ألجزء ألتاسع والأربعون

69.3K 6K 4.8K
                                    

‏"ليس هناك حُبّ لا يكون ألمًا. ليس هناك حبٌّ لا يقتلنا. ليس هناك حبٌّ لا يدفعنا الى الذبول. ما من حب هناك، يمكنه أن يعيش من دون دمع. ليس هناك حب سعيد. لكنه بعد كل شيء؛ حبُّنا نحن الإثنين"






أرتديت ملابسي مسرعة وخرجت من ألغرفة كالمجنونة،أصطدمت به عندما كنت انزل ألسلالم.

"هـي على مهلكِ!"
قال يترنّح،رائحة ألشراب تفوح منه.

"هل أنتَ ثمل!!"
أستنكرت بينما هو خطى للأعلى يقهقه بخفة.
دخل غرفتنا وتبعته أغلق ألباب كي لا يسمعنا أحد،بالتحديد ليزلي.جلسَ على حافة ألسرير يُنزل رأسه للأسفل.

مهما فعل ومهما حدث،يؤلمني جداً رؤيته بهذه ألحالة.
"ما ألخطب؟"
أنا غاضبة،بالتأكيد غضبي يفور ولكن لنأجل هذا حتّى يعود لصوابه.

"أنا.."
رفع عينيه نحوي يقول بجمود بينما سبابته تشير لصدره:"أنا ألخطب"
أردت ألذهاب وأحتضانه ولكن شعرت أن هناك حاجز يمنعني،لم أفهم سبب ثباتي في مكاني.

ذهبت أجلس على ألسرير أيضاً،ولكن ليس بأي مكان قربه.
"كيف والدكِ..؟"
بدى متردداً في سؤاله،وكأنه مذنب يعترف بخطأه.

"بخير"
أختصرت،لا أزال أريد ألتكلم ولكن هذا ألشي ألمجهول يمنعني.ثم ماذا؟هل هو صاحي الآن!
"جيد"
تمتم وطال ألصمت لدقائق عدّة،منذ متى ونحن بهذه ألحالة؟

نهضت من ألسرير ناوية ألذهاب نحو ألمشفى.
"أين ذاهبة؟"
قال بسرعة قبل أن أفتح باب ألغرفة.

"ألمشفى"
لم أستدر.

"أبقي هنا"
أردف ولن أنكر أنّي أقشعريت.

"أعطني سبباً واحداً"
نظرت له وطريقة تحديقه بي كادت تطيح بموقفي هذا ألذي أصنعه.جرحني أنَه لم يكن قادراً على قول كلمة لجعلي أبقى،أو سبباً مقنع كما قلت.

زفرت آخذ عيناي بعيداً عنه خارجة من ألغرفة.يدي مسحت عيناي ألرطبة أثناء نزولي على ألسلالم.ألتقطت مفاتيح سيارة أليس أثناء توجهي للخارج،أحتاج أن أمتلك سيارتي ألخاصة،بمالي ألخاص،من عملي ألخاص.لا أريد أستخدام مال زوجي ألغني.

أخرجت سيارة آلي من ألمأرب وجفلت لجسده ألذي ظهر أمامي فجأة عندما نزلت للشارع ألعام.أنا كدت أصدمه.

"ما ألذي تفعله؟"
خوفي خرج بأكمله يتجسّد بنبرتي وأنا أترجّل من ألسيارة.

"لقد أحرقوها"
أرتجفت شفتيه وقدماي لا شعورياً أسرعت نحوه.

"ماذا تقصد من؟"
توجست خيفة مما سيبوح.

"أمي..لقد أحرقها أهل ألقرية أمامي"
قلبي توقف للحظة،صوت تنفسي كان أعلى من أي صوت أسمعه حولي.ساقيه أرتخيا وكأن ما قاله هو ألثقل ألذي كان يبقيه واقفاً.لساني عجز عن لفظ أي شيء،أنا فقط جلست عنده وأحتضنته،هذا كان كل ما أستطعت فعله بتلك أللحظة.

فارس الغسق Ⓜ️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن