9

413 33 7
                                    

الحلقة التاسعة » رواية عايزة عريس، جزء ثانٍ.
٭٭
أؤمن بأن لكُل غُربة سبيل، يُقتل ويَقتل في كل حين
أؤمن بأن رؤيا عيني عليكَ قاتلي، وحتى وإن كذبت عيناي
فإن الغرام موطني.
٭٭
نظرة من عيناى يوسف إليها رأى ألما يكتسح وجهها، لم يتّصور أن يراها بذلك الانكسار لرؤية شقيقتها، شعر بجسدها يرغب بالعناق نحوها ولكِن كبرياءها يمنعها من كمّ الأذى الذي أتلفها لأعوامٍ مضت.
أما بداخلها هي بُركان يثور، بركان يُعيد كل القُبح الذي خرج من شفتى أختها في حين غضب، والتي لم تعتذر عنه منذ زمن، تغمض عينيها وتسمع صُراخها يعلو بأذنيها:
- هتموتي لوحدكِ يا آية، عُمركِ ما أتمنيتي الخير ليّا ومستحيل تشوفيه في عُمرك الباقي.
كأنها قِيلت بالأمس وليس منذ أربعة أعوام، تنهدت آية تنهيدة عميقة أخرجت بها ثُقل قلبها وقالت بصوتٍ مختنق:
- بسمة! جيتي ليه؟
رفعت بسمة وجهها بإحراج شديد وهي ترى يوسف يقف في حيرة من أمرهُ، بسمة لاتتذكره لذلك تشعر بالحرج والخجل من التحدث أمامه .. فقالت آية وهي تشير نحو يوسف:
- يوسف عمران ابن خالتكِ.
تفاجأت ملامحها بدهشة مبهرة، كيف تغير بتلك السُرعة ملامحه أصبحت أكثر رجولية وأكتسب بنّية عضلية مع بشرته البرونزية ..ضمت شفتيها بحرج أكثر وهي تمد يديها تصافحه:
- أنا آسفة اوي يا يوسف .. معرفتكش خالص.
ابتسم نحوها ابتسامة جذابة قائلا:
- كويس إني عرفتك يابسمة، أزيك وأخبارك إيه مع ابنك الصغير فارس؟
ابتسمت بارهاق قائلة:
- كويس الحمدلله.
ثم رفعت وجهها تُلقي نظرها على اختها التي ظلت صامتة ولم تنظر نحوها إلا وهي تُلقي عليها نظرة خفيفة ..حمحم يوسف وهو يلقي نظرة على ساعة معصمه قائلا وهو يتأهب للرحيل:
- كُنت نفسي أفضل معاكي أكتر ونتكلم بس هتأخر على الشغل.
ابتسمت لهُ حتى أختفى من انظارهما، وكادت آية هي أيضا أن تذهب وتتبعه لولا يد بسمة الذي أمسكت بذراعها قائلة برجاء:
- ممكن نتكلم؟
قشعريرة أصابت آية من صوت أختها الذي يبدو عليه الانكسار، ترددت بأن تظل واقفة وتتحدث معها ولكنها تعلم كم هي ترغب بان تعلم سبب وجودها والذي يبدو بأنه أمرا ضروريا .. ولكنها فاجأة قالت:
- أنتِ جيتي وأنتِ عارفة إن بابا سافر صح؟
أغمضت بسمة عينيها بقوة، لتصك آية على أسنانها ، كم هي جبانة لازالت لاترغب برؤية أبيها بعد تلك الأعوام، لازالت في رهبة من أن تخبرهُ بأنها أخطأت وخطأها لازال يصطحبها كل ليلة ..
- أرجوكِ يا آية محتاجة أتكلم معاكم!
قطبت آية حاجبيها من الجمع! أترغب بالتحدث معها ومع محسن ونادية؟ إذاً الأمر حقا مهما.
****
فور أن رأتها نادية كانت في حالة من العصبية التامة، ورغبت بشدة بأخذها من خُصلاتها وضربها، ولكن محسن أحتوى والدته بحضنهُ قائلا بهمس: نهدى كده ونعقل ياست الكُل.
مطت شفتيها بغير رضا .. جلست بسمة في غرفة الصالون، وهي تتفحصها كأنها أول مرة تراها، لازالت كما هي منذ أن تركتها بأثاثها العتيق .. وبيهم، رفعت عينيها أمامهم وهيّ تنزع الشال الكبير من جسدها ليُظهر أنتفاخ بطنها .. شعرت نادية بشعور غريب يراودها، إذا ابنتها حامل للمرة الثانية! ولكنها لماذا تأتي وتخبرهم وفي المرة الأولى لم تخبرهم ولم تُعيرهم اهتماما حين علموا من أصدقاءها!!!!
- أيون نعملك إيه؟
صرخت بها نادية ..طأطأت بسمة رأسها قائلو بنبرة جافة:
- أنا غلطت زمان لما سيبتكم ومشيت .. بس أنا مش عايزاها تكون أخر مرة تشوفوني فيها في حياتكم!
نظرا محسن وآية لبعضهما باستغراب شديد .. لتجلس آية بجانب بسمة وهي تواجهها قائلة:
- أشرحي كلامكِ؟
ضمت شفتيها محاولة أن تمسك رباط جأشها، ولكنها فور أن بدأت بالحديث أصابها البُكاء:
- انا حملي هيكمل بس هيبقى خطير عليا لما أولد، وممكن أموت.
شهقت نادية وهي تضم رأسها لصدر محسن .. قالت آية ولا لازالت لا تفهم شيء, فبدأت بالحديث:
- انا حملي الأول كان صعب بس عدى بخير بس لما حاولت أحمل تاني وتالت مكنش بيحصل، ولما حصل عرفت في بداية حملي إني لازم أختار أجهض أو أكمله وهيحصلي حاجة.
أغمضت آية عينيها وهي تصك على أسنانها:
- ماتلفيش يا بسمة أحكيلي إيه اللي حصل!!!
مسحت أنفها قائلة:
- انا عندي السُكر.. جالي بعد الولادة فارس بشهور .. وأحتمال كبير يحصلي حاجة أنا أو البيبي أول ما يجي وقت الولادة.
- ليه مفكرتيش تجهضي، كفاية فارس!
قالتها وهي تنهض تحاول أن تمسك أعصابها، قالت بسمة:
- عزيز .. مش مهتم بيّا ولا حتى ب فارس وعلشان كده انا هنا النهاردة علشان لو حصل حاجة ليا تاخدوا بالكم من فارس والبيبي!
رغبت آية بضربها تلك المرة ولكنها قبضت على يدها تقُول:
- أنتِ عايزة الطفل ليه يا بسمة؟ عزيز بيخونكِ؟
أرتعشت يديها وهي تحاول ألا تُظهر أرتجفها بتلك الكلمات .. هزت شفتيها قائلة:
- مش عارفة.
- يعني إيه مش عارفة، أنتِ بتقولي إنه مش مهتم بيكي يبقى أكيد بيخونكِ.. وإنك تكوني عايزة تجيبي طفل تاني لأب مستهتر بالشكل ده يبقى أنانية منكِ وغباء.
صرخت في وجهها بقسوة! ..أمسك محسن بذراع آية ولكنها أفلتتها تكمل صراخها:
- سيبتي بيتك وأهلك علشانه، سيبتي نفسك لواحد حيوان مش مهتم بيكي .. وعايزة تخسري حياتك علشانه .. علسان تخلفي منه تاني .. وإيه كمان يا بسمة ، عزيز مش هيتغير لما يعرف إنك ممكن تموتي، عزيز مش هيبطل يحرق دمك عزيز  مش هيبطّل يخونكِ!
أنتحبت تقول: مُستحيل تفهميني مستحيل.
_ ليهِ؟ علشان ما أتجوزتش، علشان أنتِ شيفاني مستحيل أفهم اي حد علشان ما أتجوزتش!
_ علشان أنا حبيته .. وبحبه .. مستحيل تفهمي مشاعر واحدة بدوس عليها كل يوم علشان خاطرهُ.
أرتجفت آية للحظات .. بلى تعلم ذلك الشعور، تعلم بأنها حين رأت يوسف بعد تلك الاعوام تمنت لو بقى على عهده وأخبرها بانه لازال يحبها، لازالت تنظر للماضي بدموعٍ حارقة ولازالت تتمنى لو تمسكت به وأخبرته بما يجول بخاطرها ..
لم تستطيع أن تمسك دموعها، لماذا يظُن الجميع بأنها بلا مشاعر! بأنها لا تُحب ولا تَحب!
أرتعشت شفتاى آية تردف:
- غلطانة يا بسمة .. غلطانة تاني ..
وأخذتها حقيبتها وأسرعت تذهب من المنزل، لاتستطيع البقاء، لاتستطيع أن تُعري من خيباتها .. لاتستطيع أن تخبر العالم بأنها تتألم وتخفي وجعها بداخلها ..
_____
اليوم الأول تخرج من المنزل، كانت تنظر للمكان نظرة باهتة.. لولا إصرار قريبتها « كريمة» لمّا ترغب بالخروج من المنزل خوفا من أن تمُر على بيت الزوجية وترغب بالدخول ولقاءهُ.
طلبت كريمة لهما مشروبا باردا، وكانت تبتسم بطريقة غريبة، وكأن هُناك أمر يُبهجها على غير الحاجة، قالت كريمة وهي تنظر بشفقة لـ سحر:
- خلاص يا سحَر أنسي بقى، أنا مش عارفة أنتِ ليه مضايقة كده ده أنتِ زي ما خالتي قالت لازم تفرحي، واحدة زيّ آية إزاي تتجرأ وتُحط العمل في نص مرتبة السرير .. إنسانة مريضة.
رفعت سحر عينيها من الطاولة، وتلك الكلمات تتلاعب بعقلها، توسعت حدقتيها وهي تنظُر ل كريمة .. هيّ لم تخبر أحد ولا والدتها أخبرت حتى أختها، بأنهُ كان في نص الفراش .. هي تذكرت بأن والدتها لم تخبر أحد عن مكانه بل فقط قالت عن السبب لخالتها وكريمة .
ابتسمت كريمة بتوتر قائلة:
- مالكِ يا سحر؟
هزت سحر رأسها ب لا شيء، ولكنها سبحت بالتفكير وعزمت الأمر بأن تتأكد حين عودتها من والدتها .. فما الذي سيجعل كريمة تفعل بها هكذا؟
ما الذي ستكسبه؟
_____
وصلت للعمل متأخرة وظنت بأن مديرها سيوبخها بشدة لذلك التصرف ولكن لم يأتيها أي اتصال أو تحدث معها أحد عن ذلك التأخير الذي كان للمرة الأولى، وشعرت بالقلق يأكلها ..اقتربت من زميلتها تقُول بتوتر:
- هُو محدش أخد باله إني اتأخرت؟
نظرت لها نظرات غريبة فمطت شفتيها تقُول:
- حلمي بيه قال إن محدش ليه دعوة بتأخيركِ ولا حاجة ..
ثم أكملت وهي ترفع حاجبها:
- هو أنتِ عملاله سحر ولا إيه؟ من أول ماجيه وهو عينه ماراحتش عن مكتبكِ.
أصاب قلبها القلق والخوف يتسرب إليها، نظرات زميلاتها الان وضحت منذ أن وضعت قدمها بداخل ولم تبتعد عين واحدة عنها إلا ولمزتها، ارتعشت آية من القلف وقالت بتلعثم:
- ولا حاجة يعني .. ما أنتِ عارفة إن دي أول مرة اتأخر بالشكل ده وأكيد أستاذ عزيز قالهُ وهو عمل كده عل..
قاطعتها:
- خلاص يا آية متخفيش ياحبيبتي، محدش هيعوز يبُصلكِ.
خفق قلبها بشدة حين رفعت عينيها ورأته ينظر إليها نظرات إعجاب، ثم أشار إليها بأن تأتي إليه، لاتعلم لماذا تشعر بذلك الشعور .. ترغب بنزعه من قلبها بشدة ! اقتربت من الباب .. ودلفته .. وداخلها نقمة ترغب بأن تخبرهُ بألا يفعل ذلك ..
وحين قابلت وجههُ قال باهتمام:
_ أنتِ كويسة؟
غصة بحلقها جعلتها تضم شفتيها تهز رأسها بـ نعم، نظراتهُ نحوها أخجلتها وزدادها حرجا .. ما أمرهُ؟ هل حقا مُعجب بها؟ ليس لمنظرها هذا؟
- أنا جاية أطُلب منكَ بلاش تفرقني عنهم ..
قطب حاجبيه بلافهم، فأضافت:
- يعني تأخيري ده .. كان لازم يكون فيه موقف .. مينفعش تقولهم اي حاجة انا مقولتهاش!
_ انا راجعت كل حاجة عنك يا آية ودي تعتبر أول مرة تتأخري فيها خصوصا إنكِ بقالك سنين هنا .. فمحتاجتش أسال او حتى أسكُت ..
_ بطِلُب منكَ ..بلاش .. لانهم مش هيفهموا كده.
هز رأسه حين رأها حزينة .. وكأنها جُرحت، فقال مكررا سؤاله:
_ آية .. أنتِ كويسة؟
تنهدت تبتسم بألم:
_ في أحسن حال. بس يستحسن أخد باقي اليوم اجازة .. ممكن؟
هز رأسه موافقا، خرجت من مكتبه وتلاقت عينيها بصديقتها والتي كانت تصك على أسنانها مع ابتسامة سخيفة، وكأنها تخبرها بأنها أصبحت في حالها، يركض حولها الجميع ..
اقتربت آية من رؤى قائلة بطلب:
- ممكن نتكلم؟
نظرت رؤى للورق بين يديها قائلة:
- نتكلم في إيه؟
ثم رفعت وجهها وعينيها على مكتب حلمي:
- يبقى اللي سمعته صح .. عرفتي تصطاديهِ ليكِ!
عقدت آية حاجبيها وتحاول ألا تُفلت نفسها وتبكي، ولكنها تماسكت تقول بنبرة هادئة:
- ممكن نتكلم .. بلاش الكلام ده من غير ماتسمعيني.
- أسمعكِ في إيه؟ إحنا مبقناش صُحاب .. وكده كده أنتِ حياتكِ ماشية كويس.. بقيتي شخصية الكُل بقى بيعملها حِساب وكمان أنتِ وحلمي بيه بينكم ..
قاطعتها آية بعصبية قائلة:
- أسكتي !
تغيرت ملامح رؤى لأخرى عصبية غاضبة، أكملت آية بوجع يتلوى بداخلها:
_ بُصي انا عمري عمري ..
قالتها وشفتيها ترتعش: عمري ما تمنيت السوء ليكي يا رؤى، عمري ماحبيت حد يأذيكي، وعمري ما تمنيت إنك وخطيبك تنفصلوا، أن كل اللي عملتو معاكي فضلت أنصحك لإنه لو موفاش بوعوده أنتِ اللي هتدمري..
مسحت دموعها بألم وأكملت: بس انا ما اتصورتش إنك في يوم هتتهميني، زيهم عمري ماتخيلت إنك تكسريني زيهم يارؤى. ومدام الحَّال وصل بينا لكده. فأنا كمان مش عايزاكِ تبقى صحبتي تاني يارؤى!
وأخذتها حقيبتها وأسرعت تركُض وهي تحاول ألا تكون مكسورة الحال بتلك الطريقة، لم تظُنها هكذا، ستظن بها مِثلُهم!!
****
جلست بالحديقة المنزى الخلفية تبكي بمفردهل وهي تَضُم كِلتا يديها لوجهها تحاول وتحاول ألا تُضعف نفسها أكثر، وتذكِر نفسها بأنها اخطأت .. أخطأت حين بدأت بنزع مبادئها بالكامل لأجل رضا الناس .. لأجل أن تدَرُك كما هي ثمينة ولكنها أصبحت شيء أخر .. شخصية لا تتمناها ..منكسرة، بلا حول لها ولا قوة ..
شعرت باقدام حولها لترفع وجهها وتجد يوسف واقفا قبالتها .. وعينيهِ حزينة، مدَّ يدهُ بِـمنديله قائلا:
_ خُديهِ.
مدت يدها تأخذها منه تمسح وجهها الذي كان مبتلاً من البكاء الشديد ..قال وهو ينظر إليها:
_ فاكرة زمان لما كلمتيني لما باباكِ تعب، وقولتيلي نفسي تكون موجود ..
رفعت عينيها له وقلبها يأن من الالم، قال وهو يصك على فكه يحاول أن يتماسك أمام دموعها الغزيرة:
- كنت بتمنى لو أقدر أشيِّل وجعك جُوايا ..
_ ليه بتقولي الكلام ده دلوقتي؟
ظل صامتا .. فتنهدت تقُول لَه:
_ ليه بتحاول توجعني المرادي يا يوسف .. انا حبيتك زمان، وحُبي ليك مكنش كفاية إنك ترجع .. كنا أطفال، وكنت عارفة إن وعدك كله مكنش حقيقي!
_ آية .. ليه عايزة تحسسيني إنكِ كل السنين دي كُنت مستنياني!!
أكمل وهو ينظر لعينيها:
_ وانا عارف إنكِ لو جالكِ الشخص المُناسب عُمركِ ما كُنتِ هتفكري فيَّا!
_ فعلا عندك حق، مكنتش هفكر في إنسان أناني زيك .. مبيفكرش غير في نفسه ..وعارف كمان أول شخص هيجلي هوافق عليهِ، لإني مش عايزة أفضل موجوعة وأنا عارفة إن حياتكَ معها مش هي اللي أنت عايزاهَ.
ضم شفتيه يحاول ألا يغضب فقال:
_ وأنتِ عارفة انا عايز إيه؟
_ عايز حياة متكونش لوحدك في النهاية .. عايز حياة زينا ..مش عايز تبذل وتحاول تبني فيها لوحدك..وهي لو كانت كده مكنتش طلبت تتجوز بعد تلات سنين! وانا عارفة من جواكَ إنك مش عايزاها.
اقترب منها وهو يقول بعصبية:
_ أنتِ متعرفيش عني اي حاجة يا آية ..
_ آنسة آية؟
صوت رجولي جعلهما يبتعدا لترى بأنهُ حلمي .. مسحت دموعها وقد أمسكت بالمنديل لحُضنها ..
ابتسم حلمي حين رأى يوسف فعلق:
_ يوسف عمران! حاجة في الخيال أشوفك هنا .. أخبارك اي أنتَ وخطيبتكَ؟
تنهد يقُول وقد نظر إليه بجمود:
_ كُويسين ..
_ سيرين قالتلي عن الخطوبة مكنش ليه لزوم أعرفه منها .. ده إحنا عِشرة سنين!
قطبت آية حاجبيها خصيصا بانه اخبرها بأنه عمل معه فقط ولا تربطهم علاقة صداقة .. اقتربت من حلمي تقُول:
_ انا آسفة جدا، هو في حاجة حصلت في الشغُل؟
هز رأسه بـ لا مبتسم الثغر يقول:
_ لا ولا اي حاجة يا آنسة، كنت جاي أشوف والدكِ ..
_ نعم؟
قالتها وقلبها يزداد خفقً. يرى والدها؟
نظرت إلى يوسف الذي رأت كم هو يشيط غضبا.
______
_ ماما.
قالتها سحر فور أن دخلت إلى المنزل، لترى والدها جالسا مع ابن خالتها ..سلمت عليه بهدوء ودلفت إلى المطبخ تقول لوالدتها:
_ هو ايه اللي جاب وليد هنا؟
_ جاي علشان يشوفكِ
رفعت حاجبيها قائلة:
_ يشوفني ليه؟
لم تُجيبها والدتها وهي تحضر الشاي، فأعادت كلماتها:
_ يشوفني ليه يا ماما؟
تنهدت والدتها قائلة:
_ أبوكِ هيتفق معه علشان لما تتجوزوا!!
قلبها سقط من موضعه، ما الهراء الذي تسمعه؟
_ ماما .. انا لسه في عصمه محسن و..
_ أسكتي متجبيش سيرتهم تاني ..
وتذكرت فورا ما جاءت لسؤالها:
- هو انتِ قولتي لخالتو مكان العمل كان فين؟
- لأ .. ما انتِ عارفة اكيد مش هقولها حاجة زي كده.
ضمت سحر شفتيها في قهر .. وامسكت بيد والدتها:
- ماما آية مظلومة ..
ثم تابعت:
_ كريمة هي اللي عملته!!!

يُتبع ..

السلام عليكم❤️.
مانزلتش الجمعة لان النت فصل😥. ولما رجع نشرت علطول💗
الجديد هيتكتب برضوا وهينزل علطول. ممكن بكرة او بعدن على حسب ..

عايِزة عرِيس.ج١+٢Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz