مطلع

646 77 10
                                    


النقد هو عملية إبداعية، تهدف غالبًا لاستئصال الأخطاء، تهتف للمثالية، أو اللفظ الأشد قربًا لها، النقد أشبه بآلة تجوب الأعمال جزًا كي تبر كل إرب شاذ ينافي الاكتمال من وجهة نظر الناقد ذاته.

والنقد الأدبي له مفهوم يتداوله الكثير، مفهوم يحمل النقد بين سطوره ويشرحه بسبل عامة ألا وهو: فن تفسير الأعمال الأدبية، وهو محاولة منضبطة يشترك فيها ذوق الناقد وفكره، للكشف عن مواطن الجمال أو القبح في الأعمال الأدبية.

والناقد هو من ينقد تلك الأعمال الأدبية، هو المتحكم بالآلة وبأساس عملها، يُسيرها حسب إرادته، هو شخص مختص بالنقد، يفقه عنه الكثير ويقوى على نقد عملٍ أدبي واستئصال عيوبه وميزاته بطرق مغايرة، قد تكون بناءة وقد تغدو هدامة، والأمر بكامله يرتكز على عاتق الناقد وأسلوبه.

كما أن النقد يحوز على بعض السلبيات وتقبع وتستكين غالبها في الصنف الهدام منه، وغالبًا ما يرتكز كتّاب هذا الصنف على أسلوب «التجريح» ويعتمدون على «عدم الإنصاف» هم يشبهون كثيرًا الجان الذي يلاحق فريسته، وهو جان مغاير تقريبًا، فبدلًا من إبادة فريسته وبطش روحها فهو سيغتالها في موقعة الكلمات، وهذا قطعًا ليس بالحسن أو الجيد، فكتّاب هذا النوع يرتكزون في نقدهم كثيرًا على الآراء الشخصية، أو التعصب لفكرةٍ ما، ودونه الكثير؛ لذا ما اجتمع عليه غالبية النقاد هو «النقد البناء».

والذي يميل غالبًا إلى عرض محاسن الرواية وما يعيبها بالطريقة المثلى، فيبرز الناقد الإيجابيات كرة، والسلبيات كرة، وحينما يبرز السلبيات فهو لن يتكيء على بث السلبية وسط حروفه، وإنما سيتوكأ على الأسلوب الرسمي الميال لوضع الحلول في حالة بروز المشكلات.

وتذكروا دائمًا أن الناقد لا يجدر به أبدًا أن يتوكأ على الأسلوب الهدام في عرض رأيه، فحينها قطعًا لا يصح أن يُطلق عليه ناقدًا.

وفي كتابنا هنا سنعرفكم عن النقد ونقاده، سنأخذكم لثنايا حيواتهم، وسيرتهم، سنتسامر سويًا عن أعمالهم، وسنتشارك المحبب لقلوبنا منهم، سنفخر كرةً بإنجازاتهم، وكرة ننغمس في نصائحهم، سنشرحها، ونتبادل الآراء حولها، في كتابنا هذا سنفعل الكثير.

مقبع النقاد.
قريبًا…

مقبع النقادWhere stories live. Discover now