10

474 29 6
                                    

الحلقة العاشرة من رواية عايزة عريس جُزء ثانٍ

¡Ay! Esta imagen no sigue nuestras pautas de contenido. Para continuar la publicación, intente quitarla o subir otra.

الحلقة العاشرة من رواية عايزة عريس جُزء ثانٍ.
________
ألا وإن في الحُب لحظة..
تَقسم الدُنيا بأعين أحباءها.
____
_ إيه رائيك يا آية؟
صدح صوت محسن يخُرجها من شُتاتها، لازال عبير حلمي بالاجواء، لازالت كلماتهُ تنوح بصدرها .. وقلبها يقفز هلاعا، أليس من المفترض أن تشعر بسعادة غامرة؟ جاء ليتقدم لها، طالبا يدها للزواج ..
- انا مليش رائ يامحسن، بابا نكلمه وهو اللي يقولي أعمل إيه!
وعينيها تجولت إلى عيناى والدتها والتي شعرت بذبذباتها واضطرابها المُفرط ..تلك الفكرة التي تأتيها كلما تذكرت قربه لها شعرت بالغثيان .. هو ليس بشخص سيء ولكنه لايجعل قلبها ينبض إلا قلقا وحرجا .. وبعض الغضب، لازال بقلبها غصة مما فعل بها سابقا وإحراجه لها الذي لم يؤلمها فقط بل زاد من جُرح انوثتها .. ولكنه الآن يعترف بأنها جميلة وايضا كان أحمقا حين صرح بتلك الكلمات ..
ولكنها كانت لحظة ولازالت محفورة باصدافها، لازالت تتذكرها بين طيات عينيها وقلبها .. شعرت بجسد يوسف خلف مقعدها وتنهيداته الحارة التي أعربت عن رفضه التام لـ حلمي، لاتعلم ما العداوة بينهما .. ولكنها لن تسمح له أن يتدخل فيما لايعينهِ .
قال محسن وهو يرفع حاجبه مستفهما:
- أنتَ رائيك إيه؟
أحمرت آية غضبا، ونظرت بعصبية إلى يوسف الذي صرح :
- ما أعتقدتش إنه مناسب لآية ..
انتفضت قائلة له بنبرة حادة:
- رائيك تحطه في أقرب زبالة!
كانت هجوميه .. وهجومها، زاد استغراب محسن ونادية، فكلهما شعرا بذلك التوتر منذ أيام، خصوصا على مائدة الطعام، حين يفتح موضوعا يخصهما سابقا تراهما يتحشان ويتحدثان بالغاز ورموز ..
امسكت نادية بذراع آية قائلة:
- أتكلمي بأدب.. يوسف في مقام محسن..
ابعدت آية ذراعها بعصبية قائلة:
- لأ .. لأ, أنا عندي أخ واحد وهو محسن، يوسف بالنسبالي غريب ..
اكملت وهي تلمزهُ بكلمات جارحة:
_ يومين وهيمشي ومش هنشوفه تاني .. زي ما كان زمان.. عابر سبيل ..
_ آية!!!!
قالتها نادية وهي تنادي عليها بعد أن دلفت لغرفتها صافقة الباب خلفها بعصبية شديدة، جعلت يوسف يشعر بحزن يتخلل لصدرهُ،  لديها كامل الحق بأن تكرهه وأن تجعله غريبا، ولكنه لم يرى بأن كلامه خطأ، فهو يعرف حلمي عن قرب، يعرف كم هو رجل لايستحمل المسؤليات وخصوصا بأن عداوتهم نشأت حين أصبح ينظر لمَّا يملكه يوسف -سيرين- ولكنه لن يقول ذلك السبب لآية .. حتى لا تقرر الموافقة عنادا به.
_معلش يا يوسف يابني انا معرفش مالها ..
هز رأسه قائلا: هي عندها حق، انا رأي مش مهم .. بس.
تنهد يكمل:
- حلمي مش شخص مسؤل، وعارف قد إيـه (آية) عايزة حد يشيل عنها ويريحها دايما ..
ربَّت محسن على كتف يوسف يقُول:
_ أنتَ مغلطش يا يوسف بس آية باين محتاجة حد يراجع معها كل أفعالها الغلط ..
أمسك يوسف ذراع محسن يمنعه من الدخول والتحدث معها قائلا:
- طيب سيبها تهدى وأتكلم معها بعدين.
تنهد محسن ثم قرر الذهاب إلى ورديتهُ الثانية .. ولكن يد والدته منعته قائلة:
_ مقولتليش رائيك يامحسن؟
قطب حاجبيه وهو لايتذكر عن أي أمر تقصد، فقالت تلمح باسم الفتاة .. فزفر باختناق قائلا:
- هبقى ندل لو عملت اللي أنتِ عايزاه ..
غضبت نادية قائلة:
_ لا يا مُحسن، ياحبيبي هي خلاص كام شهر ومش هتبقى مراتك وبعدين ياحبيبي .. أنتَ عارف إن شيماء كانت زمان بتحَّبكَ ..و.
_ بس لسه بحّب سحر!
عاتبته نادية بنبرة مختنقة:
_ حتى بعد إهانتها لاختكَ وليّا ..
قبَّل جبهة والدته في حنان وقال:
_ مقدرش أنكِّر زعلي وغضبي يا أمي منها، بس سحر أحن وأطيب حد .. ومهما بعدت أنا مستحيل أنساها وأبدلها بغيرها، دي عِشرة سنين مرينا بكُل حاجة سوى، وأنتِ عارفة إنِ لو أقدر أرجعها النهاردة قبل بكرة هعمل كده، بس مستنيها تيجي وتبوس أيدكم ..
ربتَّ على كتف بألم تقول:
_ وأنا مسمحاها يابني .. رجعَّها ..
_ مش هعمل كده غير وهي جاية بنفسها ليكم يا أمي، مقدرش أسيب الموضوع يعدي كده، هي عارفة إنكم مستحيل تعملوا حاجة تأذيني أو تأذيها، وكانت لازم تفكر قبل ما تقول موضوع الطلاق ..
_ طيب انتَ وديت ورق الطلاق؟
هز رأسه نافيا وقال:
_ حّرقتهُ ..هي لسه على ذمتي وأنا مستحيل أفرط فيها غير وأنا متأكدة إن اللي بينّا مش هيرجع زي الأول.
_طيب إفرض ركبت دماغها لغاية شهور العدة؟
يرغب بأن يخبرها بأمر اتصالها وبكاءها الحار بالهاتف وهي تنتحب .. يعلم بأنها هي أيضا تذوق العذاب والمُر في غيابه، كما هو ايضا ..ولكنه سيتركها حتى تعلم كم كانت مُخطئة في ظنها .
****
في منزل بسمة.
كانت قد أودعت فارس عند حماتها، وانتظرت زوجها الذي تأخر كعادتهُ، وحين دلف المنزل كان منهكا هذا الذي فطنته حين وضع اغراضه وهو يحاول أن يسير مبتعدا عن غرفتهما ظنا منه بانها نائمة ولكنها كانت مستيقظة وتنتظره، لذلك دلفت إلى غرفة الضيوف التي أصبحت غرفته .. في أخر شجار كان بينهما من شهور، حين أخبرته بأنها تعلم بانه يخونها .. بتأخيره المتواصل والروائح العطرة التي تشمها على ملابسه كُل مرة تجدهم داخل غسالة الملابس، كان قد بدأ في خلع أزرار قميصه حين رأها تقف أمام الباب، مط شفتيه بامتعاض قائلا:
_ نعم ياست بسمة، حصل إيه يخليكي تفضلي لغاية دلوقتي؟
_عزيز بلاش النبرة دي واول ماتخلص تعالى نتكلم برا ..
تنهد يقول بلامُبالة ظنا بأنها ستعاود الحديث عن تأخيره المستمر، فقال:
_ أنا تعبان وعايز أنام ..
_ انا عارفة إني برهقك، بس تلات دقايق وخلاص.
لهجتها .. أوقفته .. وهو يرى عينيها غائرتين بالدموع .. حين تحادثه في اي امر يزعجها كانت تكون غاضبة ووجهها منتفخ من الغضب المستعمر بداخلها وكانها كانت شاحبة الوجه .. وعينيها تفيض دمعاً بلا سبب يعلمه.
لم يغير ملابسه وأخبرها بأنه آتٍ خلفها، وتلك المرة إنتبه إلى بطنها المنتفخ، هل هي حبلة؟
وجهه ازداد غبطة حين اقترب منها يوقفها قائلا:
_ أنتِ حامل؟
بلعت ريقها قائلة:
_ آه في اخر الشهر التالت ..
_التالت؟ ومقولتيش ليه يا بسمة؟
_وده يهمك ياعزيز..
قالتها بألم، ليمسح على وجهه مانعا نفسه بألا يفتك بها، بالتأكيد بالنسبة له يهمه، ولكنها قالت:
_ بس ده مش موضوعي اللي كنت عايزاك فيه.
_ أومال إيه؟
بلعت ريقها قائلة:
_ أنتَ عارف إني عندي السكر صح .. الدكتورة كانت محذراني من موضوع الحمل علشان وقت الولادة هتبقى صعبة وإحتمال ..
كان ينظر إليها بتركيز وتوتر شديدين، فأكملت:
_ إحتمال يحصلي حاجة ..
قال بعصبية:
_ ليهِ احتفظتي بالجنين؟
ضمت شفتيها قائلة:
_ علشان هي بنت. كُنت حاسة إنها بنت والدكتورة أكدتّلي إنها بنت وانا عارفة إنها مخاطرة بس دي أخر فرصة ليّا ..
تحدث عزيز بنبرة جافة:
_ انا مطلبتش منك إنك تجيبي طفل تاني، كفاية فارس يابسمة .. طول الوقت بقولك كده. .
_ مقدرتش يا عزيز مقدرتش!
صرخت بوجهه، وضعت كلتا يديها على وجهها تحاول أن تخفي إنكسارها ..
_ انا عارفة إنك بتخوني .. بس عارفة لو ربنا رزقني بطفل تاني هترجع زي زمان .. وقت ماخلفت فارس كان اهتمامك بيا وبيه كبير .. ومكالماتك علشان تطمن عليا وعليه..
وقف قبالتها وهو يحاول ألا يكسر عظامها هو لايخونها .. ولكنها لاتفهم !
جلس على ركبتيه أمامها قائلا:
_ انا مش بخونك .. انا لو بخونك مش هرجع البيت يا بسمة، انا لو زفت بخونكِ مش هديكي اي حاجة! ليه دماغك دايما كده ليه، ليه عايزة تضحي بنفسك علشان شوية اهتمام !
_ علشان أنا بحبكَ ومستحيل تفهمني، فِكرة إن واحدة تانية معاك وكل مشاعرك اللي كانت ليا .. بقت لواحدة غيري بتقتلني !
أمسك بيدها قائلا:
_ كل اللي في دماغك ده هواجس يا بسمة .. انا تعبت من تفكيرك الغبي ده.
_ يبقى تفسير الروايح وتأخيرك كل يوم؟
تنهدت بآسى قائلا:
- انا سيبت شغلي في الشركة من سبع شهور ..بسبب خطأ مش بتاعي حملوني حاجات كتير فسيبتهُ .. واشتغلت في محل عطور في مُول .. أرتاحتي؟
شهقت بألم .. وتمسك يديه بقوة قائلة:
_ مقولتليش ليه؟ ليه تخبي عني حاجة زي دي؟
_ مكنتش عايزة تشيلي هم .. بس أنتِ وتفكيرك ..
زفر بحرقة وهو يضم يدها لصدره قائلا:
_ انا من يوم مااتجوزتك ما فكرتش أخونك يا بسمة، آه زمان كنت بتاع بنات وكل يوم مع واحدة شكّل بس يوم ما لاقيتكِ وانتِ واخدة كلي، وعمري مافكرت اجرحك بالشكل ده ..واحدة زيك سابت أهلها اللي بيحبوها وفضلتني عليهم، هبقى ندل وخاين لو عملت حاجة زي دي، ثم انت وفارس ملين عليا دُنيتي مش هقدر أفرط فيكم يابسمة ..
قبَّل كلتا يديها قائلا:
_ مفيش فرصة للاجهاض؟
هزت رأسها بـ لا، ليقُبل جبهتها جاذبا إياها لحضنه يمسح على شعرها قائلا:
_ انا آسف إني سيبتك لنفسك يا بسمة مكنش في بالي اي حاجة غير اني محسسكمش في حاجة اتغيرت ..
وضعت وجهها بعنقه قائلة:
_ انا اللي آسفة يا عزيز .. اسفة اويِّ.
ضمها أكثر قائلا:
_ عايزاني أعملك إيه؟
_ عايزة أروح لاهلي ياعزيز .. عايزة اقعد معاهم.. مش عايزة اموت وهما غضبانين عني..
_هشش، إيه اللي بتقوليه ده!! ان شاء الله مش هيحصلك حاجة، بس انا خايف من امك وآية .. دول عليهم نظرات!!
ضحكت عليه فاشتد في عناقه لها مقبلا راحتها:
_ ان شاء الله تقومي بخير يابسمة ..
_ يارب
*****
رغم قُول محسن لوالدته بالرفض، وجد شيماء امامهُ خجلة آتية حتى تُرحب بوالدته وتسلم على آية لاشتياقها لهما، أفسح لها مكانا للدخول وذهب ليخرج آية من قوقعتها .. والتي كانت لازالت غاضبة فلكزها قائلا:
_ هو أنتِ فاكرة هتخلصي مننا بسهولة دي يابت ..
قبّل جبتها يقُول:
_ إحنا هنسأل عنه يا آية وبابا يكلمك ونشوف الوضع إيه، تمام ياست البنات؟
هزت رأسها تمنع ابتسامتها من الظهور، فقال وهو ينظر لنهاية الردهة:
_ رُوحي يلا سلمّي على شيماء .. لغاية ما أعمل حاجة تشربها ..
_ لا يااخواتي محسن بنفسه هيعمل للضيفة حاجة تشربها.. هتتحسد على نشاطك ده
همس بأذنها: مفيش غير الحل ده لحسن أمُك تجوزهالي بكرة.
قهقهت عليه ثم سارعت هي بالدخول لترى شيماء، لم تتغير ابدا منذ أن كانت صغيرة تلعب بالجوار.. ولازالت ملامحها حّسنة ولها أدب وخجل دوما يظهران بحمرة بخديها ..
كانا يتحدثا بأمور عديدة عن حياتهم حين رحلوا عن المكان هنا وعن دراستها، خصوصا بأنها درست التمريض وأصبحت تعمل بالمشفى التي تذهب والدتها كل شهر لفحوصاتها ..
جاء محسن وأصبح هو الأخر يسألها عن عملها وحياتها في الجوار، حتى سمعوا صوت طرقات الباب، فغمزت لها نادية أن تذهب هي لتفتح الباب .. فتنهدت وذهبت للتتفاجيء بـ سحر!!!!

عايِزة عرِيس.ج١+٢Donde viven las historias. Descúbrelo ahora