الحلقة {٣}

14.7K 319 19
                                    

..في الاسطبل..
(عمار)
شاب في الثلاثين من عمره يتميز ببشرة بيضاء وشعر اشقر تشعر أنه ليس صعيدي هو ابن عايدة بنت زين الهواري تربطه علاقة أخوة وصداقة أبدية مع سليم هم أخوة في الرضاعة اكثر شخص قريب من قلب سليم وكاتم اسرار قلب وعقل سليم درسوا سويا في القاهرة حتي عندما قرر سليم السفر الي لندن سافر معه ولكنه درس الهندسة كان معترض على زواجه من صافي لعلمه أنه في حالة نكران عشق ليس أكثر
عمار : كنت بتقول مش بحبها ودلوقت واقف تشكي
سليم : انا مش بشكي يا عمار انا موجوع قوي يا واد عمتي..يقترب عمار من سليم يحتضنه ويربت ع ضهره
عمار : انت اللي فوتها زمان و روحت من كلمة أمك ليك ونسيتها وحبيت واتجوزت يا واد خالي
سليم : انا كنت فاكر اني نسيت طلعت غلطان عارف يا عمار لما شفتها على السلم يوم حنتها كنت بقول معقول دي ضي معقول دي اللي فتها وردة صغيرة عمرها ١٣ سنة عيونها بس جت عليها حسيت قلبي هيقف
عمار بضحكة وهو يخرجه من حضنه : فاكر وقتها قلت هروح ل جدي ضي ليه انا هتجوزها بس يبقي عمرها ١٦سنة
سليم بأبتسامة حزينه : وروحت لقيت امي مسكاني من ايدي وقالت لي ارجع على الجامعة وانسي ضي دي نهائي دي اللي أمها حرقت قلب خالتك وهي هتبقي زيها اختار يا واد عادل انا ولا الست ضي قلتلها لا يا امي انتي طبعا ورجعت الجامعة وكنت اجي وقت ما تكون عند أمها عشان انساها لحد ما سافرت وقابلت صافي وقالتلي معجبه بيك وحصرتني لحد ما تعودت على وجودها في حياتي واتجوزنا بس لحد دلوقتي مش عارف انت ليه مكنتش موافق على جوازي منها
عمار : عشان الوضع اللي احنا فيه دلوقت كان زمان ضي دي مراتك و ضي قلبك زي زمان بس انت اختارت وهي كمان راحت طريق تاني بعيد خلصت قصتكم يا صاحبي
سليم : معاك حق خلصت قصتنا
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
..في فيلا مازن ...
تدخل الغرفة مرتبكة وتكاد تبكي من التوتر ولكن عزمت على ذلك الأمر يدخل مازن ورائها
مازن : شكلك تعبانة ارتاحي وانا هنام في الأوضة التانية
ضي : مازن ممكن نتكلم شوية لو سمحت
مازن : طبعا يا ضي اتفضلي ..اخذها من يديها وجلس على أريكة في الغرفة
ضي بتوتر : مازن انا عارفة اننا يعنى انا قصدت يعني ممكن يعني
مازن : ايه يا بنتي ده كله اؤمر يا قمر انا تحت امرك
ضي : مازن انت اه ابن خالي نادر بس انا وانت يعتبر منعرفش بعض خالص واتجوزنا بسرعة رهيبة يعني اذا ممكن
مازن بنفاذ صبر : اتكلمي يا ضي قولي يا حبيبتي
ضي :ممكن تديني فرصة يعني نعتبر نفسنا مخطوبين فترة لحد ما اتعود عليك وكده
مازن ياخدها في حضنه ويربت على شعرها: وكده انا عايزك تحبيني يا ضي وانا موافق على اي حاجة تريحك يا قلبي بس ممكن طلب أنام جنب خطبتي بس من غير لمس صدقيني وحياتك
ضي : ممكن بس مش دلوقتي ممكن بعد فترة كده
مازن وهو يقبل يديها : حاضر يا ضي القمر أنتي تؤمري يا حبيبتي يلا تصبحي ع خير
ضي : وانت من اهله
بعد ان اغلق الباب
مازن مع نفسه : انتي لازم تحبيني يا ضي عشان متقدريش تسيبيني لو حصل ايه
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
..في غرفة شمس و هاشم..
يأتي هاشم متأخر كعادته وهو تفوح منه رائحة الخمور و روائح العاهرات فهو تغير كثيرا بعد كده من زواجه من شمس بالرغم من حبه الكبير لها ولكنه حبه فقط رغبة في الامتلاك و زهدها وتكون شمس في انتظاره كالعادة وهو يترنح لتساعده على الدخول إلى غرفتهم قبل ان يصل صوته الي جده او ابوه او أبوها
شمس وهي تنزع عنه حذاءه : كل يوم يا هاشم ايه اللي بتعمله في نفسك ده
هاشم :هشش مش عايز صوت عايز أنام
شمس : انا تعبت فين هاشم حبيبى فين حبك يا ابن عمي فين
هاشم :قلت مش عايز صوت ولا امشي و اسيبك
شمس : خلاص يا هاشم نام دلوقت وبعدين نتكلم
هاشم : شاطرة يا قلب هاشم نامي
شمس بأبتسامة استهزاء :قلب هاشم اه
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
..بعد سنة في فيلا مازن ..
تقف تغني وهي تعد الفطور في المطبخ يأتي مازن محتضنها من الخلف
مازن : ضي القمر ابو صوت يجنن بيعمل ايه
ضي : بعمل فطار ل خطيبي ينفع
مازن : قلب مازن انتي انا عندي ليكي مفاجأة حلوة
ضي تلتفت لتكون امامه : خير يا مازن اوعي تقول هنسافر ل ماما تاني انا عارفة في السنة دي سافرنا كتير وانت معطل شغلك عشاني لو دي المفاجأة مش عايزة
مازن : ولو قلت وافقت ع المصنع اللي هشارك فيه في الصعيد في نجع هواره ايه رأيك
ضي وهي تقفز كطفلة :بجد يعني هتعمل مصنع تجميع الفواكة والخضار هناك دي هيبقي مشروع هايل وهيخدم ناس كتير وكمان هيشغل ناس كتير ربنا يجزيك خير يا مازن
مازن وهو يقبل رأسها : ويخليكي ليا يا روحي يلا بقي عشان هنسافر وكمان اشتريت فيلا قريبة من قصر الهواري وهنبقي بين هنا وهناك اظن طلباتك أوامر يا حبيبتي.خلصتي انتي كورس إدارة الأعمال وبقينا جامدين اوي وهتشتغلي مع حبيبك مازن في المصنع وعارف انك محتاجة تشوفي تؤام الروح بتوعك الثلاثي المرح
ضي بأمتنان : شكرا يا مازن انت مش عارف انا حاسة ان شمس و ضحي وحشني ازاي مش مصدقه انه جدي فعلا هيكسر قلب فارس و ضحي كده
مازن : معلش كله هيتحل خلينا نفطر بسرعة عشان نوصل بدري
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
...في فيلا سليم ...
ع مائدة الطعام يقرأ ع الهاتف ويتابع عمله و صافي تلعب بالطعام
صافي : انا مش عايزة أسافر
سليم : يا صباح النكد خير بقي يا حبيبتي ليه مش عايزة انتي مش عارفة اني خلاص هفتح مستشفى هناك وهبقي معظم الوقت هناك لازم تتعودي ع وجودنا هناك
صافي :بس مامتك بقي وحوار الخلفة
سليم :اطمني انا هقولها اننا متفقين ع التأجيل ارتاحتي وهحذرهم حد يتكلم معاكي ها قولتي ايه
صافي تقترب وتضع قبلة ع وجنته : ربنا يخليك ليا يا حبيبي انا بس مش بحب النكد والكلام الكتير ودي حاجه شخصية ومحدش ليه عندنا حاجة ،انا هقوم أحضر الشنط
سليم بعد ان تتحرك :نفس افهم تحولات الستات في الثانية الواحدة الصبر من عندك يا رب
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
..في نجع هواره يجلس زين يتوسط أبناءه يناقشوا مشاكل النجع ومشكلة الأرض الجديدة التي أصبحت نزاع وعداء مع عائلة الشرقاوي التي تسعي دائما لزرع الفوضى في البلد ليصبحوا هم أسياد البلد
زين : وبعدين بقي في العيلة الفقر دي مش عايزة غير الخراب
عادل :لو كنت وافقت على النسب كنا خلصنا من المشاكل دي
جلال باستنكار :انت بتقول ايه جنيت ولا ايه عايز ضي تبقي مرات ناصر الشرقاوي
عادل : وعجبك المشاكل دي اياك
جلال بصوت عالي :أيوة عاجبني قوي كمان إلا بتي يا عادل ارميها في النار بأيدي
عادل وهو يقف ليواجه أخوه : دلوقت بقت بنتك مش دي اللي رميتها ل زهرة و شادية يخلوها زي الخادمة وكل الناس تبهدل فيها
زين وهو يقبض على عصاه بغضب : انت بتقول ايه يا عادل خدامة ايه
عادل بتسأف: اسف يا حاج بس دي الحقيقة ضي كانت فى البيت ده مش اكتر من خدامة وحتي كانت بتراعي المواشي يا ابويا و كمان تخلص كل ده قبل ما انت ترجع ولو حاولت مجرد أنها تفكر تقولك كان جلال بيه ومراته حتي مع الأسف مراتي كمان يضربوها ويمكن يحرموها من الوكل والشرب كمان هو انت فاكر هربت ليه ع السطوح من القهرة اللي كانت بتشوفها وعايشاها انا عارف اني غلطان بس اذا كان أبوها راضي بكده اعمل ايه انا
زين بغضب : تقولي يا كبير عيالي ولا تسيب البت عايشة مقهورة سنين عشان اكده فرحت أنها هتجوز غير سليم
عادل : أيوة عشان ابني مكنش هيحميها من أمه وأبوها وكانت هتفضل زي ما هي
زين وهو ينظر إلى جلال بيأس : للدرجة دي بتكره بنتك يا جلال الحمد لله ان ربنا كرمها وبعدت عنك
جلال وهو ينظر إلى أخوه بغضب :مش مسامحك ع اللي عملته يا عادل
عادل : هو الحق بيزعل يا ولد ابوي حقك عليا
سليم وهو يدخل عليهم : خير يا ابويا في ايه يا عمي ابويا مزعلك ولا ايه
جلال : ابدا يا ولدي بس بيقول أنه كنا نجوز ضي ل ناصر الشرقاوي عشان نتقي المشاكل فزعلت منه
سليم وهو عاقد حاجبيه من الصدمة :فعلا حقك تزعل يا عمي وتاخد على خاطرك كمان
جلال : خلاص يا ولدي احنا اخوات مهما كان
زين :اقعد يا زين حمد لله على سلامتك يا غالي
سليم وهو يقبل رأس جده : تسلم يا جدي ،كيفك يا ابويا
عادل :بخير يا ولدي
خضرة الخدامة تدخل عليهم المجلس : حاج زين الست ضي و جوزها جم بره
زين بأبتسامة :ضي قلبي هنا دخليهم يا بت بسرعة
تدخل ضي شبة راكضة الي المجلس لتتجه الي حضن جدها وهو يغمرها بشوق فهي لها قدر كبير في قلبه من الحب ،يقف ذلك العاشق يرأها بعد سنة تلك الغزال الشارد ذات العيون البراقة والشعر الأسود الطويل الذي ينساب من ذلك الحجاب الفضفاض الذي تضعه بإهمال كاتباع لأصول البلد ووجهها البرئ وهي تقبل جدها بشوق يخطف القلوب ويجلب الغيرة لقلبه التعس الذي لا يستطيع ان يلمسها والا كانت الآن بين احضانه ليبث لها كل شوق وألم وعتاب ليفيق من شروده ع صوتها مع جده
ضي :جدو حبيبي وحشتني اوي صحتك عامله ايه
زين :ضي قلبي انتي اتوحشتك قوي كل ده سنة يا بت قلبي انتي
ضي وهي تقبل رأسه :حقك عليا اسفة انا جيت أهو وهتزهق مني
زين : مقدرش ازهق منك يا بنتي مش هتسلمي ع ابوكي وعمك وواد معك
ضي وهي تقبل يد جلال : إزاي حضرتك
جلال وهو يسحب يده سريعا :بخير أنتي زينه
ضي وهي تهز رأسها بالإيجاب:الحمد لله بخير
عادل وهو يفتح ذراعيه لها :تعالي يا بت ولا الاحضان لجدك بس
ضي وهي تبتسم وممتنه لأنه الوحيد الذي أوصي مازن عليها حتي لو كانت تلك المشاعر ظاهرية ولكنها ترفع من شأنها أمام زوجها :لا طبعا يا عمي أحلي حضن لاحلي عمو عادل في الدنيا
عادل وهي في حضنه :انتي بخير يا بت
ضي :بخير يا عمي الحمد لله
مازن متدخلا : متخفش حضرتك ضي في عيني
زين :معلش يا ولدي تعالي اتفضل نورت البلد
مازن :منورة بأهلها يا جدي ويسلم على الجميع ويجلس وتجلس ضي بجواره أخذ يشرح مازن عن فكرة المشروع واقامتهم في الفيلا المجاورة
عادل :الحمد لله أنك انت اللي اخدت الفيلا دي عشان ناصر الشرقاوي كان عايزها ،بت يا ضي مسلمتيش ليه ع سليم ولا مازن منعك
مازن مقاطعا :اكيد لا طبعا وبعدين سليم هو اللي سلمني ضي يعني اخوها الكبير قومي يا ضي سلمي
ضي تتجه نحو وهو جالس في اخر القاعة ودقات قلوبهم أصواتها تصل عنان السماء وهي تنظر إلى الأسفل وتقف امامه أصبح وجهها يشبه حبات الكرز التي تود القطف وتعض ع شفايفها
ضي بصوت خافض :ازيك يا دكتور سليم
سليم بهيام : الحمد لله وانتي يا ضي بخير
تهز رأسها بالإيجاب و تتجه نحو الباب سريعا وهي تقول :انا طالعة اشوف البنات و جدتي
سليم لنفسه :حرام عليكي خليكي شويه وحشتيني عنيكي وشفايفك اللي عايزة الضرب من كتر عضك فيهم وخدودك اللي نفسى المسهم ولا شعرك اعمل ايه اتحمل ازاي بقي انك بقيتي لغيري يا اول حب في عمري
نرجع لزين والبقية
جلال :ع كده انت مشارك مين بقي هنا في المصنع ده يا مازن
مازن :مشارك ناصر الشرقاوي اللي كنتوا بتتكلموا عليه من شوية
عادل : اباه يا خراب الخراب سبت كل الناس ملقتش غير العيلة الفقر دي
مازن :هو في مشكلة ولا حاجة
زين :أيوة يا ولدي في مشاكل مش مشكلة واحدة
مازن : ممكن اعرف واحدة من المشاكل دي
سليم بأندفاع : علي سبيل المثال انه ناصر ده كان عايز يتجوز ضي
...ستوب ..

ضي قلبي ( بقلم رانيا العربي)Where stories live. Discover now