ماذا بعد..

51 4 0
                                    

كان سؤالك مباغتا، لم أحسب حسابا لطلب كهذا..
تعودت التمعن في اتخاذ القرارات و كنت أنت ذاك الذي لا يهاب اختياراته..
بقيت أتأمل تفاصيلك يومها، بقيت أتأمل سواد عينيك.. جرأة عينيك..
كنت بطلي.. و كلنا نرغب في قضاء أيامنا بالقرب من الأرواح التي تشعرنا بالأمان..
وافقت يومها لأني لم أرد لنا أن نماطل أكثر..
الخوف أحيانا يقتل العلاقات أكثر مما تفعله الخيانة..
أحيانا خوفنا من الخيانة من الفراق من المجهول من عدم نجاح الأمور يؤدي إلى الفشل. أؤمن بشدة بأن الواقع ليس سوى أفكار تمت ترجمتها إلى أفعال..
لم أخف يومها من أن تكون أنت تلك الفكرة ذاك الإيمان ذاك السند الذي يدفعني إلى الأمام..
حسنا هاته الحياة أسقطتني آلاف المرات كما فعلت مع الكثير من قبل، لا أشكل ذاك الاستثناء في الحياة نلت قسطي من الابتلاءات كما فعل الجميع لكننا في مرحلة ما نستثقل الحياة كثيرا في مرحلة ما يثقل كاهلنا و فد نحتاج بعد الله إلى كتف يحمل عبئ الحياة إلى جانبنا..
لا أنكر أبدا أن الأشخاص يدخلون حياتنا صدفة، يحبوننا صدفة ثم يقلبون حياتنا رأسا على عقب فتختل كل الموازين..
فتأتي صدف أخرى صدف ألطف. صدف أحن.. صدف أكثر واقعية فتملأنا وتملأ أحاسيسنا.. فنؤمن و تؤمن أفئدتنا بأن الحب رزق و الأرزاق تدرك أصحابها..
ليس هنالك نهايات سعيدة...هنالك حسن خاتمة.. فالنهايات دائما مؤلمة.. لكن الخواتم تختلف حسب القلوب..
مر كل شيء بسرعة.. وافقت روحي على الزواج من روحه..
أقمنا حفل خطوبتنا. تزوجنا بعدها بثلاث شهورر..وقضينا شهر عسلنا بماليزيا كما كنت أحلم دائما..
عوضني الله بخير مما فقدت.. بحب حلال طيب..

كان كل ما يحدث أجمل بكثير مما تمنيت. كل تلك التفاصيل طريقته في حبي في الاهتمام بي. كل شيء كان يبدوا مثاليا جدا. خشيت على نفسي من سعادة كتلك..، لكن شيئا ما بداخلي كان يطير فرحا. كنت أنت ذاك الأمان الذي يجعلنا ننسى ثقل المكبات التي قد تلم بنا..
كنت جالسة في حضنه، حين سألني ذات صباح..
-
أمل ؟
-
نعم أسمري؟
-
لما ماطلت كل هاته الفترة ؟
-
ماذا تقصد ؟
-
لم أتعب في كسب امرأة كما تعبت معك..
-
تقولها بثقة ؟ كم عدد النساء قبلي يا هذا؟ *أجبته بنبرتي الصارمة و أنا أرفع حاجبي*
-
الكثيرات..
شعرت بغصة أكره هذا النوع من النقاشات و إن كان بدافع المزاح. ابتعدت عنه..
-
تتركين زوجك ..؟ * خاطبني بنصف ابتسامة*
-
و ماذا في الأمر..
-
يشتاقك..
أحيانا و نحن في ذروة انهيارنا يهزنا زلزال فينبتنا من الركام الذي بتنا فيه.. غالبا ما كنت كنت أتساءل إن كان بإمكاني الهروب منك.. لكني دائما كنت أجد نفسي أهرب إليك. مغمضة العينين
لم تكن أسمري و فقط بل كنت نصفي الأفضل.. نصفي الأجمل. نصفي الأصدق..
أؤمن يقينا بأن حدس الأنثى لا يخطئ وحدسي كان يخبرني رغم الشتات الذي كان بداخلي بأن طيبتك خلقت للحياة بجانبي..

إنتظرتك في زاوية الطريق.. لكنك نسيت أن تستديرWhere stories live. Discover now