" 33 "

832 58 262
                                    

عِندما لا تكون معنا أرواحٌ نُحبها :نُهزم



___________________

- كتابة تايهيونق -
______________________





.
.

لأول مرة كنت اسافر وقلبي يبتسم قبل ملامح وجهي.. ذلك الشعور عندما تراودك السعادة الكبيرة فتظن ان هناك سرب فراشات يُدغدغ دواخلك فيضحك وجهك بسبب ما يشعر

ولكن أنا.. لم اشعر بسرب الفراشات هذا بل شعرت ان قلبي تحول لـ عنقاء، ذلك الطائر الذي يموت و يُحيى مجدداً من داخل رماده

قلبي كان يموت بكل مرة اركب بها القطار و اجلس قرب النافذة ارى تغير الطرق و تَبدُل الطقوس و شمس تشرق وتعود لتغرب فيحل مكانها قمرٌ ساطع تارة يضيء السكك الحديدية و تارةٌ أخرى يختبئ خلف السحُب الكثيفة

اموت غيرةً من الاحباء المسافرون، شوق، تعب، للِقاء، لهفة، لعناق ايدي دافئ، لقُبلة شبقة في داخل حُجرة القطار الدافئة الضيقة ..يحترق قلبي و يغدو قطعة نارية تموع داخل صدري يسقط رماده بداخلي و أكح بصوت مكتوم فيخرج دخانه من داخل فمي فيظنه البعض انه بفعل الطقس البارد، فأجلس اخبط عليه ليهدأ الى ان نصل للبحريتين فتُطفئ نيرانه و تُقبل مكان الجروح

وهذه المرة كنت سعيد لأني اسافر معه ، متشابكين الايادي، بحقيبة مختلطة بثيابنا ممتزجة برائحة الياسمين و الصنوبر، خاتمان يزينان كفوف ايدينا لتزيد من لمعان ايديه الذهبية، كنت اطير لا اسير... اريد ان اركب و اصل لزهرة خريفي و اعرفها على زَوجي الحبيب و ملاك رَبيعي ..فخرج قلبي كالعنقاء المتمردة الصاخبة بلونها الذهبي المُحمر تريد ان تكسر قفصِ الصَدري و تُحلق لتبهر العالم بألونها العاشقة المنقوش فوق ريشها الاحمر اسمٌ ذهبي ( جيمين )

لم اشعر بالوقت ولا بالمحطات التي وقف بها القطار ولا الحدود التي تخطيناها، رأيت الشمس ترتفع فيما وراء التلال فغدا المشهد جميلاً و مُبهجاً رغم كثافة جليد الشتاء ولكن لأشعة الشمس رأيٌ اخر فهي تذوبه قبل ان تذوب هي و تختفي في حلكة الليل ، انا اكره الصيف فهو يُصيب جسدي بالحكة بسبب حرارته و يجعلني مُختنقاً، و اكره الشتاء بسبب اطرافي المُثلجة والكسل الذي يصيب بدني ، حتى اني اكره الربيع بسبب الحساسية الموسمية التي تصيبني بسبب انتشار الغبار الذي ينتج عن تفتح الازهار فينتشر به تلقيحها، و حتى الخريف رغم حُبي الشديد لألوانه المُتعددة الهادئة الا ان هوائه المكتوم كان يصيبني بالغثيان

لم اكره هذه الفصول بالمعنى الحرفي ولكن اكره ما يُصيبني بها و يتعب جسدي... ولكن حين بعث الرب ملاكه لحياتي اصبحت شاكراً لكل شيء حتى و ان كنت سأموت بعد ان يتجمع فوق رأسي هذه الفصول الأربعة و يبرحوني ضرباً سأبتسم.، فكيف لي ان اكون ناكراً لهدية الرب ليّ؟ سأضم يدي لصدري كُل ثانية و اشكره لأنه اعطاني ملاكٌ يجمع حلاوة و ايجابية الفصول الأربعة كلها و يمحي سلبياتها



 ‏mångata مونچوتا 1930 (VMIN)Where stories live. Discover now