الفصل الثاني.

9.8K 350 29
                                    

الفِصل الثاني مِنْ رواية ( عـايـزة عريس).

______

قالتِ آيـة مُمهدة لحدِيثها:
- كُنت مستنيِة واحدِة زِميلة ليا فِي كافتِيريا .. وفجـأة

« الرِجُوع بالزِمن ».

وجدت آيـة زميلة جامِعتها "كِريمة" ، ولأن آية لاتُطيقها بأي فُرصة .. تِصرفت وكأنها لاترِاها، ولكنْ حظُ التعيس دائِماً ضدِهُ وجدتها تجِلس معها بالطاوِلة وتبتسِم لها مُردِفة:
- أزيك يا آية ياحبيبتي؟
زِيفة آيـة إبتسامِة قائِلة:
- أهلاً ياكريمة، أنا كُويسة وإنتِ؟

قالت بإبتسامة واسِعة:
- طبعا بخير، مِش أنا أتجوزتَ؟
إعتدلت آية في جِلستها بتفاجأُ كّون كريمة لاتمّد للكرم بإي صلة وكانت تِظُن آية بإنها لازالتَ تبحث عن زوج، لتقول آية بتساءَل:
- وده إزاي حِصل؟
- عملت إعلان في الجريدة.
إتِسعت عينا آية، هي بالتأكيد لن يِصل الأمر لإعلان في الصِحُف لتقول آية بإستخفاف:
- دمك خفيف واللهِ ياكِريمة.
- إنتِ فكراني بهزِر، واللهِ عمِلت إعلان في الجرايدِ وفي ظرف أسبوعين بِس أتجوزت علطِوُل.

( الحاضر).
- طبعاً صدِمة عُمري لما أعرف أن واحدِة زي كريمة المقشفة تتجوز قبلي .. آه يازمن ياللي بتتدي للرخيص تمن.

قالت نِسمة بغير رضى:
- بِس برضوا مِش للدرجة تعملي زيها، إنتِ مش ناقصة حاجة إنتي زي القمر.
- كُنت ياأختي زي القمِر، مبقاش يفرق معايا حاجة ..
أكِملت وهيِّ تنظِرُ لإنتفاخ البارزِ :
- وإنتِ أمتى هتخلفي .. انا هنعجز قبل ما يتولدِ.
قهقة نِسمة على كِلمات أختُها لتردِف:
- الدِكتورة قالت الشهر الجاي معاد الولادة .. خلاص هانت.
ثم أضافت نسمة:
-  أحنا هنجيلكُوا بكرة.
- إنتُو مين؟
- أنا وسامِح.
قالت آيـة بإشمئزاز:
- لأ تعالي لوحدك، أنا مبطقش جوزك أبو دم تقيل.
- معلش طقيهِ علشاني.
قالتَ آية بإبتسامة:
- علشان خاطِرك بس.
_____

أسرع "مُسعد" بالذِهاب لمكتب "يوسف" ، وقبـل أن يدِخُل مكتب يوسف، لمحَ جيهـان فقال لها:
- هُو يوسف مزاجه إيه النهاردِة؟
قالت بنفاذِ صبر:
- زيّ الزفت!
- وأنـا طِبعاً اللي هيطلع عليهِ كُل اللي في بالهُ.

دِخل "مُسعد" المِكتب بعد أن طِرقهُ، نِظر "يُوسف" لـ مُسعد بلهفة قائِلاً:
- تعالى يلا.
دقق مسعد النِظر على يُوسف، خوفاً بان يكون يوسف يكن لهُ مُصيبة، ولكنه أقترب قائِلا:
- نعم ياعم يُوسف.
فجأة رمى يُوسف الجريدة بجوار يد مُسعد ثم أشار إليه لإحدى الأعمدة قائِلاً:
- أقرأ العمود ده كِده
بدأ مُسعد يقرأهُ وعلى وجهه تِعلو الدِهشة والذِهُول ليردِف:
- يانهـار دِماغ!
ثُم أكِمل بتساءُل:
- مين دي؟
- مِعرفهاشِ.
نِظر مسعد لهُ بإمتعاضِ ليقول:
- مدام متعرفهاش بتوريني عمود ليهِ؟
- ده هيبقى موضوع العدد بتاع الشهر الجايّ.
عقـد مُسعـد حاجبيها بإستفهـام:
- مِعلش تاني كِدهَ، هنكتب عن إيهِ؟
- عن العنُوسة والمُشكلات التي بتواجِهه المُقبلين على الزواج وهكذِا .. والمِطَلُوب منك هيبقى تقيل شوية.

حكَ مُسعد مُؤخرة رأسِهُ مُتململاً:
- والعنوان بتاع المِقال؟
- " أزِمة عِرسان". مُوضوع جديد محدش كِتب عنهُ، وكمان أنا هتواصل مع البنت دي وهحاول أفهـم مِنها سبب نزول العمودِ، وكِمان هي اللي هنفتح بيها المقال.
- وأنا إيـهِ المُطلوب مني؟

قال "يُـوِسف" وهُو يستندِ بظهرهُ بالمقعدِ:
- إنتَ والمُوظفين هتبحثوا عن قصص مُشابهة ليها، بدل الحال الواقف بتاعهم دهَ.
- الصـراحـة الفكِرة جديدة، بسِ أنتَ فاكِر إنها هتوافقِ ..
- مِش ضامِن بس هحاول.

شردِ "مُسعد" بيد يُوسف الخالية من خاتم خُطوبتهُ، ليردِف بتساءُل:
- فين خاتم خُطُوبتك؟
- أنـا وهـايـدي سِبنا بعضِ.
قال مسعد بتفاجأ:
- يابني أنت عبيط بقالكُم تلات سنين مَخَطُوبين وبتحبُوا بعض قبليها .. وفي الآخر تفركِشوا!
- أعمِل إيه، زهقتني من غيرتها الزِيادة، وكمـانْ مِش بتبطل تفتيش في التلفون.
- يعني أنتَ عايز تفهمني إنك سبت حُب عمرك علشان السبب التافهة ده.

قال يُوسف وهُو يلعب بالقلم:
- أنا مِش قلقان ولا مِضايق .. كِده كِده هي هتيجي تصالحني.
- وإيه الثِقة دي كُلها؟
- هِتشوف.
إسترسل مُسعد وهُو يشعر بالثُقل:
- طيب، أنا هجيب المواضيع التانية منين؟
- عندكَ جيهـان برا خليها تبعتلك جرايد ومجلات وأبحث في الأنترنت.. شغل مُخك يامُسعد.
- يعني أنتَ عايز تجنني ولاإيهِ، جيهـان مبتقرأش غير مجلات المرأة وأنا خُلقي بيضيق من الحاجات الصيصانة ديّ.
- يابني إتقي اللهَ، وأمِشي على شُغلك ..

وهُنا قبل أن ينهضِ " مُسعد" مِن مقعدهُ تفاجأ بفتح الباب ودِخُول "هايدي" بوجههِ غاضب، شعر مسعد بالخُوف من دُخولها الدِرامي ونظراتها النارِية التيِّ تكادِ تحرقهُ ..أسرعت هايدي بالسير صوب يُوسف، فنظرت إلى مسعد ثم يوسف قائِلة:

- إحنا لازِم نتكلم.

قال مُسعد وهُو ينهض:
- طيب أنا هقوم بقى علـ..
قاطِعتهُ بنبرة حادِة:
- أطِلع برا.
صوتها الحـادِ ألجمهُ لينهض بسرعة ويسرع إلى الخارجِ، قال وهُو يضرب كف بكف:
- الله يعينك يايوُسف منها
----

- جاية ليهِ، مِش قُولتي كَل اللي بينا إنتهىٰ.
قالت بهدُوء :
- عارِفة بس أنا لسه بحبك يايُوسف.
- بس أفعالك زادت عن الحدِ ياهايدي.
قالت بنبرة يغلبها الحنين:
- خلاص .. وعدِ إني هتجنب أني ازعجك، لو سِمحت متزعلش.
- خِلاص مدام وعدتي .

_____

أنتهت "آيـة" مِنْ عملها وذهِبت إلى المنزل .. عندما وصلت وجدت محسن يلعب البلايستشن، نظر إليها قائِلاً:
- جيتي يا آية؟
- آه يعني خيالي اللي قُدامك، أبقى اسأل أسئلة منطقية شوية.
جِلست بجانبهُ تشاهدهُ يلعب ليقول بتساءَل وهُو مغلق أنظارهُ على اللعبة:
- محدش أتصلي بيكِ ولا لسه؟
- لأ، بس ليه بتسأل؟
- أصلك عارفاني بِحب أوضتك، مِستني اليوم اللي تتجوزي فيهِ علشان أخُدها منك.

- طيب، روح هاتلي ماية سُخنة علشان رجلي وجعاني.

نِظر إليها شذراً مردفا:
- هُو حد قالك إني خدام ولاحاجة؟
- لأ بسِ ..
قاطِعها:
- بس إيهِ .. أنتِ هتصاحبيني كمان ولاأيهِ؟
نهض مُبتعدًا قائلاً بصوت عالي:
- حاضر يانادِية جايلك أهُو.

أسرع هُو بالفرار حين رأى الشر يلمع بيعينها لتمِسك بإحدى فردة من حذائها لتُلقيهِ عليهِ قائِلة بصراخَ:
- طيب يامُحسن .. أنا هأجرها أول ماأمشي ياحِيوان!

يتبع..

الفصل الثالث هيبقى طُويل💙

عايِزة عرِيس.ج١+٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن