12

634 24 19
                                    

الفصل الثاني عشر- عايزة عريس ج2.

[إستكانة روُح].

***

~~~ آيــة~~~

حاولتُ الولوج إلى مكانٍ أستطع أن أتمسك بجسدي به، رؤيتهما سويًا ألهبت قلبي وروحي، شعرت وكأن قلبي وُضع في طياته جمرة مُلتهبة، ويجب علي أن أتحمل آلماها وحدي .. كانت تتمسك به بشدة وهو بقُربها يتنفس عطرها..

لم اشعر بهبوط دموعي لولا خالتي التي وضعت كفها الرقيق تمسح وجهي، وتقول بحنانها وصوتها المُتحشرج من البُكاء:

-       أدعيله يا آية يقوم بالسلامة.

وأرتمت بصدري تبكي قلقًا، كم كانت تعلم ذلك الحُب الذي يسكُن قلب خالتي لم يمل يومًا ليندثر، مسحتُ على ظهرها أرفق بها .. وأقول وعيناي تلمعان بضباب وارى يوسف وخطيبته:

-       ربنا يقومه بالسلامة ياخالتو..

وقلبي يقُول: ويُشفي صدري من عليل حُبهُ. ويرفق بي .

أعترف بأنني حاولت العديد كُره يوسف، ولكن لم أستطع .. كيف أكرهه وكل ذكرياتي التي ضمَّت بسمتي وضحكاتي هو بينها..

ونظراتهُ التي لم تخلو من حُب ظننته حبا ولكنه لم يكن إلا شفقة، وذلك المشهد الذي أمامي أكد لي، هو يحُبها هيِّ وحدها، وأنا وحدي في حبه العتيق..

تلك الضمة التي أستكانت بصدرهُ، تمنيت لو أستكانت روحي بداخله، وكأنني أضمّ قلبه هو وحده ..

ولكن الليلة أكدت بأن أحلامي سرب من الأوهام، وأن حُبي الذي ظل بداخل قلبي سينُتشل حين يضم خاتمه أصبعها للأبد ..

وذلك زادني ألماً،يا الله كيف لي أن أراه مع أخُرى؟ كيف لي أن أراه يضمها لصدرهُ دون أن يشتعل كياني..

أغلقت عيناي محاولة مُحوهم من ناظري، وأقول لنفسي بأن الله إذا رزقني برجل يحُبني أضعافا مضاعفة، لـ وهبت لهُ قلبي دون تردد .. رغم علمي الشديد بأن حُبي ليوسف، سيكون مميزًا داخل طياتي ..

أبتعدت سيرين عن حضن يوسف وهي تمسح دموعها، وتحدثا بأمرٍ لم أستمع إليه لبُعدهما عني، ولكني حاولت ألا أسترق السمع.. يكفي وجعا إلى هنا ..

وفجأة جَّالت نظراته إليِّ، أزدادتُ إضطرابا أكثر حين وجدت حاجبيها منعقدين باعتراض وإنزعاج شديدين، ابتلعت ريقي في قلق ..

مسحت خالتي على حجابي قائلة بطيبة وحنان:

-       أكيد تعبانة يا آية .. هخلي يوسف يوصلك للبيت ترتاحي.

-       لا بلاش يا خالتو، خليني جمبك ولما عمو يفوق نبقى نوصل سوا..

أعترض خالتي تقول:

-       الدكتور كان لسه هنا ياحبيبتي وقال لسه مؤشراته في حالة خطرة، مفيش فايدة من وجودك دلوقتي روحي نامي شوية وتعالي لما ترتاحي..

عايِزة عرِيس.ج١+٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن