الفصـل الثانِي عشر.

8.8K 364 72
                                    

#عايزة_عريس
#أماني_طارق

الفصـل الثاني عشـر
_الخاتمـة.

____

كانت آيـة تنظُر للأوراق بشرُود ولكـن قاطـعها صُوت يتحدِث إليهـا قائِلاً:
- آنسـة آية؟!
رفعت عينيهـا لهُ لتجد بإنهُ آدم الذي قدمت لهُ عروسة بدلاً عنها، إبتسمت لهُ قائِلة:
- أزِيك يا أسُتاذ آدم وأزِاي والدتك؟
=كُلنا بخير والحمدلله، كُنت جاي علشان أعزِمك على الفرح، هُو بكِرة .
لترِدَف مبتـسمة بِبَشاشِة:
- حاضـر إن شاء الله هاجِي وأنا أهلي.

رحِل لتنظُر للأوراق بغضب قليلاً، نظرت حُولها لتجد الجميع مكاتبهُم فارغة إلا بوريقات بسيطِة، تعلم بأن مُدِيرها يستغل بأنهَا لاتشتكِي وليس لدِيها أي ألتزمات كآسرُة أو عائِلة تخدِمها، ولطالمَّا ما كان يؤذِيها وهُو لايعلم!
نهضت من المكتب وحمل نِصفهـم وإتجهت صُوب مكتب المُدِير، تطِرقهُ وتفتح على الفُور نظِر إليها توفيق بحدِة من تصرفها الهمجِي!
ألقت الأوُراق على المكتِب قائٓلة بنبرة ثابتـة:
- أتفضـل يا أستاذ توفيق .. أنا مِش آلة علشان تستحمل كمية الشغُل ده!
- انتِ عُمرك ما أشتكِيتي إيه اللي أتغير دِلوقتي؟
هتفت بهدِوُء وثبات في نِبرتها:
- علشان أنـا تعبت .. مبقاش فيَّا حِيل أستحمل لكُل ده، أنا ورا..
قاطـعها بهُدِوء وبصُوته الأجِش:
- أنتِ معندِكيش أي إلتزمات يا آنسة آية، كمان أنت خدتي من أجازتك أسبُوع بدُون سبب وجيهِ!
رفعت حاجِبها بتعجُب وإستنكار:
- لمجُرد أني معندِيش ألتزمات يبقى ميدِكش ألحق تشغلني أكِتر من غيري بس أنا اللي غلطـانة .
خلعت كارت التعريف خاصتـها وألقتهُ على المكتب قائِلة:
- خلاص مبقاش ليا كمان هِنا إلتزمات.
أغلقت الباب بعُنِـف وهي تشعُر بقلبها يؤلمهـا بشدِة، وضعت أشياء عملها على صندِوُق ورحلت دُون أن تعلم رأيهُ عن أستقالتها ..

___

وصلت للمنزِل حَاوُلت أن تبتسم لتخفي حُزنها وتعبها الشدِيد، لتجِلس بجانِب محُسن الذي كان يشاهد التلفـاز، هتفت لهُ:
- ماتحُول وتجيب اي حاجة بدِل الماتش
- ليه بِس ده الماتش حِلو ومفهُوش اي ملل.
هتفت لهُ بهدِوء تجاهد بالا تظهُر غضبها:
- معلش يامُحسن هاجِي عليك أنت والماتش جيب اي مُسلسل او برنامج غير الماتش.
= لأ الماتـش ..
لتقاطـعهُ بغضب:
- خلاص ياعم محسن .. خليك في الماتش بتاعك انا غلطانة اني قاعدة اصلا هنا.
أغلقت الباب بعُنف، لتجري نادِية الى الصالون قائِلة لهُ بتساءُل:
- إيه اللي حصل لكُل ده؟!
= واللهِ ما أعرف لقيتها فجـأة أتعصبت لما ماردِتش أحُول القناة.
تنهـدِت نادِية بحُزن على حال إبنتهـا البكِـر، تعلم بإنها تشعُر بالآلم بقلبِهـا ولكِن هذا القدِر وهذهِ مُعاناتهُ دائمـاً.

____

كان مكتب يُوسف مفتُوح الستائر لذلك كان مُتاح إليهِ أن يرى جميع المُوظفين بالإضافة لمكتب {جيهـان}
لاحظِ توُدد مسعد معها وإبتسامتها الخجِلة معهُ، تذكِر لقائهُ بآيـة وأحادِيثهـا التي دائمِاً ما لايُريد أن تنتهيّ، لاحظِ كف مُسعد أمام عينيهِ ليفق من شُرودهُ متنهدًِا بحسرة وعجِز!
هتف مُسعد بقلق:
- مالك يا يُوسف، بقتَ بتشردِ كتير الأيام دِي ومِش مركز معانا، لسـه بتفكِر بـ آية؟!
هزِ رأسهُ مجيبًا بهُدِوء:
= كانت زعلانة يامُسعد، هايدِي قصدت تقُول كده علشان تحرجهـا!
ليهتف مُسعد بتساءُل وفُضول:
- حِبيتها يايُوسف؟!
ليبتسـم رُغماً عنهُ بإتساع وهُو يشردُ بكفهُ قائِلاً بحُزِن يتخلل نبرتهُ المتحشِرجـة:
= آه يامُسعد، آية خلتني أهتم بيها .. إنسامة بسيطِة وجمِيلة، مُمكن رِبنا خلاها تعلم الإعلان ده علشان أشُوفها! أنا بِس خايف من ردِ فعلها هتكُّون عامِلة إيـهِ!
- فاكِر مُمكن ترفُضك؟!
هـزِ رأسهُ نافياً قائِلاً بثقـة:
= لأ يامُسعد هي حِبتني، بس أنا كدِبت نِفسي، أنا خايف إنها تعبت من كُل حاجِة .. خايف تكُون فاكِرة أخر حاجة ومترضاشِ تشُوفني من تانيِّ.
وضـع مُسعـد كِفهُ العريض على كتف يُوسف قائِلاً:
- بس أنا أعِرف يُوسف اللي مبيخفشِ وبيواجِه بس، أتقدِملها وإن شاء الله رِبنا يكِتب الصُلح مابينكُم علطُول.
= يارب.

عايِزة عرِيس.ج١+٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن