part12

204 33 49
                                    

~من قال ان مشاعر الشخص يمكن التعبير عنها فقط بالكلمات ماذا عن لغة الجسد انها انقي ما قد يعبر به المرء عن مشاعره فمهما اخفيت تلك المشاعر بألغاز الكلام لن يكذب جسدك مطلقًا
ماذا عن لغة العيون و إنعكاس روحك من خلالها
إن اصدق وانقي المشاعر ما لم تستطع التعبير عنها بكلماتك بل بلغة مختلفه لن يفهمها الإ قليلون~

تتجمع قطع الأُحجية معًا لتتكون تلك الصوره التي تجمعنا انا و انت

"اوليفيااا هيا افطارك جاهز صغيرتي ستتأخرين علي مدرستك"
تشبعت ارجاء المنزل بصوت تلك الجدة الطاعنة بالسن تنادي حفيدتها الوحيدة من جهة إبنتها
نزلت تلك الفتاه درجات السلم بالتدريج تدندن بسعادة تتعلق احد اذرع حقبيتها المدرسية علي كتفها
"انا هنا جدتي الجميلة"
انزلت حقيبتها لتتمسك برأس جدتها بخفه و تطبع قبلة لطيفه عليها ارتفعت قهقة الجدة لتربت علي شعر حفيدتها بحنان طغي علي لمساتها له
"يالكِ من مشاغبة ليلي اجلسي هيا"
قهقت اوليفيا ثم جلست سريعًا لتبدأ بتذوق المخبوزات الطازجة التي عملت جدتها علي اعداها لها منذ بُزوغ الشمس حتي تنعم بها قبل ذهابها الي مدرستها
"الم تصلك اي اخبار من امي بعد ؟"
قاطعت اوليفيا الصمت المريح بينها هي و جدتها و هما يتناولون الإفطار لتخفض جدتها الفنجان الذي كانت تحتسي قوتها به و تبتلع ما بجوفها
"ليس بعد صغيرتي"
اجابت بهدوء تعلم جيدًا كم تشتاق حفيدتها لأمها الغائبة بريق الحزن والاسى تشبعت به عيني الصغيرة تركت ما بيدها لتقف عن مقعدها و تحتسي بعضًا من عصير البرتقال الذي اعدته جدتها ايضًا لها
تركت الكوب بعدما انهته لتردف
"سأذهب الأن جدتي اراكي لاحقًا"
زيفت ابتسامتها لتحمل حقيبتها عن المقعد المجاور لها و تشق طريقها نحو الخارج لم تكن مدرستها تبعد الكثير عن منزلها لذلك فضلت السير و نسيم الهواء يداعب خصلاتها البنية وضعت سماعات الأذن خاصتها لتبدأ بالدندنة مع تلك الآلحان الحزينه الخاصة بها فقط لم يعلم احد ابدًا مقدار ما تُخفيه بداخلها
لم يعلم احد ابدًا ما شعرت به و احتاجت اليه مثلها كمثل اي شخص اخري...
كسر هدوئها سقوط دمعه من عينيها مسحتها سريعًا تخفي اي اثر للضعف والحزن بداخلها وصلت لمدرستها سريعًا
زينت شفتيها ببسمتها المعتادة بثقه و اعتدال كأن شيئًا لم يكن ابدًا
لتعود كما هي بارك اوليفيا التي يعهدها الجميع
"فيااا"
التفت علي وقع صوت ما يُنادي بأسمها انزلت سماعاتها لتستقبلها احضان احدهم بقوة ....

***
عودة للحاضر

ركض طوال ذلك الرواق يتبع خطوات جدته التي غادرت بعد إلقاء كلماتها بوجهه تصحبها نظراتها الخائبة به لم يشعر بذلك الا بعد مضي بعض الوقت من مغادرتها ما الذي عليه فعله القابعة بالأرض تتألم ام جدته و اختار الثانية بالفعل لكنه لن يترك اوليفيا هكذا فقط سيأجل الاهتمام بأمرها قليلًا رفعها ليحملها علي ظهره أخذها معه ليذهب و يبحث عن جدته
غابت اوليفيا عن الوعي شعر بيدها تهتز علي كتفه اثناء ركضه كأنها بلا روح
توقف امام جدته يمنعها عن اكمال سيرها
كفكفت جدته دموعها التي تمردت علي وجنتيها لتتجهم ملامحها و تنظر له بتعابير خالية
"ابتعد عن طريقي"
بحدة و برود اصدرت جملتها صارمة لم يعدها هكذا مطلقًا
"جدتي ارجوكِ استمعي ليس كما تظنين انا.."
قاطعته بصفعة جعلته يتجمد بموقعه
"لم اربيك مطلقًا ولا اعرفك اذهب لا اريد رؤيتك مجددًا"
اشد المًا من تلك الصفعه كانت كلماتها التي القتها بوجهه هل تخلت عنه هي ايضًا الم يفكر احد به يومًا الم يتسألوا عن ما شعر به هو ؟
توقف مكانه يشاهد ظهرها و هي تغادر مبتعده عنه
"هل انت بخير؟"
رفع رأسه بهدوء ليلتفت لصاحب اليد التي تموضعت علي كتفه كان تشانيول صاحب تلك اليد
"لقد فقدت فيا الوعي سأذهب لعيادة المدرسة"
اخفي ما شعر به من الم حتي عن صديقه التفت مره اخري للأمام و شق طريقه نحو عيادة المدرسة وضعها علي احد الآسرة بالداخل كيف غابت عن الوعي ما الذي شعرت به و ما الذي عنته بكلماتها تلك كيف انها تشعر ، تنعس و الأن فقدت الوعي حتي
يكاد رأسه ينفجر من شدة ما تدفق به من اسئلة و افكار لا يعرف اجابة واحده لها
بحث حوله عن اي شئ يساعده ف إعادتها لوعيها كانت الطبيبة المختصة بالخارج بالفعل و هذا من حسن حظه فماذا سيخبرها ولا يبدو عليه اي مرض حتي ليأتي الي هنا وجد اخيرًا زجاجة عطر تحتفظ بها علي طاولتها الخاصة اخذها سريعًا ليعود لتلك القابعة بالسرير و يبدأ برش البعض فوق يده وضعها امام انفها لكن لا استجابة حتي
اخذ يبحث حوله كالمجنون عن قنينة ماء اتجه الي الحوض الذي تستخدمه الطبيبة ليضع بعض الماء بيديه و يعود ركضًا يمسح علي وجهها
شهقة قوية خرجت منها كأنها عادت للحياة مرة اخري
بدأت بفتح عينيها رؤيتها المشوشة بدأت تتضح بالتدريج حتي بصرت جيدًا قسمات وجهه التي يملئها القلق
"اوليفيا؟"
لم تستطع الاجابة حتي عاد ذلك الصداع مجددا يغزوا رأسها و بقوة اعتدلت بجلستها تمسكت برأسها تضغط عليه لعل ذلك الألم يهدئ و لو قليلًا تجعدت ملامحها اثر ما شعرت به
رمش عدة مرات حينما شعر بألم يحتل رأسه هو ايضًا ليفهم اخيرًا سبب تجعُد ملامحها
تمسك بها ليجذبها الي احضانه دون ان تطلب حتي تشبثت به بقوة لم يسبق ان شعر بها تفعل ذلك ماهما كان ما شعرت به اطلقت اخيرًا لدموعها العنان لتنزل بغزارة حتي بللت سترته لم يبعتد لم يستفهم عن السبب لقد كان يحتاج الي ذلك العناق ايضًا و ليس هي فقط ما لم يستطع البوح به عبر عنه هو ايضًا بدموعه التي اخذت تتدفق مبللة كتفها
ليس و كأنه لا يشعر لا يتألم فقط هو يتعامل مع كل شئ بإيجابية و اشراق يمد من حوله بتلك الهالة السعيدة لكن ماذا عن ما يدور بداخله هو
لم يستطع احد ابدًا معرفة مقدار ما يشعر به كلاهما من الم..
لكن فقط هما يعلمان انهم يتشاركون نفس نوع الآلم
ابتعدت اخيرًا بعد نصف ساعه من البكاء المتواصل احاد بوجهه عنها يكفكف دموعه التي بللت خديه بأكمام سترته
"خذني الي ذلك المنزل جونجداي"
افصحت اخيرًا عن ما كانت تفكر به طوال الوقت الذي بكت فيه
خرجت جملتها مهتزه مصحوبة ببحة احتلت نبرتها اثر البكاء
"اي منزل؟"
تسأل و تعابير الحيرة ترسمت علي وجهه
"ذلك المنزل الذي ذهبنا اليه من قبل برفقة سانا و تشان"
تحمحمت تحاول اعادة نبرتها كما كانت طبيعية
"لما ؟ ماذا رأيتي اعني ما الذي حدث كيف فقدتي وعيك فيا اع.."
قاطعته موقفه اي حديث قد يخرج من فمه واضعه يدها علي شفتيه و هزت رأسها نافيه تشير الي
ان يلتزم الصمت همهمات غير مفهومه صدرت منه و حاول ابعاد يدها
دخلت الطبيبة فاجأه لتشير اوليفيا له برأسها ان هذا ما تقصده
"ماذا تفعل هنا ايها الطالب؟"
عبرت الطبيبة عن صدمتها بوجوده هنا
ابعدت اوليفيا يدها لتسمح له بالحديث
"لقد جئت لأخذ دواء للصداع لكني بخير الأن شكرا لكِ سيدتي تبدين جميله طاب يومك"
اردف كلماته دفعة واحده دون اخذ نفس حتي يبتسم بإتساع ابتسامته المعهودة ثم انحني ليغادر سريعًا قبل ان تسال سؤال اخر
قهقت اوليفيا علي ما فعله سحبها من يدها خلفه توقفت عن القهقه لتتلون وجنتيها باللون الوردي فعلته تلك اثارت شئ ما بداخلها تجهل ماهيته لكن الأمر يعجبها
"احب ملمس تلك اليد الدافئة"
همست بها لنفسها لكنه سمعها كالمعتاد
"يمكنك ان تنعمي بها كما تريدين"
ابتسامة خبيثة ترسمت علي شفتيه لتسعٌل هي و تزداد الحٌمره انتشارًا بوجهها
"سأخذ حقيبتي و لنذهب من هذا الجحيم حسنًا"
برفق اردف جملته لتومأ دون التفوه بحرف

Stuck In A Diary  ||مكتملة||Where stories live. Discover now