لكني حاولت..

185 11 0
                                    

توجهت بعدها إلى الجامعة..لم يكن الأمر قاتلا كما خلته،لم يكن غير محتمل.. كان الأمر صعبا فقط،كأي جرح جديد ينتظر أن يلتئم،كأي إبتلاء نسأل الله أن ينتشلنا منه،إبتليت فيك و ياليتني إبتليت في سواك..
وحدها الخيبات تجعلنا نعد النعم التي و لفرط أنانيتنا كنا نظنها من أبسط حقوقنا.. أصرت أنت أحد تلك النعم التي حرمت منها لفرط هوسي بها ؟  أ انتزعك الله من طريقي لأني لم أعد أرى فيه غيرك.. ما الحكمة من انسحابك.. ما الحكمة من رحيلك..
كنت أود يومها أن أفهم السبب الذي جعل الله يضعني في قصة كهاته أردت يومها أن أفهم لما اختارني أنا بالتحديد.. ماالذي كان من المفترض أن أتعلمه؟ لكني كنت متسرعة كعادتي،فمواقف كتلك لا تفهم بلمح البصر،و حكم الله تحتاج وقتا لتنعكس..  لكني كنت أود أن أشفى،أن ألتئم إلا أن الوقت كان مبكرا جدا، لأعود قوية كما كنت..
دخلت أول محاضرة.. بدت الجامعة مختلفة،مزدحمة، بدى الكل سعيدا أكثر مما ينبغي متفائلا أكثر مما ينبغي.. أكثر ما آلمني يومها أن العالم أحيانا يغض بصره على جراحنا، يغض بصره على خيباتنا..  أكنت تعلم بأني كنت أود بشدة أن أشكوك إليك.. أن أحكي لك عن مدى خيبتي فيك، وددت يومها لو أنك اتصلت لتسأل عن حالي.. لتسأل عن وجعي.. لتسألني على الأقل إن كنت قد تمكنت من النوم بعد رحيلك.. إن استطعت السياقة في وقت متأخر من الليل ؟ أتدري بأني لم أتوقف يومها عن تفقد هاتفي كنت أنتظر رسالة منك.. رسالة فقط..  لكنك لم تراسلني.. لم تتصل لم يكن الحطام الذي خلفته وراءك مهما لتلك الدرجة.. لم أفق إلا و الطلاب يهمون بالرحيل.. شعرت بالبرد يومها..  تحسست وقع قطرات الندى على جلدي الهش، تحسست اختراقها مسامي..  الأمر لم يكن سهلا..  لكنه قد يحتمل..
هممت بمغادرة الصف حين قاطعني أحد زملائي..  لم أركز في كلامه جيدا لكنه يفترض أن يكون من بين أولئك الأشخاص الذين تعودت أن تتوسط لهم، بقيت أتأمله و هو يمدحك.. و هو يذكر انجازاتك،و هو يصنع منك مثاله الأعلى.. ربما لم يكن قد سمع بعد بقصة افلاسك.. أو أنه كان يريد أن يتأكد من الخبر بصفتي خطيبتك..  لم يكن يعلم بأني لم أعد أكثر من حبيبتك السابقة و أن كل تلك الخصال الحميدة التي باتت تذكر أمامي لم تعد تمتني بصلة..
حاولت جاهدة أن لا أقاطعه.. حاولت أن أتركه يتكلم لكني كنت أصعق بكل جملة يذكر فيها اسمي بجانب اسمك.. فذاك لم يعد مكاني و أنا لم أكن مستعدة بعد لأزف الخبر لأهلي فمابالك بهم.. ؟ تمنيت يومها لو أنهم نشروا خبر انفصالنا كما فعلوا مع قصة افلاسك ، لكن ما بيننا كما كنت تدعي كان مقدسا و الأشياء المقدسة لا نتشاركها مع الصحافة..  ياليتني لم أكن قديستك..  لأني ألغيت بالطريقة نفسها التي ألغيت بها مشاريعك.. حاولت أن أثبت أمامه.. أن أبقى شامخة أمامه..  حاولت و حاولت..  ثم استجمعت نفسي نظرت اليه و قلتها بكل بساطة..
-ان كان هناك ماتريد فهمه بإمكانك أن تزور السيد في شركته، لأننا إنتهينا.
و استدرت،لم أكلف نفسي عناء الإلتفاة،عناء مراقبة ردة فعله..  فردة فعله ستكون نفسها كتلك التي ستنرسم في وجوه الجميع.  و في النهاية الألم سيكون ألمي و الخيبة ستكون خيبتي..

إنتظرتك في زاوية الطريق.. لكنك نسيت أن تستديرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora