عايِزة عرِيس.ج١+٢

١

[ الفصل الأوُل]_ عايزة عريس جُزء ٢

_______

" يادبلة الخُطوبة عُقبالنا كُلِنا".

مَشهد أعتيادي، فُستان جميل تتأنقهُ الفتاة وبدلة العريس التي دفع الكثير لأجلها، وضيوف وزوار وكل ذلك، لأجل أن يرتدوا الخواتم والرقص ..

وهيّ كعادتها تنظُر من شباك غُرفتها في حُزنٍ وحيرة، وبيدِيها سندوتشَ تتعشى قبل الجميع، وتقطم منهُ قطمة لتفرغ طاقتها التعيسة..

_" آيــــة".

صوت والدتها يجعلها تتمَلمل في وقفتها، لتنظُر إلى العريس وعروستهُ بشفقةٍ على نفسها، لتغلق النافذة
وتهرع لترى ماذا تُريد والدتها!

_" أفندم ياماما".
قالتها وهي تضُم كفها على بطنها، لأنها تعلم ماذا ستفعل الآن، ستخبرها:" صحبتك اللي هي أصغر منك أتجوزت وأنتِ لسه قاعدالي! ". ثُم بحرك خاطفة تضرب بباطن كفها على بطـن آية أوُ كما يُسمى 'كِرشها الصغير'

ولم يخب ظنّها فعلت كما تذكرت، لتجلس آية بجُوارها تقول وهي تنظُر إليها :
- ياماما يا حبيبتي، هُو أنا قولت للعريس لأ، أبدًا
أنا أصلاً مجاليش عرسان علشان أرفض أوأوافق!

ولكن هل آية حزينة، لا ليست كذلك كُليّا، ولكَن " نادية" والدتها هي الحزينة، زوجت ابنتها الصُغرى 'بسمة' وزوجت ابنها الآخر والذي أصغر من آية بكثير ..
حزينة على ابنتها، حزينة بأنها لم تعد ترى إبتسامتها الفاتنة والجميلة حين تخبرها بأن صديقتها ستتزوجَ ..
أملاً في أن تزُف بعدها ولكَن ليس هُناك عريس على البابِ.

لترُبت نادية على كف ابنتها قائلة بحنان:
- عارفة أنك زعلانة بسِ لو تسمعي كلامي وتقلعيّ الخُّ..

وقبل أن تكمل جملتها، بُركان من الغضبَ ثار بداخلها، لتزفر الهواء بغضبٍ وحدة وتهتف بعصبيتها:
- ماما لو جبتي سيرة الموضوع ده تاني، أنا مش هسكُت
إيه اللي عايزاني أقلعه، عايزاني أقلع الخُمار، ولو قلعت هيفرق إيـهِ، بالطَريقة دِي هيجيلي عرسان برائيك؟!

- آه يا آية، ياحبيبتي اللي يشُوفك يقول إنك عندك أكتر من تلاتين سنة، وكمان يفتكروكِ أصلاً متجُوزة ومخلفة!

لتقول آية بعد أن جلست بالآريكة :
- علشان هُما ناس جهلّة، ياماما ربنا عمرهُ مابيتمنى لإي عبد سوءِ، وأنا ربنا هداني ولبستهُ وبقالي عشر سنين لابساه.. و..
لتقَاطِعها وهي تجلس قبالتها:
- أنتِ مش شايفة نفسك في المرآية، أنتِ قمر يا آية، في البيت شكل وبرا شكل تانيّ خالص، مش شايفة أن الفستان مخليكِ مكعبرة زيادة عن اللزُوم ومش شايفة صحباتك بيلبسوا إيهِ .. إمبارح أنتِ كملتِ تلاتين سنة، عارفة يعني إيه تلاتين سنة يا آية، يعني فرصتك أنك تتجوزي بتقل.. وكمان الخلفة .. وأنا طُول عمري نفسي أشوف عيّالك.