6

495 37 5
                                    

الفصل السادس من عايزة عريس.

**

كانت تسترجع أيامها الماضية .. وتتذكر روتينها المعتاد، تستيقظ آذان الفجر وتُصلي وتشرب كوب من الشاي بالحليب، مع تلاوة القران .. وتنظيف غرفتها وأن تتجهز للذهاب للعمل، ولكن بعد ماحدث .. أصبحت تشعُر بثقل يجثو بصدرها..

وهي تُردد بأنها فعلت شيءِ ستندم عليهِ ولكن كان يستحق المُجازفة، ولكن منذ ذلك الحين، لم تعد تستيقظ الفجر ... ولم تعد تشغل تلاوة القران، وكأنها أصبحت تحُاول أن تبعد عن أي شيءِ يفُكرها بمُصيبتها..

تفاجأت بعد خلعها للخمار، وصول والدها من سفرهُ، وحين رأتهُ، ركضت نحوه تحتضنهُ وتبكي بداخل عناقهُ، تستنشق عبير عطرهُ باكية بُكاءً حارً.. لم ينزل منذ سنتين، ولكنهُ حين علم من مُحسن مايحدث .. قرر النزول..

جلست بصحبتهُ في شرفة المنزل وكوبان من الشاي، ربتَّ على ظهرها، كانت تسرح بأفكارها .. وهو فقط يرى صمتها ويعلم مايحدث داخلها، صراع طويل الأمد .. قال وهو ينظر إلى السماء:

-        فاكرة أول مرة لبستي الخمار عملتي إيه؟

نظرت لهُ وعاد بذاكرتها لما مضى، كانت لازالت بسن العشرين، وكانت الفكرة تدُور وتؤرقها لأيام عديدة.. وقبل قرارها جلست بصحُبة والدها وقالت:

-        مش هعرف أخُد القرار ده من غير ما أرجعلك..

أمسكت بكلتا يديها يُقبلهما .. بحنو قائلاً:

-        ياحبيبتي، اللي يرضى ربنا أعمليه..

أخذت تلك الكلمة كشعار لها طُوال عملها، ما يُرضى الله هو الأفضل، مايُرضى الله هو مايؤخذ بهِ، ولازالت كانت متشبثة بهِ طوال السنين، وكانت تعلم بداخلها بأنهُ أفضل قرار قد أخذتهُ لعمرها كلهُ..

-        أنا عارف إن الدُنيا دي صعبة يا آية، خصوصًا إنك سمعتي وشوفتي كتير، بس قراركِ المرادي مكنش في صالحك ..

-        بابا لو سم..

قاطعها ينظُر نحوها قائلا بعطف:

-        بس مقدرش أقولك غير راجعي نفسك دايما، راجعي نفسك زمان ودلوقتي، هل الراحة موجودة ولا لأ، هل أنتِ نفسكِ آية اللي من عشر سنين كانت مستعدة تلبس اللي يرضي ربنا، ولا لأ..

أنهى حديثه ونهض، وتركها تتخبط مع نفسها، تعترف بأنها في قريرة نفسها فكرت بالعودة لارتداءهُ، ولكن نظرتها لنفسها كانت أقل، الماضي كانت تجتهد .. وكانت كل يوم ترتدي ملابس محتشمة وتحاول دومًا أن ترضي الله، ولكنْ اللحظة هذهِ، قلبها يخُبرها بأنها لاتستحقهُ,, وكانها أضاعت عُمرًا بلحظة.

***

في الصباح كانت تهرَّول للخروج من الشقة، كانت الساعة التاسعة صباحًا، لاتعلم كيف حدث ونامت كل ذلك .. وحين بدأت بتجهيز ملابسها ووضع بعض المساحيق التجميل، كانت قد تأخرت، قابلت في وجهها يوسف والذي كان هو أيضًا يستعد للذهاب للعمل، ألتقيا بالأسفل .. وحين رأها بتلك الهيئة شعر بالأسف ولكن الغضب أيضًا يتخلل لاعصابهُ، منذ أسبوعين وهي تتجاهلهُ.. لاكلام يتبادل ولاحتى تحيات، كل مايريدهُ أن تعود كالسابقِ ولكنها لم تعد آية التي عرفها ولا حتى التي أحبها في زمنٍ قديمٍ.

عايِزة عرِيس.ج١+٢जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें