"39"

1.5K 63 125
                                    

"بساتين الورد ذبلت اين انت ايها الساقي؟
.
.

.

.


____________

_ كتابة كيم جيمين _


..
ها أنا اكتب لك مُجدداً بحزن بل حزينٌ ككل مرة

مُمزقٌ انا ببعدك عني و اشعر بالهلع لحقيقة رحليك الأبدي هذا

رحيلك ليس بالأمر العادي ابداً يا رجُلي الوحيد بل كان قاتلاً لشغفي، لأملي، لسعادتي

لم اكتفي منك بعد ولم اشبع عيناي اكثر بتفاصيلك و سُلبت منيّ بغمضة عَينّ

اتعلم..مُنذ فترة طويلة جداً لم اتذوق طعم السُكر و حلاوته، توقفت عن تناول المعجنات التي تحتوي على  نسبة من السكر و لو قليلاً، حتى اني ارتشف الشاي مُراً و القهوة داكنة لاذعة مرارتها تشبه مرارة الحنظل.. اتعلم لماذا ياروح قلبِ المفقودة؟!

لأن لا شيء حلوّاً بالحياة بعدك و لا يوجد هناك ماهو مسكر كالعسل مثل ريقك

ولكن بالأمس تناولت مكعبات السكر شعرت حينها كأول مرة اكلت بها السكر ، كنت تقريباً بالخامسة  او السادسة من عُمري او ربما اكبر بقليل لا اتذكر ، كنت بباريس انذاك ورافقت والديّ الى مقهى يقع على الجانب الآخر من منطقتنا، كنت خرجت معه لنجلب بعض ادوات النحت ليمارس والدي هوايته في قبو منزلنا الكبير بعيداً عن اجواء العمل و مجتمع الاغنياء المزيف الغريب و حديث والدتي المستفز له بعض الأحيان

كنا نجلس بالخارج عند المنعطف الخاص بالمقهى والدي قام بشراء كرواسون لذيذ محشو بشكولاتة البندق و حينها رأيت اطفالاً يركضون بسعادة  يحملون مكعبات تبدوا كحلوى مُغلفة بأكياس ملونة اشعة الشمس كانت تتجه نحوها بشكل مغري لعيناي التي ظلت تتبع ايادي الاطفال كقط ضال يتتبع خطوات المارة وهم يحملون مأكولات دسمة ينتظر بلهفة اسفلهم ليأخذ بعض الفتات الساقط منهم يسد به جوعه

شعرت بكف والدي يربت على ظهري فألتفت له رأيته يبتسم لي بحب كبير، دائماً ما كان أبي ينظر لي برقة وحب يخشى علي من كل شيء بالحياة و يريد ان يجلب لي العالم كله بين كفاي

"ما الشيء المُبهر لهذا الحد الذي جعل عصفوري الصغير يترك طعامه و يتتبعه؟ "

كان يلقبني بـ ' العصفور ' يقول دائماً بأني اشبههم ابحث عن الحرية و لكن بني آدم يحاولون سلبها منه، عصفور يحب الحياة و يفرح بالمطر يركض بين البشر و لا يبالي بصغر حجمه تحت ارجلهم لانه حين يحس بالخطر سيرتفع بأجنحته، يصادق الطيور و النحل و الفراشات و يصاحب الحيوانات و يقف ليغرد و ينشد فوق نوافذ البيوت، لطيف و صغير ذو مظهر خلاب

"لا شيء، فقط انظر لهم "

"هل تريد اللعب معهم ام تريد من الذي يحملوه بأيديهم همم؟ "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 29, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 ‏mångata مونچوتا 1930 (VMIN)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن