرتي على ألعثور على أجابة مناسبة.
"شـ—شكراً"
وضعت تركيزي فوق ألمنديل بيدي بينما جهازي ألتنفسي واجه صعوبة بأداء وظيفته،أريد ألخروج من ألغرفة مع نفس ألوقت أريد ألبقاء وسماع مدحه لمظهري.

ضحك ببحة جعلتني أرتجف بشكل طفيف:"توقفي عن فعل هذا أمامي،لا أعلم ألى متى سأبقى أتحمّل"
هو خلع تشيرته الأسود وبشرتي صرخت طالبة الأتصّال.
أستدار نحو ألحمام وأخرجت زفيراً بصمت،هل كنت أحبس نفسي!!

"كيف سارت ألعملية؟"
تلعثمت وضربت جبهتي مُستغلة عدم رؤيته لي حالياً.رمى ألتيشيرت فوق الأرض وأنا ألتقطّه،سألبسه لاحقاً عند ألنوم.

"جيدّة،كان أحد الأغبياء ألذين يحاولون أثبات شيئاً ليسوا بحجمه"
هو فكّ حزامه وشفتاي تفرقت بينما ينزل بنطاله للأرض.عضلات ذراعيه وظهره تحرّكت بتناسب مثالي بينما يخرج قدميه من داخل ألقماش ويضعه فوق ألطاولة.بقيَّ بسرواله ألداخلي قرب باب ألحمام.هناك وشم لزهرة ذات أوراق حمراء وساقٌ أسود قرب كتفه ألايمن للتو أُلاحظه أضافة ألى ألرسوم ألبقيّة.

مشى نحو ألخزانة يفتحها وعيناي راقبت كلّ خطوة رغما عنّي،أن أستطعت قول ذلك.
"وضعتي ملابسكِ بالفعل"
جملته كانت كسؤال أكثر من عبارة عادية.
"فعلتِ جيداً"
أكمل قبل أن أفُكر بأجابه وأنحنى نحو شيئاً ما ليلتقطه من ألداخل.

أستقام وكان بيده زوج من ألسراويل ألرمادية ألمريحة مع تيشيرت أبيض:"أنظري أنا لم أغضّ ألنظر عن بيتنا ألجديد ولكن أنتِ رأيتِ الأحداث مؤخراً،لن أطمأن وأنتِ وحدك بمنزل بعيداً عن ألرفاق أثناء غيابي"
شرحَ يقترب مني بعد أن أغلق ألخزانة.
"رغم هذا سنحل ألموضوع فيما بعد،حسناً؟"
أبهامه البارد مسحَ على خدّي بينما شعرت أن هناك كهرباء تصدر من جسده تجعل بشرتي تحترق.ألقلادة ألتي أهديتها أياه لائمته جداً.

فارس الغسق Ⓜ️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن