الحلقة {٢}

17.3K 344 28
                                    

وسط حريم البلد تنزل ضي مرتدية فستان زفاف جميل وسط الزغاريد واغاني البنات بعد ان صمم جدها ان تذهب بفستان الزفاف وان يقوم بعمل عرس لها في البلد بخلاف الاخر الذي سوف يقام في الإسكندرية مكان معيشة زوجها مازن تنزل ع درجات السلم لتخطف أنفاس الجميع وسط ذهول الجميع من جمالها الراقي يتقدم جدها لأبيها
زين :روح يا ولدي جيب بنتك وسلمها لعريسها
جلال :لا انا مش موافق ع الجوازة دي خلي حد من أخواتها ولا عادل
زين :بتقول ايه عمها واخواتها وانت موجود
جلال :اعتبرني مش موجود انا وولادي مش موجودين
زين :سليم يا ولدي انت كبير أحفادي يا ولدي روح يا ابني هات العروسة من جوا زمنها خلصت عشان تحضر كتب كتابها وأهل البلد يشوفها جنب عريسها قبل ما تمشي
سليم :أمرك يا جدي بس مش الاحسن ان عمي يسلمها لتجاوزها
عادل متدخلا :روح يا بني انت كبير الأحفاد وأسمع كلام جدك
يدخل سليم بعد ان يستأذن من سيدات الدار ويطلب من شمس إحضار ضي
تخرج ضي على أمل أن تجد أبيها واخوها محمود ليسلموها ل زوجها تخرج سريعا متلهفا كأي فتاة لتلك اللحظات مع اهلها ولكنها تتفاجئ بوجود سليم وهي تعرفه من ضهره حتي لتنطق اسمه بهمس ليلتفت ع أثر همسها معقود الحاجبين من ذلك الهمس الذي يحمل الكثير من الحنان
ضي :دكتور سليم هو بابا فين
سليم (وهو في عالم آخر منذ رآها بذلك الفستان شارد بكتله الجمال ): عمي ..اه ..بره
ضي بصوت خافض :يعني انا هخرج مع مين
سليم بتوهان :معايا انا يا ضي
ضي :ليه انت يعني بابا ومحمود مش هيسلموني ل مازن
سليم (بغضب لأنها تذكر اسم رجل آخر ويتكلم مع نفسه انا اللي حصلي من وقت ما شفتك انتي ازاي هتكوني لحد تاني منك لله يا امي ): انا اللي هسلمك لعريسك في مانع ولا مش عجبك مثلا
ضي (تتجمع الدموع في عيونها وتهبط على وجنتيها يتقدم سريعا ليصبح امامها يمسح دموعها ): انتي ليه بتعيطي دلوقتي
ضي بدموع :انا كنت فاكرة ان بابا ..وتنهار بالبكاء يتقدم سليم ويدخلها أحضانه ويربت ع ضهرها لينسي العالم ويقبل جبينها
سليم :عنيكي دي مش مخلوقة الدموع دي مخلوقة للحب يا ضي ..وانا ايه يعني مش مالي عينك يا بنت عمي ولا ايه ده انا حتي حليوة وكل البنات بتموت عليا
ضي (تنتبه ع وضعهم تبتعد عنه مرتبكه وهو يبعد بإحراج ): انا اسفة يا سليم أقصد يا دكتور سليم
سليم بمشاغبة : ليه دكتور ما كنت سليم من شوية وسمعت أرق سليم في الدنيا
ضي بأبتسامة هادئة: انا جاهزة هو خالي جه
سليم :بصراحة مش عارف بس يلا هاتي ايدك الحلوة دي مع اني لو كان علمي بالقمر ده في بيتنا لا يمكن كنت فرطت فيه ابدا أرفضي العريس بلا هم انا متجوز وعارف بلاش يا بنتي
ضي (وهي تفهم مجاملته لها لتنسي موقف والدها): شكرا يا دكتور سليم
سليم :ماشي يا ست ضي اتفضلي بقي ..يمد يده لها وعندما تتلامس يديهم يقف أمام عيونها يحدق في حزنها وعتاب عيونها له ودموع قلب يتهاوي ينازع ليشعر بغصة في قلبه من تلك الدموع المتحجرة في مقلاتيها يسرد في كلام عيونها يتمني لو تتوقف الساعات ليبقي على هذا الحال
.أما هي فتعاتب عيونه كيف لم تراني قبل اليوم هل انا بالفعل جميلة في نظرك ام أنك تجاملني لما تقف تحدق في هكذا لما تركتني لغيرك هذا الجسد لك والروح لك والقلب لك انت وحدك تملك كل ما يخص ضي وليس الاخر لما سليم؟
يأتي فارس ليقاطع كلام العيون هذا قائلا : سليم جدي بيقول يلا المأذون وصل
سليم وهو ينظر إلى الأسفل بارتباك :حالا يلا يا بت عمي
ضي بدموع : اتفضل
ينتهي المأذون من عقد القران بعد ان كان وكيلها جدها وليس أباها وحتي الشاهد كان نفسه من سلمها ل زوجها حبيبها سليم وقع ع آخر ما يجمع بينهم لتتنهد بألم وغصة وهي تراه يقترب منها ويمسك يديها ويسلمها ل مازن
مازن يقترب ويمسك يديها و يقبلها :مبروك يا حبيبتي ان شاء الله اقدر أسعدك
تبتسم ضي وتنظر بخجل أرضا :الله يبارك فيك يا مازن
..أما هو منذ ان خرج شرد في دموعها يحلل كلام عيونها انتبه عندما ناداه جده ليكون شاهد ع العقد ليشعر بوجع في قلبه كان يود التراجع ولكنه لا يستطيع وعندما انتهي وتقدم ليلمس يديها ثانيا ويتمني ان لاتتركه ولكنه تركها للآخر الذي أصبحت هي ملكه ليشعر انه يختنق ولا يعلم ما هذه المشاعر التي اجتاحت كيانه منذ عاد مجددا الي هنا كان قد نسي كل ذلك نسي ذلك الحب الأحمق الذي ما ان علمت أمه به نهرته وطلبت منه الذهاب بعيدا عنها حتي تناسي ذلك الحب ولكن قلبه ما ان لمحها ثانيا عادت ضي قلبه له عليه ان ينهر نفسه فهي أصبحت ملك لآخر وهو أيضا بحب صافي وعليه نسيان الأمر صافي لم تستحق منه خيانة المشاعر ابدا فهي تحبه بكل جوارحها
ينتهي الفرح ويأتي وقت وداع ضي تسلم ع الجميع بفتور ما عدا ضحي وشمس فهم سكن روحها لتدمع كثيرا
زين : بكفاية بقي بكي يا ضي مش كفاية العريس لغي فرح اسكندرية عشان خاطرنا
مازن بأبتسامة : لا يا جدي بتقول ايه حق ضي تفرح وسط اهلها وانا هعمل حفلة كبيرة بعد ما نرجع من شهر العسل
عادل : ربنا يسعدكم يا ولدي حط ضي في عينك دي قلب الحاج زين
مازن : طبعا يا عمي وبعدين دي بنت عمتي يعني عرضي لازم أخاف عليها واحطها فوق رأسي
فارس : بص انا و سليم هنوصلكم للمطار محمود مش تيجي معانا تودع اختك
محمود : معلش بقي اصلي عندي سفر الصبح ولازم أرتاح شوية
ضي بعد سماع أخيها : انا جاهزة يا مازن ، مفيش داعي حد يتعب نفسه خليك يا فارس انت والدكتور تعبناكم طول النهار
فارس :لا ازاي لازم طبعا مش كده يا سليم
سليم ببرود : معاها حق كلنا تعبنا الف مبروك يا بنت عمي يلا يا صافي انا تعبان وعايز أرتاح
تتحرك بدموع خارج المنزل وتركب السيارة هروبا من تلك العائلة بكل أفرادها لتجد مازن بجوارها في السيارة يربت على يديها لتبكي اكثر ليضمها بقوة إليه ويربت ع كتفها
مازن :خلاص يا حبيبتي انتي زعلانة ليه ارتاحتي من اللي بيعملوه معاكي وهترجعي الحياة التي تستحقيها وتقدري تكملي دراستك انا وعدت عمتو نور انك تدخلي الجامعة
ترفع ضي عيونها لتراه قائلة : انت بتتكلم جد يا مازن يعني انا هكمل الجامعة بعد الوقت ده كله
مازن :مش انتي عايزة تكملي
تهز رأسها بالإيجاب :أيوة طبعا عايزة أكمل انا ممكن امتحن كمان مروان كان بيبعتلي الكتب وذاكرتها كويس انا مش عارفة اقولك ايه شكرا يا مازن يارب اقدر اوفي ليك كل اللي بتعمله معايا
مازن بنظرة خبيثة وهو يلدغ خدها قائلا : هتقدري يا ضي هتقدري بس تنسي البلد واللي فيها مفهوم
▪▪ فلاش باك▪▪
مازن :انا هتجوز ضي يعني هتجوزها
سيف (صديق مازن وطبيبه الخاص ): انت كده هتظلمها معاك يا مازن انت ملكش في الجواز
مازن : انت ازاي دكتور وتقولي كده
سيف :انا قبل ما اكون دكتور انا صاحبك انا عارف اني هجرحك بالكلام بس وسختك هي السبب في اللي انت فيه ده لو كنت سبت الكلبة اوليفيا من بدري قبل جوزها ما يعرف مكنش حصل معاك كده بعد الضرب اللي ضربهولك وكأنه بيقولك اتعديت على ممتلكاتي انا بقي هخليك متملكش حاجة
مازن بعضب : ابن الكلب كان بيضرب ويقولي انا مش هخليك راجل تاني ابدا بس انا مش هسيبها ضي هتبقي ملكي عمرها ما هتتكلم ده أهل أبوها مش عايزنها وأمها في إيطاليا مش حاسة بيها يعنى هتكون سجينة في مملكتي هتاخد اسم و مكانة وكمان هتكمل تعليمها هتكون عايزة ايه تاني
سيف : هتكون عايزة زوج يحقق لها حلم أنها تكون ام وده حلم كل بنت
مازن :انا هخليها تنسي الحلم ده
▪▪نهاية فلاش باك▪▪
يتطلع ليجدها نامت علي كتفه يعدل من وضعها ويدخلها أحضانه لينعم هو الآخر بالنوم
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
...في غرفة سليم ..
كان يتحرك كبندول الساعة تدخل صافي تجده على هذه الحالة
صافي :لما انت عارف انك غلطت ليه موصلتهاش هي في حكم شمس اختك كمان يا سليم
سليم برفض قاطع : هي مش شمس واقفلي ع الموضوع ده
صافي :عمرك ما كنت كده البنت كانت في وضع صعب ايه القسوة دي يا سليم
سليم باستهزاء : قسوة فين القسوة دي انا سلمتها ل جوزها وهي خلاص انتهت من عيلتنا
صافي : سليم ايه انتهت دي يعني انا كمان انتهيت من عيلتي عشان اتجوزت انت غريب جدا
سليم : اوف انا خارج هو يوم اسود ..يخرج من الغرفة ويصفع الباب بشدة وسط صدمة صافي من عصبية سليم المفاجئة يتجه إلى الاسطبل يجد الغفير يحاول بشتي الطرق إطعام "سكرة" مهرة ضي
سليم :في ايه عبد الله
عبد الله: سليم بيه يا اهلا عايز الفرس أخرجه
سليم : لا مش عايزة في ايه
عبد الله : ابدا يا بيه دي سكره مهرة الست ضي مش عايزة تأكل
سليم : وهي ضي ليها مهرة من أمتي ده
عبد الله : دي بنت جميلة و برق (حصان سليم الخاص)
سليم : ومين سمح تكون بنت برق للست ضي بقي
عبدالله : الحاج زين هي كانت بتراعي جميلة والبية الكبير أمر أن الولده تكون ليها ومن وقتها وهي المهرة بتاعتها وهي اللي كانت بتأكلها بس لما انشغلت بفرحها والست زهرة أمرت متجيش الاسطبل و سكره مش بتأكل
سليم : طيب روح انت وانا هتصرف معاها
عبد الله :حاضر يا بيه سلام عليكم
سليم محدثا سكره :زعلانة ع صحبتك بس هي مش هترجع تاني مشيت خلاص زي ماجت خطفت قلوب وهربت
يدخل شخص ع سليم قائلا : واضح ان كان في ناس بتكدب ع نفسها كل السنين دي وحب زمان مارحش زي ما قالوا
سليم متفاجئا : مين ...
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
أمام فيلا حديثة الطراز ينزل مازن ممسكا بيد ضي
مازن :يلا يا حبيبتي نورتي بيتك
ضي : مازن ماما و مروان انا مشوفتش حد فيهم
مازن :تعالي بس
يأخذها من يديها ويدخل الفيلا تتفاجئ بحفل اخر في حديقة الفيلا وأمها تستقبلها هي وجدتها و مروان لترتمي في أحضان امها
نور :اياك تبكي المكياج يا روحي انتي زي القمر النهاردة
مروان يأخذها من حضن أمها لحضنه : لا هي قمر وشمس ع طول الخط مبروك يا يا حبيبتي
ضي : ازاي متجيش تاخدني من هناك
مروان وهو يقبل يديها: اسف بس جدتك كانت تعبانة مقدرتش اسيبها
مازن مقاطعا لهم وياخذها من يديها :كفاية أحضان يا عم انت هات مراتي بقي
ضي بضحكة خافته :طيب أسلم على جدتي بس
مازن مبتسما :اتفضلي بس بسرعة عايز اعرفك على اصحابي
ضي متجه الي جدتها : جدتي وحشتيني انتي بخير
ماريا :ابنتي الجميلة ذات العيون الحزينة كيف انتي
ضي :انا بخير جدتي وحشتيني مووووت
ماريا وهي تضرب ع يد ضي برفق : لا أحب الموت لا تقولي ذلك عزيزتي
ضي :حاضر يا جدتي بس مش هتتكلمي مصري بقي الرحمة يا جدتي
ماريا بأبتسامة : حاولت وفشلت حبيبتي ضي قلبك ينزف صغيرتي اتمني ان تكون تلك الحياة مداوة لجروحك يا طفلتي
مازن : اسف جدتي هاخد مراتي شوية
تتحرك ضي مع مازن وما ان خطت اول خطوة حتي توقفت وامسكت يده وهو ينظر متعجبا من تصرفها فهي خجولة دائما
ضي :شكرا يا مازن ان شاء الله اقدر أسعدك زي ما سعدتني النهاردة
مازن يتقدم منها ويقبل يديها وينظر إلى عيونها السحرية : انا اللي لازم أشكرك انك هتكوني جزء من حياتي
سيف مقاطعا لهم :يعني مش عايز تعرفنا ولا ايه مازن متفاخرا بجمال زوجته : ده يا ستي سيف صاحبي واخويا ودي ..
سيف بتوهان :ضي اللي كان لازم توصفها صح يا غبي دي ملكة جمال
مازن :باين اني معرفتش اوصفك صح
سيف بداخله : بقي انتي تبقي مرات العاجز ده انتي تستاهلي كتير يا ضي ايه الجمال و البراءة دي
مازن :سيف سيف انت يا بني ..
سيف منتبها : اسف بس بفكر في حالة عندي في المستشفى جري ايه يا ضي مش عايزة تسمعينا صوتك ولا ايه
ضي بخجل : لا ابدا يا دكتور سيف أنا اتشرفت بمعرفتك
سيف : بتقول دكتور يا مازن الحق هتحترمني
مازن :معلش يا ضي أصله مش واخد ع كده
ضي بأبتسامة دون كلام جعلت ذلك الشخص يدوب في ضحكتها خجلها وجمالها البرئ يتمناها لنفسه و يحقد على صديقه بالرغم من معرفته لحالته الصحية ولكنة يحقد ان تلك الجميلة ستنام بجواره تبتسم له يقبلها يقترب من رحيق روحها جعله يقسم ان يأخذ تلك الجميلة من براثن ذلك المازن العاجز
من الذي اقتحم المكان ع سليم ؟ ماذا ستكون حياة ضي القادمة مع مازن ؟ ماذا سيفعل سيف ليأخذ ضي ؟

ضي قلبي ( بقلم رانيا العربي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن