لأجلك..

62 4 2
                                    

ربما كنت أنانية جدا،لكن أنانيتي تلك أرادت أن تنتشلك من قصة قد تفوفقك تعقيدا..
بقيت أحدق فيك و أنت تثور ضدي،لم أملك جوابا يومها،لم أشأ أن أجيبك.. لم أشأ الرد يومها، علينا أن نتعلم السكوت حين يتعلق الأمر بالتشكيك بنوايانا، فمن اللاعدل أن نشرح صدق غاياتنا،من اللاعدل أن تعتبر كل محاولاتنا للتخفيف عن شخص ما أنانية..
- تكلمي.. " خاطبني و هو يهز كتفي".
لم أتكلم..
حملت حقيبتي التي ألقى بها أرضا..
بقي يتأملني.. ربما أحبني فعلا.. ربما كان ليكون فارس أحلامي لولا أن أحلامي كانت تحتاج الترتيب..
- إلى أين..؟ " خاطبني بنبرته الصارمة تلك"
- إلى حيث لن تخترقك خناجري!
- أمل! لا تثيري جنوني.. أتيت بي إلى هنا،للتلاعب كعادتك..
- للتلاعب؟ كعادتي!
-نعم..كعادتك..
- وقح..!
كان ذلك آخر ما تفوهت به شفتاي..واصلت طريقي.. كنت أثور من الداخل،لكني أعي معنى أن تتآكل الأحلام بداخلنا، أعي معنى أن تغطى أعيننا بالسواد فلانلمح شيئا سوى حاجز أسود..  عذرت آدم يومها،عذرت غضبه،ثورانه،عذرت كل ما لم يفهمه يومها...
لحقني ..
-إركبي،سؤوصلك..
ركبت،لم أعاند،لم أثر،لم أكن صبيانية كما عهدني..أعلم بأنه تفاجئ من هدوئي بنفس الطريقة التي فاجئتني بها ثورته..
بقي صامتا.. شغل جهاز الراديوا.. و كأنه هدء فجأة.. تحيرني شخصيته،كان مختلفا،طيبا.. قد نستطيع تعليم البشر أي شيئ ما عاد الطيبة، لطالما ما إعتبرت الطيبة رزقا،محلها القلب و ما محله القلب لا يتم تعليمه بل يتم منحه.. يستحيل أن تعلم شخصا أن يكون طيبا..أو أن يكون إنسانا.. بإعطائه دروسا عن الطيبة، الطريقة الوحيدة لتلقينه فنون الطيبة هو أن تكون طيبا..
- هذا ليس طريق البيت إلى أين تأخذني؟
لم يرد..
- آدم!
- نعم؟ " أجابني بهدوء و هو يتأملني"
- هذا ليس طريق البيت!
- أعلم! 
- إلى أين ؟
لم يجب،أعاد تشغيل الراديوا.. حاولت الحفاظ على إتزاني..
أوقف سيارته..
- هناك شخص يريد توديعك!
- توديعي!
- تسافرين غدا أمل، تهربين كعادتك..  لكن الهروب لن ينقذك منه،هو يعيش بداخلك..
- من؟
- من إظطررت لمصافحته،بدل قطع يده..
- لا علاقة لسفري و إستقالتي به صدقني..!
- بمن يتعلق الأمر أمل؟" أجابني بهدوء.."
- الأمر يتعلق بي! أحتاج وقتا أعيد فيه بناء نفسي،أحتاج وقتا أرمم به هاته الكسور بداخلي.. لما لا تفهم آدم!  أنا أستيقض من قصة حب فاشلة،من قصة أخذت كل ما بداخلي، أنا لن أسألك عن مصدر المعلومات التي لم أعد أتفاجئ مطلقا و أنت تعرضها أمامي،لكن مصدرك يخلوا من المصداقية..لا علاقة للأمر به فقد إنتهت حكايتنا منذ قرابة الستة أشهر، و ذاك الذي صافحت يده قرر منذ فترة أن يواصل طريقه لوحده.. لقد تم الإستغناء عني..
أتأخذني الآن لمن لا يبحث عن حلول لإنقاذنا؟ أتأخذني لمن لا يمتلك الشجاعة للوقوف في وجهي .. لمن لم يستطع أن يمسك يدي و يهمس بداخلي " كوني معي أمام حياتي العابسة" بل إختار أن يقول " إرحلي فحياتي عابسة" أسترضى لي ألما كهذا ؟ آدم إن كنت تحترمني و تحترم قراراتي خذني إلى البيت لا رغبة لي بلقائه..
- إسمعي مني أمل، مهما كان المشكل بينكما ، فقصة حب كهاته لا يجوز أن تنتهي..
- ألا تفهم؟ الأمر إنتهى..
- قابليه لأجلي.." خاطبني و هو يتحاشى عيوني.."
- لأجلك!
- نعم لأجلي" إبتسم.."
- تسلمني له؟
- بل أعيدك له.. لم تكوني لي يوما أمل..
طأطأت رأسي..
- على فكرة هاته الملابس لا تليق بك..
- لاحظتها إذا! 
- ألاحظك دائما..
-أعلم..
- أمل قابليه..
- آدم.. هو من إختار أن ينسحب..
- لعله يريد فرصة ثانية..
- ليتأكد من القضاء علي؟
- إسمعي منه..
- أريد أن أسمع منك لا منه..
- إسمعي مني إذا أمل..! 
- ما الذي يريده آدم..؟
- أن ترتاح أمل..
و شغل محرك سيارته.. لم يغير وجهته,

إنتظرتك في زاوية الطريق.. لكنك نسيت أن تستديرWhere stories live. Discover now