7

801 42 12
                                    

الفصل السابع رواية عايزة عريس ج2

***

بايعتُ أحزاني ... وصافحتُ التشرد والسغبْ

غضب يدي ...

غضب فمي...

ودماء أوردتي عصير من غضب!

_محمود درويش.

***

تنهدت بعُمق تبتسم ابتسامة راضية، وشعرت به خلفها، قال وهو ينظر نحوها بغضب:

-        ليه عملتي كده؟

سيطرت على نفسها مبتسمة الثغر قائلة:

-        أنا؟ أنا معملتش حاجة، انا بس سألتكَ هتشرب شاي ولا لأ.

واخفت وجهها وهي تستدير تضعَّ الشاي والحليب بالأكواب، اما هو أستندَّ بظهرهُ على المطبخ يُراقبها ...

بماذا يُريد أن يُعاتب؟ آية قريبتهُ التي تغيرت فجأة بدُون أنذار، ولكنهُ يعترف بأنها جميلة .. جميلة جدًا، حجابها الذي أظهر وجهها الدائري وبعض المكياج الذي كانت تضعهُ أمس، أظهر مفاتنها، شفتيها المُمتلئتين وعينيها الواسعتين كأعين الغزال.

ابتسم مع نفسهُ وهو يتذكر رؤيتهُ لها بدُون حجاب، وخجلها الشديد الذي كان يظهر كلما ألتقت عيناهما سويًا. رنَّ هاتفهُ ليرى اسم سيرين، تنهد قليلاً ولكنهُ لم يرغب بأن يُجيب عليها تلك المرة .. وأغلق هاتفهُ..

ولكنهُ سمع صوت آية الناعم تقول:

-        محسن قالي إنك مش بتنزل معه للصلاة.

ثم تابعت وهي تُعطيهِ كوب الشاي بالحليب:

-        مينفعش يا يوسف ماتنزلش..

تنهد باضطراب، هو لم يفهم تدخُلها، هو لم يُعد صغير ليسمع عتابًا منها خصوصًا هيَّ.. ليقُول بنبرة جادة فأجأتها:

-        آية ياريت تخليكي في حالكِ..

وتركها يدخل الشُرفة ليتحدث مع خطيبتهُ، عضت على شفتيها بحرج شديد، وتركت الشاي بالحليب على رُخام المطبخ ودلفت لغرفتها.. وهي تحاول أن تكتم غيظها ولكن كل ما نتجت أنها أغرورقت عينيها فجأة على وجنتيها..

تعترف نفسها لأول مرة بأنها تشعر بالغيرة من خطيبتهُ، تشعر كلما كانت تنظُر إليهِ بأنها أقل من أن ينظر نحوها رجُل، أن يحبها ويغزلها.. وكأنها لاتقدَّر بثمن..

ولذلك خلعت خمارها، ظنًا بانها ستعجبهُ، كانت تعلم بأنهُ ينظر نحوها نظرة ليست بابنة خالتهُ، ولكنهُ لن ينظر نحوها أبدًا نظرة حُب...

مسحَت دموعها الغزيرة وذهبت لتغسل وجهها، لتجدهُ رحل، وقد إنتهى من كُوبهُ ..

عايِزة عرِيس.ج١+٢Where stories live. Discover now