8

431 37 12
                                    

_الحلقة الثامنة » عايزة عريس جُزء ثانٍ
★★★
روحِّي فداك عرِفت أم لم تعرفِ
من لي سوى روحي و باذل نفسهِ
في حب من لم يهواه ليس بمسرفِ.
- ابن الفارض.
٭٭.
تلك المحرمة التي يضغط عليها بقسوة جعلتها تشعر وكأنهُ يقسو ويقبض على قلبها بآنٍ، ما أمرها .. نظرت لهُ بغضب قائلة:
- هات المنديل..
وحين كادت أن تنتشلها من يديهِ ابتعد فاجأة لتقترب منه بشدة جعلتها تشهق، ثم ابتعدت مرة أخرى ووجهها يحمّر خجلاً، تُضع دوما في مواقف يحُسد عليها وخصوصا معه.
- حلمي عبد كريم تعرفيه منين؟
نبرته الحادة والمتغطرسة أزعجتها وهي تُضيق عينيها عليه في لمحة من الإزعاج، وضعت يديها لصدرها قائلة:
- حاجة متخُصكش! ياريت تديِني المنديل يا يوسف.
قالت أسمه بنبرة حادة، قطب حاجبيه باستغراب لاصرارها على عدم التدخُل، ولكنها زادتهُ إصراراً وتحدٍ ليعلم ما علاقتها به حتى تكون محرمته بالمنزل، وحين طّال الوقت ولم يعطيها المحرمة .. زفرت بغضب قائلة:
- حلمي يبقى مديري، وأدانيّ المنديل لم أحتاجتهُ.
ابتسم بعصبية ورأتهُ يجذ على قواطعه.. رفعت حاجبيها مستغربة وازدادت حيرة حين اشتدَّت قبضته على المنديل بكراهية ..
قال وهو يقترب منها ولازالت العصبية بادِية على نبرة صوته:
- وطبعا ماتقدريش تقولي للحيوان ده لأ.
هتفت باستغراب تام قائلة:
- أنت عبيِّط، ده منديل!
وفجأة أنتشلته منه قائلة وهي تضعه بداخل جيوب الفستان رافعة اصبع السبابة بتحذير:
- ماتدخلش في خُصوصياتي تاني.
وكادت أن تبتعد عنه مستديرة لولا يده الغليظة التي قبضت علي معصمها يقُول:
- لما الأقيكي بتتصرفي تصرفات أطفال أكيد لازم أتكلم وأحذّرك ..
نظرت له بغضب والنيران تثور بين عينيها، ما أمره؟ كيف له الجرأة حتى يلمس معصمها .. دفعت يدهُ ولكنه أصرّ على أسرها بيديه قائلا:
- حلمي مش شخص كويس..
ابتسم قاصدة أستفزازه:
- وأنتَ دلوقتي بقيت الواصي عليا علشان تقولي البوقين دُول؟
قربها نحوه، فقطعت نفسها حتى لايعلم كيف يؤثر عليها وهو ينظر لعينيها:
- بطَّلي شغل العيال دي، أنتِ مش صغيرة!
اضطربت عينيه حين نظر إليها، وشعر بخافقهُ ينبض بشدة ..عينيها البنيّة التي لها نظرة غريبة، وكأنها من الداخل تُعاتبه، ابتعدت حين شرد وحرر معصمها .. والتقطت أنفاسها وحين تنظر للجانب الأخر .. شعرت بقلبها يؤلمها بشدة .. ما تلك الحالة التيّ تعيشها معه؟
نظرت لهُ وهي تحاول ألا تنظر إلى عينيه:
- ماتعملش كده تاني يايوسف، ماتلمسنيش تاني!
أستدرك فعلته وهو يتذكر بأنها لاتسمح لغريب بلمسها فقال بأسفٍ:
- انا أسف مكنتش أقصد بس أنت اللي استفزتيني!
عضت على شفتها السفلية وتحاول ألا تخدش وجهه الوسيم، حين رأى الغضب في عينيها وقد قبضت على كفها، أسرع يقول:
- حلمي أعرفه لانه كان شغال في شركة والده اللي في دُبي، وأعرفه أكتر من أي حد يا آية .. والشغل ده بيعمله علشان يعمل نمرة عليكي علشان تعجبي بيه و..
قاطعته قائلة:
- أنا كبيرة كفاية علشان أعرف أتعامل مع المواضيع دي لوحدي، ومتنساش يايوسف .. أنتَ قريبي .. يعني مش مسموح ليك تتكلم معايا بالشكل ده ولاتلمسني ولا تؤمرني حتى!
قالتها وأنصرفت نحو غرفتها وحين دخلت شهقت تستجمع قواها، أغلقت باب غرفتها بالمُفتاح .. وأغمضت عينيها تحاول أن تسترجع نظرة عينه قربه لها، تلك المرة لم تكره نظرته، لم تكره نظرته التي تخبرها كم هيّ جميلة، ولكنها صفعت نفسها عدة مرات قائلة:
- غلط .. غلط، مينفعش تفكري فيه بأي شكل، يوسف خاطب وبيحب خطيبته وده غلط وميرضيش ربنا ..
اقتربت من المنضدة تسكب لها كوبا من الماء من الدورق، وحين ارتشفت منه.. شعرت بدموعها الغزيرة تسيل على وجنتيها .. جلست بالفراش وتضع كلتا كفيها بوجهها ..وتبكي.

عايِزة عرِيس.ج١+٢Where stories live. Discover now