انا وَانتَ ، اتعرِف من نحنُ في الحُب؟.
نحنُ من لايترُك سوء الدنيا يقاتهُما.
نحنُ من اجتمعَ كل ماعلَى الارضِ مُحاولاً بمقت تفريقهُما.
ونحنُ من لم نفترق! من عجزا عن الافتراق، فنحنُ لاننتهِي مهما حدثَ، حتى لو اردنا ذلك لن ننتهِي!، لن يطلق الحُب سراح...
اشعُر أحياناً ان ذاتي مدِينة تائِهه الى الابد في جغرافيا المساحات العظيمة، مدينتي انا صغيرة، ومُنزوية، تلتفُ على ذاتها مِثل مهدِ.
كل سكان تلك المدينة مجانين!، الخبازُ يلعنُ الخُبز لكنه لايتوقفُ عن خبزِه وعن تنشِق طحينه في كفِه، الخبازُ هو قلبِي، الذي يلعنُ انحباسهُ في قفصِ لكنه يأبى التوقف عن طرقِ الباب، وبكُل كرمِ يستمر بتغذية الحياة في جسدي.
الشعبُ القلال في هذه المدينة الضيقة لايتوقفون عن سردِ الشعرِ وترتيل الاغنيات، عن التأمُل والتفكير في كل ماهُو موجود، انهم لاينامون، يتمنون، يسهرون، يبكون ويضحكون، ويتيهون في اليأس لكنهم يرتدونَ ملابس الثبات والسرورُ، ايكون الشعبُ مشاعري وقناعاتي؟.
العجائز في المدينة لايسأمون تقديم الخيرِ، حتى مع كامل علمهم ان لا احد يستحقه، ورُبما لا احد سيُسر به أحياناً في عالمِ امتلئ بمسمى الجحودِ قوة، عجائزي هُم ذاكرتي، ورُبما انكساراتي التي تأمل؛ الربُ سيجبرنا حين نجبُر خلقهُ.
والحاكم في هذه المدينة هو أكثرهم جنوناً ، انه يتحدثُ عن مئة موضوع في ذات الثانية التي يِفكر فيها كم يُزعجه تأرجح عقارب الساعة، يتبع تلك العقارب، يتبع البابَ المُطرَف باستياء، يتبعُ الأزرار المُهملة، الغير مُغلقة، يتبع اسخف الامور، ولايتوقف عن الحديث وحشد افكارِه بينما يولي للتفاصيل اهتماماً يُخجلها، يرانا اَحدُهم!.
عقلي المتعب هو الحاكم الكسيح للمدينة الهائمة في حُفرة الظُلمة التعيسة، يُشرق النور هنا لكنه لايصِل لمسامِ مدينتي، وان وصلها فلا يُدفئها، وان ادفأها فليسَ يسكُنها.
الشعبُ هنا مُتعب وباهِت، ازرقُ وكأنه ميت لايتمكن من التحللُ، ميتُ لايعيشُ ولايُعطى فرصة ليفعَل، فيطمر نفسهُ تحت طبقاتِ كثيرة من الثبات المُظلم يُسمى كبرياء.
